الأسد يلتقي السيناتور نيلسون لبحث الوضع في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي لزيارة سوريا
دبي: فيما يشكل أول محاولة خرق للجمود في الحوار بين الولايات المتحدة الأميركية وسوريا، استقبل الرئيس السوري حافظ الأسد الأربعاء السيناتور الديمقراطي الأمريكي بيل نيلسون، حيث استعرضا الأوضاع في كل من العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان. وفي تصريحاته للصحفيين عبر الهاتف، وصف السيناتور نيلسون اللقاء بأنه يشكل فتح شق في باب النقاش بين سوريا والولايات المتحدة، مؤكداً بأن الانطباع العام لديه أن النتيجة عقلانية وليس تفاؤلية، وقال: "نحن نشترك في ضرورة أن تستقر الأوضاع في العراق."
كما أشار إلى أنه ناقش مع الأسد قضية الحدود السورية العراقية وآليات ضبطها، وأهمية العمل على استقرار الوضع في العراق، مشيراً إلى أن الرئيس السوري أبدى اهتمامه بالوضع، وخاصة وأن العلاقات السورية العراقية قد تم استئنافها مؤخراً.
كذلك تطرق نيلسون في تصريحاته، إلى بعض حيثيات اللقاء، مشيرا إلى أن الاختلاف في الرأي بينه وبين الرئيس الأسد كان بشأن الموقف الأمريكي من حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية "حماس". كما تطرق إلى قضية عدم دعم النظام السوري لرئيس الوزراء اللبناني، فؤاد السنيورة، منوهاً بأن الأسد "استمع بأدب" لمواقف الجانب الأمريكي، رغم اختلاف وجهات النظر بين الجانبين حول ذلك.
وأشار نيلسون في حديثه مع الصحفيين إلى بحث الموقف السوري من كل من حزب الله وحركة حماس، وما أوضحه للأسد من قيام سوريا بـ"تسهيل حركة الأسلحة وانتقالها إلى حزب الله" عبر الحدود، وهذه الأمور "اختلفنا بشأنها"، وكذلك الأمر بالنسبة لوجود أي دور لسوريا في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
كما طالب نيلسون الأسد بالضغط على حزب الله من أجل إعادة الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى الحزب اللبناني، إلا أن الرئيس السوري، "لم يجب بشكل مباشر، ولكنه قال إن لدى إسرائيل نحو عشرين أسيراً سورياً"، وأن أحدهم قضى نحبه جراء إصابته بمرض "اللوكيميا"، قبل أقل من نصف عام.
وحول ما إذا كان للأسد مطالب معينه من الإدارة الأمريكية، نفى نيلسون ذلك، وقال: "لم يطلب الأسد أي شيء، رغم أنني أخبرته أنني سأقوم بإبلاغ الحكومة والكونغرس بتفاصيل اللقاء به."
وقال السيناتور الأميركي إنه ناقش مع الرئيس السوري مسألة تحييد إيران، وقال "ضغطت لكي يفهم أن الأمر مهم لكل المنطقة والعالم العربي"، غير أن الأسد اكتفى بتسجيل ملاحظاته حول ذلك. وكانت الخارجية الأميركية قد عبرت عن عدم تشجيعها لزيارة السيناتور نيلسون لدمشق، وهو ما أكده للصحفيين، مضيفا، أن موقف الخارجية الأمريكية قد تغيير، ولكن، في البداية كان الرفض "نابعاً من أنهم لا يريدون إجراء اتصالات مع سوريا."
وأضاف: "إلا أنني أوضحت لهم أنه من خلال تقرير بيكر-هاملتون بشأن، العراق، واستقرار العراق، وتحقيق مصلحة الولايات المتحدة في ذلك،" فلا بد من عدم إغفال ذلك الأمر. وشدد على أنه أبلغ كل من السفير الأميركي في دمشق، وكذلك في الأردن عن نتيجة اللقاء.
وأشار نيسلون إلى أنه سبق وأن زار سوريا مرتين، آخرها كان عام 2004 لبحث موضوع ضبط حدودها مع العراق، وهو أمر أبدى الرئيس الأسد في هذه المرة استعداده التام لذلك، وطلب إيصال أنبوب نفط من كركوك إلى المتوسط عبر أراضيه." وأوضح نيلسون أنه كان هناك بعض التعاون بين الولايات المتحدة وسوريا بشأن السيطرة على الحدود مع العراق، ولكن توقف الاتصال بين الطرفين إثر اغتيال الحريري. وذكر السيناتور الديقراطي أنه من المقرر أن يقوم بعض أعضاء الكونغرس من المجلسين الأسبوع القادم بزيارة سوريا، لذات الغاية.
وتأتي زيارة السيناتور نيلسون إلى سوريا ضمن جولة في المنطقة تستغرق 13 يوميا، زار من قبلها إسرائيل والتقى برئيس الوزراء أيهود أولمرت، وزعيم المعارضة في الكنيست، بنيامين نتنياهو، كما التقى برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وأشار إلى أنه سيلتقي بوزير الخارجية الأردني الأربعاء، عبد الإله الخطيب، حيث يعبر حاليا من الأردن في طريقه إلى لبنان (الخميس) ليلتقي بالسنيورة، ويبلغه بدعم بلاده الكامل له.
كذلك قال نيلسون إنه سيتجه إلى السعودية ويلتقي بالعاهل السعودي، الملك عبدا لله، ومن ثم سيقوم بزيارة إلى كل من قطر والبحرين، ومن ثم سيتجه إلى العراق. وكانت وكالة الأنباء السورية قد أبرزت زيارة نيلسون لدمشق والتقائه بالرئيس السوري، وبحضور وزير الخارجية، وليد المعلم.
وقالت الوكالة إن الأسد عرض، خلال اللقاء، وجهة النظر السورية من الأوضاع، مؤكداً ثبات موقف سورية، وداعيا المجتمع الدولي إلى بذل الجهود مع دول المنطقة لتحقيق الأمن والاستقرار فيها. وأشارت الوكالة إلى أنه كان هناك اهتمام مشترك من الجانبين السوري والأمريكي لتفعيل الحوار بينهما ووضع آليات للتعاون الثنائي.