أخبار

الحريري : إيران تبث التفرقة في لبنان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الياس يوسف من بيروت : أكد رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري أن "حزب الله يحاصر السرايا الحكومية بناء على توجيهات من إيران"، وكشف انه بعث "برسالة الى المسؤولين الايرانيين عبر السفير الايراني في لبنان منبها فيها الى خطورة الدور الذي تؤديه ايران في بث التفرقة بين المسلمين في لبنان". ولاحظ أن "أي تيار سياسي في هذه البلاد لا يستطيع ان يتغلب على تيار آخر" .

وقال الحريري في حديث إلى التلفزيون الجزائري اليوم الخميس إن "المعارضة يترأسها فعليا حزب الله، وهو العامل الاساسي في توجيه الاهداف التي يريد، والأهداف التي يضعها حزب الله هي اهداف اقليمية ولا علاقة لها بالداخل.المشكلة المطروحة اليوم هي مشكلة لدى الحزب، وهناك أزمات عدة في لبنان: رئاسة الجمهورية والحكومة والمحكمة الدولية والقرار 1701 ومؤتمر باريس -3".

أضاف: "من المستحيل أن يدار لبنان كأن فيه غالباً ومغلوباً. على الجميع أن يكونوا غالبين وعليهم أيضا النظر الى هواجس الآخرين وفي طريقة للتوصل إلى حلول. صحيح أن الاحتقان اليوم كبير جدا وسببه ان المعارضة افتعلت مشكلة وهددت بالشارع، والشارع ليس الحل. لدينا دستور وقوانين واتفاق الطائف وأماكن عدة للحوار وهذه المشاكل تحل بالحوار. مشكلة رئيس الجمهورية مثلا، كما تعلمون كانت سورية موجودة في لبنان، وكانت تحكم بأمرها في الشؤون اللبنانية، ما نقوله إن هذا الرئيس لم يختره اللبنانيون، بل فرض عليهم من خلال التهديد والترهيب. فلننتخب اذا رئيسا جديدا وكذلك يكون هناك ضمان لتشكيل حكومة ترتاح اليها المعارضة من خلال توزيع عدد الوزراء.

أما في ما يتعلق بموضوع المحكمة الدولية فنحن نصر عليها لأن لبنان تعرض خلال الثلاثين عاما الماضية الى سلسلة اغتيالات طاولت رؤساء جمهورية ورؤساء حكومات ورجال دين وصحافيين وصحافيات ومورست كل انواع الترهيب لاغتيال الديموقراطية الموجودة في بلدنا. نحن نقول ان المحكمة الدولية هي لحماية كل اللبنانيين و كل القيادات السياسية فيه و تمسكنا بها ليس طلبا للثأر من احد. فبالنسبة إلينا لا شيء سيعيد الرئيس رفيق الحريري وبالنسبة إلى لرئيس امين الجميل لا شيء سيعيد نجله وكذلك بالنسبة إلى آل تويني و سائر ذوي الشهداء".

وسأل:"كيف نحمي لبنان من مجرم استباح لبنان ثلاثين عاما من القتل والاجرام والارهاب؟ علينا ان نقول له حان الاوان لوضع حد لهذا الارهاب، والآن هناك من سيقوم بمعاقبة القاتل و المجرم.اذا تفاهمنا على كل هذه الامور فلن يكون أي طرف لا غالب و لا مغلوب ونكون نحن كأكثرية و هم كمعارضة قد عرفنا سويا ما هي هواجس كل طرف. نحن لا نسعى وراء السلطة بل نحن وراء الدولة. نريد بناء الدولة، أما طرحهم اليوم فيقتصر على حكومة الوحدة الوطنية ونيلهم من خلالها الثلث المشارك، فكيف يكون الثلث للمشاركة في حين ان هناك حزبا واحدا يملك حقا حصريا للقيام بعمل خطير كشن حرب على اسرائيل و خطف الجنود في أي لحظة
و لا يكون للدولة اي سلطة او قرار في اتخاذ هذه الخطوات؟ لم يتأثر "حزب الله" وحده في لبنان من جراء الحرب الاسرائيلية، بل كل لبنان و كل اللبنانيين تأثروا. نحن حريصون على المقاومة ولكن عليها هي ان تكون حريصة على لبنان وليس على نفسها فحسب. ويجب ان تكون المقاومة حريصة على ألا نعطي العدو الاسرائيلي، وهو عدو لجميع اللبنانيين والعرب أي ذريعة أو فرصة لتدمير لبنان. نحن نعرف المطامع الاسرائيلية في لبنان وفي كل الدول العربية".

سئل:المعارضة تقول ان الحكومة لم تتفهم مطالبها و انها ماضية في طريقها وانه اذا
بقي الامر على حاله فانهم سيصعدون و ان التصعيد سيكون في الايام المقبلة على مستوى الادارة و هذا ما قاله لنا المكلف بالشأن السياسي في "حزب الله"؟
أجاب:"نحن كحكومة وسلطة وأكثرية، نرى ان هناك رئيسا للجمهورية تابعاً لسورية ولحزب الله، ورئيس مجلس النواب اصبح طرفا في المعارضة، فلا يحق لنا كأكثرية أن ندير البلاد بالطريقة التي نراها أصلح للبنان؟ ما هو أفق المعارضة اليوم وما هي استراتيجيتها والمشروع الذي تقدمه للبنانيين؟ كل المشروع المبني عليه هو أن تكون لدينا استراتيجية دفاعية. لسنا ضد ذلك، لكن المفروض ان تكون لدينا استراتيجية دفاعية لكل لبنان، استراتيجية للاقتصاد اللبناني والانماء والثقافة والعلم ايضا.

بالنسبة إلينا لبنان هو مشروع حياة لا مشروع موت. يجب إعطاء الامل للبنانيين في ان يعودوا الى بلدهم والاستثمار فيه و دعوة العرب للاستثمار فيه. ما هو الأفق الذي يعطيه حزب الله في مشروعه للبنان؟ كل ما يقوله هو ضرورة أن تكون لدينا علاقات مميزة مع ايران و سوريا فقط بينما كل العلاقات مع الدول الاخرى لا تنفع لبنان. نحن لسنا ضد وجود علاقات مع ايران وسوريا وقد أقرينا خلال الحوار الوطني أن تكون لدينا علاقات دبلوماسية مع سوريا وترسيم الحدود بيننا، لكن يجب أن تكون لنا علاقات مميزة وممتازة مع كل دول العالم لاننا نستفيد من هذا الامر كلبنانيين خصوصا، وأن هذه الدول استطاعت من خلال جهودها وجهود الحكومة اللبنانية والرئيس فؤاد السنيورة وقوى 14 آذار/مارس، استطاعت تغيير قرار مجلس الامن ليكون في مصلحة لبنان بعدما كان لمصلحة اسرائيل".

ورداً على سؤال ، قال : "يعلنون انهم موافقون على المحكمة الدولية في المبدأ، ولكن كلما كان يناقش هذا الموضوع سيناقش على طاولة مجلس الوزراء ينسحب وزراؤهم من الحكومة.اعتكفوا في المرة الأولى وفي المرة الثانية استقالوا. في شكل واضح لا يمكن أن يحتمل التفسير، اذا كانوا فعليا يريدون المحكمة الدولية كان باستطاعتهم الانتظار يومين آخرين، وأن يناقشوا الموضوع في مجلس الوزراء.انا كنت قد اعطيتهم ضمانات مني شخصيا ومن الرئيس السنيورة بان يناقش موضوع المحكمة ليوم او يومين او ثلاثة و كل ما يودون مناقشته في موضوع النظام الاساسي للمحكمة يطرح في مجلس الوزراء و نجد الحل له. لكن مشكلتهم الحقيقية أن النظام السوري لا يريد المحكمة الدولية .النظام السوري بعد انتهاء الحرب على لبنان من قبل اسرائيل قال ( اتلرئيس السوري) بشار الاسد بوضوح ان قوى 14 آذار/مارس هي منتج اسرائيلي و يجب الانقلاب السياسي عليها بعد النصر الإلهي الذي حصل. هناك امر عمليات أتى من الخارج و قيادة حزب الله و حلفاء سورية في لبنان يريدون تنفيذ تعليمات سورية وايران".

قرارهم ليس في يدهم

وردا على سؤال قال النائب الحريري:"مقترحاتنا الفعلية هي ان نضع كل شيء على الطاولة. لا نستطيع ان نحل مشكلة واحدة،لا يستطيعون القول انهم يريدون حكومة وحدة وطنية مع ثلث ضامن، ولديهم رئيس الجمهورية و رئيس مجلس النواب و يريدون الحكومة مع الثلث الضامن. يجب ان نبحث معهم في هواجسنا كاكثرية، ويجب ان نكون واقعيين في بلد ديموقراطي وان نحترم الدستور.

سئل: قالت الحكومة انها بادرت للحوار فيما تقول المعارضة انها هي التي بادرت اليه، كما قالوا لنا انهم توصلوا معك الى اتفاق مبدئي و لكن لم يتم الالتزام بهذا الاتفاق بسبب ضغوط اميركية؟

اجاب:"انا اقول لهؤلاء الذين يطلقون مثل هذه التهم الباطلة،ان سعد الحريري لا يتقاضى اموالا من الاميركيين، انما هم يتقاضون أموالا من ايران. كل اموالهم و كل سلاحهم و تدريبهم وأكلهم و شربهم وكل ما يملكه حزب الله يأتي من ايران. قرارهم بالتأكيد ليس في يدهم. يتهموننا باننا نمتلك ميليشيا، هم الميليشيا.انظر ماذا حل ببيروت، جاءوا الى بيروت وتظاهروا فيها و حطموا المنازل و السيارات فيها.التعديات اصبحت واضحة للعالم العربي والاسلامي وللبنانيين. نحن لم نلحق في أي لحظة من اللحظات أي اذى بحزب الله. لقد اخترع الحزب بعد الحرب التي شنت على لبنان مقولة التخوين، فخون من يريد ان يخونه. نصب نفسه قاضيا وحاكما ومدعيا عاما، يتهم الآخرين من دون اية وثائق، يسامح متى يشاء و يدين متى يشاء، يقول ويحدد ما هو المال النظيف وما هو المال غير النظيف. كل ما يأتي من ايران هو فقط مال نظيف، بينما المال العربي غير نظيف. مع الاسف هذا الكلام ليس كلاما سياسيا وليس حقيقيا.
على اخواننا في حزب الله ان يفهموا ان لبنان لا يدار من خلال رغبة فئة بحكم لبنان كما تريد. وصلت نسبة النمو في الاقتصاد الى 5،5 بالمئة، و كنا نرى ما يحدث في غزة بسبب خطف الجندي الاسرائيلي، فهل قيادة الحزب لم تكن تعي ما يمكن ان يحدث؟ ثم يقولون تارة انهم اكتشفوا مخططا كان سينفذ، وان الإسرائيليين كانوا يريدون شن الحرب في شهر ايلول او غيره، وتارة اخرى نسمع منهم فجأة منذ ايام عدة ان قادة الرابع عشر من آذار ذهبوا الى اميركا و حرضوا بشن الحرب على حزب الله.انهم لا ينفكون عن اطلاق الاتهامات واختلاق المؤامرات والتخوينات. ما نقوله نحن منذ اليوم الاول لاستشهاد رفيق الحريري و خلال الانتخابات، اننا نمد يدنا لحزب الله، و نقول له ان هناك 2867 قرارا اتخذ في مجلس الوزراء بالاجماع باستثناء القرارات المتعلقة بالمحكمة الدولية. يقولون انهم موافقون عليها، كيف ذلك و على أي اساس؟ يقولون انهم موافقون وعندما نأتي الى التنفيذ يهربون الى الامام و يستقيل وزراؤهم وينزلون الى الشارع. لقد نزلوا الى الشارع، و لكنهم لن يستطيعوا إسقاط الحكومة. نحن نسأل كيف سيصعدون؟ باللجوء الى الاضرابات؟ فليقوموا بذلك ولكنهم يشلون البلد. هذا الحزب ادخل لبنان في حرب على اساس انه يفهم كل القصة الاقليمية، وانه يعرف بهذه السياسة، وانه يعرف ما يمكن ان يحدث اقليميا، واليوم يقوم بإدخال لبنان في مشكلة اقتصادية ويعطل عمل الناس والأسواق، واللبنانيون يهاجرون."

الحوار الداخلي

سئل: لاحظنا في كلامك انك رأيت الكثير من التناقض في الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله، و لكن ماذا تتوقعون في الايام المقبلة؟ اجاب:"انا اتوقع ان يتقوا الله في لبنان، هذا البلد الصغير جدا الذي تعيش فيه 19 طائفة، كان أبناؤها وما زالوا يعيشون سويا. يجب احترام الآخر وآرائه، و يجب عدم اتهام الآخر بالخيانة كلما اختلف معه بالرأي. طوال المرحلة السابقة كنا منفتحين اكثر ما يكون على حزب الله. لقد جبت العالم وقلت لقادته بان سلاح حزب الله يحل بالحوار الداخلي بين اللبنانيين. هذه المقاومة لبنانية مهمتها ان تدافع عن الاراضي اللبنانية و ان تحرر الاراضي المحتلة .قلت هذا الكلام في البيت الابيض و في قصر الاليزيه و في كل الدول العربية و قلت ان هذا السلاح يدخل في اطار الحوار الداخلي اللبناني. وفيما يتعلق بالقرار 1559 الذي يفرض على كل الميليشيات في لبنان ان تسلم سلاحها، كنت اقول لكل دول العالم ان سلاح المقاومة يدخل في اطار الحوار الداخلي.

هذا ما قمنا به. في المقابل ماذا فعل حزب الله؟ هل يجوز ان تكون السرايا الحكومية محاصرة من حزب الله؟ يقولون ان قوى اخرى تشارك الحزب في ذلك، هذا غير صحيح. لقد اتخذت قيادة حزب الله هذا القرار بناء على توجيهات من ايران. هذا امر لا يجوز. يجب التفكير لبنانيا، و لبنانيا لا استطيع كتيار سياسي ان اتغلب على حزب الله، ولا حزب الله يستطيع ان يتغلب علينا، وهذا يسري على سائر التيارات السياسية.

الدور الإيراني

رسالة هذا البلد هي التعايش، و يجب علينا ان نتعايش. ان لبنان بلد صغير ولكن رسالته كبيرة جدا، فهو بلد التعايش والاعتدال والديموقراطية والحرية واحترام رأي الآخر. ما يحصل اليوم هو عدم احترام لحرية ورأي الآخر، ومحاولة فرض سياسة خارجية. رسالة لبنان كبيرة جدا في العالمين العربي والإسلامي، مسيحيين و مسلمين يجب ونريد ان نعيش معا، وهذه نعمة من الله يجب ان نحافظ عليها. ما تقوم به ايران من تفرقة بين المسلمين السنة والشيعة حرام. ان ايران تقوم بدورا خطر جدا في هذا الشأن، وقد ارسلت اليهم رسالة، عبر سفيرهم وابلغتهم انهم يقومون بدور سلبي جدا. لبنان بلد التعايش لا فرق فيه بين اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، نريد العيش تحت العلم اللبناني ويجب الا تكون لأحد مشكلة في العلاقات الخارجية، شرط ان تصب كلها لمصلحة كل لبنان والشباب اللبناني".

وختم : "اتخذنا قرارا بعدم الانضمام الى أي محور من المحاور، لا المحور الاميركي ولا الاوروبي لاننا نعرف ما هي اميركا وما هي اوروبا، ولا نريد كذلك ان نكون في المحور الإيراني - السوري. نريد ان نكون في المحور اللبناني العربي المعتدل المناضل، محور لبنان العيش المشترك و مركز الشرق الاوسط حيث يجتمع العرب من كل الاطياف والاديان."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف