قلق في إسرائيل من تقارب إيران وحماس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حماس تحتفل بانطلاقتها 19 وسط موجة من العنف الداخلي خلف خلف من رام الله: في جهاز الآمن الإسرائيلي يقلقهم العلاقات الآخذة بالتوثق بين إيران وبين حركة حماس، حيث كشفت مصادر إسرائيلية اليوم الخميس أنه في النقاشات التي أجريت أخيرا في إسرائيل على خلفية زيارة رئيس حكومة السلطة الفلسطينية، إسماعيل هنية لطهران، سُمع تقدير أن إيران تريد عقد حلف استراتيجي مع حماس. الإيرانيون معنيون بان يحفظ لهم حق "الكلمة الأخيرة" في شأن خطوات حماس - إزاء إسرائيل أيضا - كما حصلوا في علاقاتهم بحزب الله. وحسب صحيفة هآرتس فأانهم في إسرائيل يفسرون تقارب حماس وإيران كخطوة تأليبية، تعتمد أيضا على رضى المنظمة عن نجاحها في مضاءلة اضرار القطيعة الدولية لحكومة السلطة. ابتدأت القطيعة بعد فوز حماس في الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني في كانون الثاني الأخير.
وفي زيارة هنية لطهران في الأسبوع الماضي أعلن بأن إيران هي "العمق الاستراتيجي" للفلسطينيين، وأن منظمته لن تعترف بإسرائيل أبدا. هذا الموقف لقيادة حماس في المناطق في شأن إيران، الذي عبر عنه علنا لأول مرة، يعارض توجه فتح ورئيس السلطة، محمود عباس، اللذين يريان الدول العربية المعتدلة كمصر والسعودية الحليفات الطبيعية للفلسطينيين. وهم في فتح معنيون أيضا بتوثيق العلاقات بالولايات المتحدة وبالاتحاد الأوروبي.
وأمس قطع هنية زيارته الى السودان وعاد إلى غزة، على خلفية التوتر المتعاظم بين حماس وفتح في السلطة الفلسطينية. على حسب قول أحمد يوسف، أحد مستشاري هنية، سبب عودة رئيس الحكومة المبكرة هو "أننا نحتاج إلى أن يكون رئيس الحكومة هنا الآن ويحل المشكلات الداخلية". وحسب الصحيفة أن اقتراب حكومة حماس من إيران، الذي يشعر به أيضا في علاقات السلطات في طهران للمكتب السياسي للمنظمة في دمشق، الذي يرأسه خالد مشعل، تم التعبير عنه بالتزام إيران تحويل الأموال إلى السلطة. المبلغ الذي سيحول هو 250 مليون دولار، ولكن بخلاف الماضي، لا يوجد هنا إسهام لمرة واحدة، بل مساعدة متصلة في عدد كبير من المجالات: من دفع أجور عمال السلطة ونشطاء أجهزة الامن ومشايعي حماس، مرورا ببناء معسكرات لهذه الأجهزة ودفع تعويضات للعائلات التي هدمت بيوتها بأعمال الجيش الإسرائيلي.
وجاء في الصحيفة: "ليس هذه هدايا تأتي بالمجان"، قالت مصادر أمنية لصحيفة "هآرتس". "يتوقع الايرانيون مقابلا: زيادة تأثيرهم في الساحة الفلسطينية واستجابة حماس لتوجيهاتهم". في الماضي، على خلفية تحفظ أفراد حماس من أهل السُنة من إيران الشيعية، حذر مسؤولو المنظمة الكبار من إقامة علاقات وثيقة جدا بطهران.كما أنهم في إسرائيل يتبعوا من قريب زيارة هنية لطهران والتصريحات المختلفة لمسؤولي حماس الكبار. الانطباع الذي يثور عند الجهات الأمنية هو أن حماس تستمد الثقة من أحداث الأسابيع الأخيرة، وفيها موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار في القطاع.
وعلى رغم أن وقف إطلاق النار يتم الحفاظ عليه بالجملة (على رغم إطلاق خمسة صواريخ على النقب أول من أمس)، أمر وزير الدفاع عمير بيرتس الجيش الإسرائيلي بالاستمرار في الاستعداد لامكان أن يطلب عمل بري كبير في القطاع. لا يرفضون في جهاز الأمن سيناريو فحواه أن تضغط إيران على حماس لتجديد الإرهاب. وفي هذه المرحلة، تقول مصادر عسكرية إسرائيلية أن حماس تسجل في سجلها نجاحا في فرض وقف إطلاق النار في القطاع، وتفي بوعدها أكثر مما فعلت فتح في ظروف مشابهة. والى الالتزامات المالية التي حصل عليها هنية من إيران، وعدت حماس بمساعدة واسعة أيضا من دول عربية، منها قطر، والسعودية والكويت. تحافظ الحكومة الفلسطينية على الاستقرار على الرغم منأن حماس لا تخضع للشروط التي أملتها عليها الرباعية (والتي من بينها الاعتراف بإسرائيل أيضا)، عندما أجلت مساعدة السلطة.
وفي المجال العسكري، تتابع المنظمة عملية التسلح المعجل، الذي لم يمس به البتة في إثر وقف إطلاق النار. تستوعب أجهزة أمنها تاركين للأجهزة المشايعة لفتح. يبدو أنه يسجل نجاح في جهد زيادة مدى صواريخ القسام إلى 10-12كم، وتحسين نوعية المواد المتفجرة المحمولة فيها. وحسب هآرتس: يبدو أن هذه الإجراءات هي أيضا خلفية التشدد الملموس لموقف مشعل بالتفاوض في اعادة الجندي المختطف، جلعاد شاليت. بل أن مشعلا عبر اخيرا بقوله انه إذا لم يتم الحصول على تقدم في الوضع في القطاع فان منظمته ستجدد العنف على إسرائيل في غضون نحو نصف سنة. لكن التهديد الرئيس الذي يقلق مسؤولي حماس الكبار الآن ليس اسرائيلياً، بل فلسطينيا داخليا: ازدياد العنف في المناطق، إلى حد الخوف من حرب أهلية.