نهج متشدد مع الاعضاءالجدد في الاتحاد الاوروبي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بروكسل : يسعى زعماء الاتحاد الاوروبي في القمة التي بدأت امس وتستمر ليومين إلى طمأنة الناخبين المتشككين من خلال تشديد السياسة الخاصة بضم اعضاء جدد للاتحاد مع ترك الباب مواربا أمام طابور من الدول الطامحة للانضمام. وتأتي القمة الاوروبية بعد اتفاق الدول الاعضاء الخمس والعشرين يوم الاثنين على تجميد جانب من المحادثات الخاصة بانضمام تركيا وهي خطوة قد تساهم في تهدئة مخاوف بعض من يشككون في أهليتها لعضوية الاتحاد.
وتفيد مسودة بيان ختامي يصدر عن القمة بأن الزعماء الاوروبيون سيجددون تأكيد التزامهم بقبول عضوية تركيا في نهاية المطاف وكذلك دول غرب البلقان وهي ألبانيا والبوسنة وكرواتيا ومقدونيا والجبل الاسود وصربيا. لكن الزعماء سيوضحون أنه يتعين على الاتحاد الاوروبي اصلاح مؤسساته المتداعية قبل انضمام أي اعضاء جدد وهي عملية تهدف ألمانيا الى احيائها عندما تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد من فنلندا الشهر القادم.
كما سيطالبون أيضا بمراقبة أشد صرامة للتقدم الذي يحرزه المرشحون في القضايا الاكثر صعوبة مثل محاربة الفساد حيث تشدد المستشارة الالمانية انجيلا ميركل على ضرورة أن يكون الاتحاد الاوروبي صارما في التأكد من تلبية الداخلين الجدد لمعايير الانضمام بشكل كامل. وقالت ميركل للبرلمان الالماني قبل أن تتوجه لبروكسل "لا أقول هذا على سبيل التهديد وانما كحافز للدول التي تريد الانضمام وللجماعة الاوروبية."
وساهمت المخاوف من مساعي تركيا للانضمام للاتحاد الاوروبي في رفض الناخبين الفرنسيين والهولنديين في العام الماضي الموافقة على دستور استهدف اصلاح هياكل الاتحاد الاوروبي لضم اعضاء جدد بعد انضمام رومانيا وبلغاريا المقرر في أول يناير كانون الثاني المقبل.وسيكمل انضمام هاتين الدولتين موجة توسيع الاتحاد التي بدأت في عام 2004 عندما قبل الاتحاد الاوروبي انضمام عشر دول في وسط وشرق أوروبا غالبيتها العظمى دول شيوعية سابقة.
وسيحاول زعماء الاتحاد الاوروبي استخلاص الدروس من هذا التوسع الكبير وما أثاره من رد فعل معاكس من جانب الرأي العام ومناقشة السرعة والمدى الذي يجب أن يبلغه توسيع الاتحاد في المستقبل.وقال جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الاوروبية لصحيفة لاستامبا الايطالية "اذا كنا نريد أن نمضي قدما في موضوع التوسيع بجدية فعلينا كسب تأييد الرأي العام وشرح مزايا العملية."وفي تغيير دقيق للصياغة ستقبل الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي مهمة تحسين قدرة الاتحاد على "دمج" اعضاء جدد متخلية عن تعبير "الطاقة الاستيعابية" المشحون بمضامين سلبية الذي ساقته دول مثل فرنسا والنمسا لوضع عراقيل أمام تركيا.
وترى دول مؤيدة لتركيا من بينها بريطانيا والسويد أن انضمام تركيا يمثل صلة استراتيجية مهمة مع العالم الاسلامي. ولا يزال يتعين اصلاح قانون الاتحاد الاوروبي للسماح بانضمام اعضاء جدد لكن نتيجة للشكوك في الاصلاح التي تساور عددا من الدول الاعضاء من المرجح ان تضطر كرواتيا التي تتقدم طابور الدول المرشحة لعضوية الاتحاد أن تنتظر حتى عام 2010 على الاقل.ومن المتوقع أن تثار في القمة مسألة مساعي صربيا للانضمام التي يعطلها تقاعسها عن التعاون في تقديم المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب للمحاكمة حيث يطالب رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي باستئناف سريع لمحادثاتها مع الاتحاد الاوروبي.
غير أن من المتوقع ان تنجح بريطانيا وفرنسا واعضاء اخرون في الدفاع عن استمرار الصيغة القائمة التي تشترط أن تقوم بلجراد أولا باظهار التعاون الكامل مع محكمة جرائم الحرب التابعة للامم المتحدة.وتشير مسودة الاتفاق الى ان زعماء الاتحاد الاوروبي سيدرسون سبل مساعدة دول مثل أسبانيا وايطاليا ومالطا على التصدي لتدفق المهاجرين ومن المقرر أن يتفقوا على المشاركة في تعزيز حرس الحدود في تلك الدول لمنع تسلل المهاجرين بطرق غير شرعية من الوصول الى الاتحاد بحرا.الا أن دبلوماسيين قالوا ان زعماء الاتحاد لن يحققوا تقدما يذكر في تعميق التعاون في مجالي العدالة الجنائية وعمل الشرطة وتوسيع نطاقه حيث يخشى عدد من الدول التخلي عن السيادة في هذين المجالين