أخبار

زعامات بألوان مختلفة ترسم صورة قاتمة لمستقبل قطاع غزة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في أحاديث منفصلة مع "إيلاف"
زعامات بألوان مختلفة ترسم صورة قاتمة لمستقبل قطاع غزة

سمية درويش من غزة: في أسئلة موحدة طرحتها إيلاف على عدد من الشخصيات الإعلامية والقيادات الفلسطينية بألوان أثوابها المختلفة ، من بينهم أصحاب اللونين المتناقضين "الأخضر والأصفر" بحسب أرضية راياتهما حول توقعاتهم للسيناريو القادم في قطاع غزة بعد مذبحة الأطفال وارتفاع وتيرة الجرائم المنظمة ، رسم الجميع صورة سوداوية قاتمة لمستقبل قطاع غزة ، وان المرحلة الحالية هي مرحلة فرض العضلات العسكرية على الأرض ، في حين ما زال البعض منهم يحلم بتشكيل حكومة وطنية للخروج من النفق المظلم ، بعدما أغلقت الأبواب وسدت الطرق.

إبراهيم المصدر عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح ، يقول لـ"إيلاف" ، " لا شيء يبشر بخير .. الأيام السوداء قادمة .. ولن يكون احد معصوم" ، غير انه أكد وجود حبل نجاة في حال قدمت المصلحة العليا للشعب الفلسطيني على المصالح الحزبية الخاصة ، وفي حال فشل ذلك ، يقول المصدر "سننتظر أكثر من هذا".

حركة حماس

بدوره شدد منافسه فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس ، على ضرورة إيجاد دور توافقي موحد من اجل إبطال ظاهرة الفلتان والعمل على تفعيل وثيقة الوفاق الوطني ، وتشكيل الأجهزة الأمنية والإسراع في تشكيل حكومة وحدة ، مبينا بأن الحالة ملحة وعلى كل من فتح وحماس التوجه للوحدة الوطنية.

ورفض برهوم القول إن الأوضاع وصلت إلى نقطة اللاعودة ، مضيفا كنا نتوقع أن الاغتيال يستهدف رموزًا وقيادات ولكن الآن يستهدف أبرياء في وضح النهار والواضح أنها منظمة يقف وراءها مجرمون أصحاب أجندة واضحة هدفها إدخال الرعب إلى قلوب الأطفال والى الشعب وعامة الشعب ونشر حالات الفوضى.

الجبهة الشعبية

وقد أكدت خالدة جرار عضو المجلس التشريعي عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، أن الوضع يتجه نحو الأسوأ وان الأمور وصلت الى مؤشر خطر بعد مجزرة الأطفال ، مقدمة تصورا للخروج من الأزمة بتشكيل مركز الأمن القومي من كل من الرئيس عباس وهنيه وبمشاركة كل الفصائل وسحب المسلحين من الشوارع ورفع الغطاء التنظيمي والعائلي والوطني عن المنفلتين الذين يعتدون على الممتلكات العامة.

ونوهت جرار ، بضرورة تشكيل غرفة عمليات من الأجهزة والقوى السياسية ، مؤكدة من دون خطوات عملية سيبقى الجميع في الدائرة نفسها.

حركة فتح

من جهته قال د. جمال نزال المتحدث باسم فتح لـ"إيلاف" ، ان المسؤولية الأخلاقية تقع في حجر الأشخاص الذين حرضوا وشوهوا سمعة الأجهزة الأمنية ، واستخدموا خطاب "الحناجر السبعة" التي تستخدم لغة التخوين والتضليل من بعض قيادات من حماس ، موضحا ان الأوضاع تتجه نحو الاسوأ وان المكتوب من عنوانه ، بشائر الخير قليلة ونذور الشر أكثر ، بحسب نزال .

وأكد نزال ، ان حركته تسعى إلى إقالة الحكومة لأنها وصلت إلى طريق مسدود ، والعمل على تشكيل حكومة أخرى من حماس أو غيرها بحيث تتماشى قراراتها مع حل الأزمة الراهنة.

إعلامي ومحلل سياسي

ويقول المحلل السياسي الكبير ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة "معا " الفلسطينية لمراسلة "إيلاف" ، لعل القوى السياسية قد استفادت من التجربة واستخلصت العبر ، فقد دخلت في مرحلة تبادل اتهامات ، ولم يتردد البعض من السياسيين ان يشفع لهم وأن يقف على دم الأطفال .

وأكد اللحام الذي يتمتع بجمهور واسع ، إذا استمر الأداء بهذا المستوى فالمجتمع الفلسطيني في غزة سيلجأ الى استخدام الوسيلة نفسها التي استخدمها في الضفة وهي اللجوء للعشائر ، موضحا ان المرحلة القادمة مرحلة هروب الشارع إلى حضن العشيرة الدافئ قياسا من صقيع الأحداث.

واستبعد اللحام ، نشوب حرب أهلية ، مشيرا إلى أنها تحتاج الى مصوغات عرقية وطائفية ، وان الخلاف السياسي لم يكن على مدار التاريخ لصنع الحرب ، غير انه أكد وجود تقاتل وتحارب على كراسي السلطة ، وانه سرعان ما ينفض الناس ويخسر الحزبان الكبيران.

الجهاد الإسلامي

وأكد خالد البطش عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي لـ"إيلاف" ، ان ما حدث ضد الأطفال في غزة ، هو بأيدي مجموعة من القتلة يخدمون مخططات العدو - يقصد إسرائيل- لزيادة التناقض في الشارع ، مشددا على ضرورة قيام قوى الأمن بدورها ، واتحاد رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الحكومة إسماعيل هنية بما يضمن حماية الشعب والضرب بقوة على أيدي القتلة الذين ارتكبوا المجزرة.

وأعرب البطش ، عن أمله ومنظمته التي لعبت كثيرا دور الوسيط بين فتح وحماس ، في ان تسير الأوضاع نحو الأفضل لو أخذت الأجهزة دورها والبحث عن قاتل الأطفال سيعزز الثقة داخل نفوس الشعب .

الجبهة الديمقراطية

صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، قال ينبغي أن تكون مذبحة الأطفال دافعا لقطع دابر الفلتان ، وفرض سيادة القانون من خلال ترتيب البيت الداخلي ، واستئناف الحوار وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، وإعادة تشكيل مجلس الأمن القومي برئاسة عباس وبمشاركة هنية ووزير الداخلية ، ليكون وحدة لعمل الأجهزة الأمنية هادفة إلى حماية الوطن والمواطن من الفلتان بشراكة الجميع .

وأكد زيدان لمراسلة "إيلاف" ، ضرورة التقدم بتفعيل وتطوير منظمة التحرير وبناء جبهة النضال الموحدة ، وهذه الدماء البريئة يكون الرد عليها بوحدة الصف وضبط الوضع الأمني . ونوه رجل اليسار ، إذا تركت الأمور هكذا سيصل الوضع الى الهاوية .

سياسي وباحث اجتماعي

من جهته قال المحلل السياسي والباحث الاجتماعي سميح خلف ، ان ما حدث يوم الاثنين الماضي "مجزرة الأطفال" وبكل المقاييس يمثل فاجعة حقيقية لكل القيم الإنسانية والوطنية ومظهرًا من المظاهر الصارخة للأيدي الخفية التي تعبث في الشأن الفلسطيني وفي قراره الأمني والوطني ، مؤكدا في حال لم توضع جميع القضايا أمام قضاء حازم وعادل ، ستبقى الأمور قابلة للاجتهاد في التفسير.

وبحسب خلف ، فان ما وقع حدث في توقيت مدروس ومعد له مسبقا أمنيا وسياسيا ، مستبعدا ان تكون حماس وراء هذه الأفعال ، ولا أي شريف في الساحة الفلسطينية ولا أي قوى ترفع لواء الكفاح المسلح ضد إسرائيل ، بحسب تعبيره.

وأشار خلف لـ"إيلاف" ، إلى أن عمليات التحريض والتصعيد الإعلامية ، تدل على ان هناك عملا ما مبرمجا ، وكأنه معد في التوقيت مع تلك الحادثة ومن الشواهد أيضا ، قال خلف ، هو قرار الرئيس عباس بنشر قوات أمن الرئاسة في شوارع قطاع غزة ، وهو يتنافى مع مهامها الأساسية كأمن رئاسة ، ويعتبر إجراء يتناقض مع مهام ووجود وزارة الداخلية والمصادر الأمنية الأخرى ودورها في الأمن الداخلي ، لافتا إلى ان هذه الشواهد تدل على أن هناك مزيدا من بعض الترجمات للسيناريو المعد لقطاع غزة على الأقل . ولفت إلى أن فتح وحماس دخلتا في مرحلة جديدة لفرض الإرادات على الأرض إعلاميا وامنيا وعسكريا وبعد أن فشلت كل الأساليب في إضعاف الممانعة الفلسطينية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف