تصعيد متبادل بين فتح وحماس بعد محاولة اغتيال هنية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سمية درويش من غزة، رام الله: دخلت الساحة الفلسطينية مرحلة اللعب عـ المكشوف بعدما أطلقت حماس نيران الاتهامات المباشرة لشخصيات سياسية ورموز قيادية في حركة فتح ، بالوقوف وراء محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية احد زعامات حركة حماس ، مهددة بمعاقبة ومحاسبة كل المتورطين. وتوقع المحلل السياسي سميح خلف ، بان تشهد الساحة الفلسطينيةفي المرحلة القادمة عمليات اغتيالات وتصفية لقادة من الصف الأول ، مشيرا إلى أن المستهدف فتح كواقع نضالي ، ومستهدفة حماس أيضا كواقع نضالي ، وكذلك فصائل العمل الوطني فلا يمكن ان يستقيم الحال لمراكز القوى إلا إذا أضعفت الجميع وأدخلتهم في حلقة من الصراع الدموي .
وتشهد الساحة الفلسطينية حالة من الصراع الحاد بين فتح وحماس وتراشق الاتهامات المتواصلة ، ولكن لم تقف هذه الاتهامات المتبادلة عند أشخاص بعينها ، إلا أن ما حدث منتصف ليلة أمس جر الساحة إلى مرحلة اللعب عالمكشوف. وقد هدد خليل الحية رئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي ، بان منظمته ستضرب بيد من حديد على من وصفهم بـ كل المتورطين، ومن يقف وراءهم من مروجي الجرائم التي طالت رموز وقيادات الحركة. وشدد الحية خلال مهرجان لحماس بغزة ، على رفض حماس إجراء أي استفتاء او أي انتخابات تشريعية مبكرة ، مشيرا إلى ان منظمته لن تسمح بالانقلاب على إرادة الشعب مهما كانت النتائج والعواقب ، بحسب تعبيره.
وكان هنية ، قد نجا ليلة أمس من محاولة اغتيال خلال عودته لقطاع غزة في محيط معبر رفح البري ، حيث تعرض موكبه لإطلاق نار كثيف حصد روح احد مرافقيه الشخصيين عبد الرحمن نصار ، وإصابة نجله عبد السلام ومستشاره السياسي احمد يوسف بجروح بسيطة. واتهم اليوم إسماعيل رضوان المتحدث باسم حركة حماس مباشرة خلال مؤتمر صحافي بغزة ، النائب محمد دحلان الملقب بـ "رجل غزة القوي" ، بالوقوف وراء محاولة اغتيال رئيس الوزراء ، في حين قال دحلان في تعقيبه على اتهامات حماس له ، "حماس اصغر من ان تقرر مصيري وكلما فشلت وزعت التهم على الآخرين" .
عريقات
من جهته حمل النائب صائب عريقات مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية خلال مؤتمر صحافي ، حركة حماس المسؤولية المباشرة عن حياة دحلان والتجهيز والإعداد لعملية قتل واستباحة لدم النائب دحلان بعد عملية التحريض المباشر التي مارسها الناطق الرسمي باسم حماس . وقال المحلل السياسي خلف لـ"إيلاف" ، بعدما فشلت جميع المحاولات لإجهاض الممانعة الفلسطينية من عمليات حصار وعمليات متقطعة للتصفية السياسية ، فإن الساحة الآن تم تصعيد حالتها إلى عملية محاولة اغتيال هنية في محاولة لجر الساحة الفلسطينية إلى خندق المواجهة بين قوى فتح المتعصبة تنظيميا وبين قوى حماس المتعصبة تنظيميا بفعل التحريض الإعلامي.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين ان "المؤتمر الصحافي الذي عقد اليوم للناطق باسم حماس اسماعيل رضوان هو دعوة صريحة وتحريض على قتل النائب محمد دحلان واطلاق النار على كل من يخالف حماس". واضاف "انها دعوة صريحة للفوضى واستباحة الدم الفلسطيني"، مطالبا "بمحاكمة جميع من شاركوا في المؤتمر الصحافي". وكان الناطق باسم حماس اسماعيل رضوان قال خلال مؤتمر صحافي في غزة ان اطلاق النار على موكب هنية "محاولة اغتيال جبانة على ايدي فئة خائنة يقودها محمد دحلان".ودحلان الوزير السابق الذي كان مكلفا الامن والرئيس السابق لجهاز الامن الوقائي هو احد اشد منتقدي الحكومة الفلسطينية التي تترأسها حماس. وتابع عريقات "بدلا من ان يخرج رضوان ومن معه ويعينوا انفسهم قضاة ومحققين ويتهموا الاخ دحلان هذا الاتهام الباطل والمفزع، كنا نتمنى ان يخرجوا لكشف قتلة الاطفال الثلاثة الذين سقطوا في مدينة غزة".
صدامات
على صعيد متصل جرح 34 شخصا في صدامات بين حماس وقوات الامن الفلسطينية في رام الله، بعد ان منعت قوات الامن الموالية لحركة فتح التي يترأسها الرئيس محمود عباس بالهراوات واعقاب البنادق واطلاق النار في الهواء مئات من مناصري حماس من التوجه الى مسجد بوسط المدينة للمشاركة في تجمع بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لتأسيس حركة حماس. وقال مسؤول في الشرطة قبل وقوع المواجهات "لدينا اوامر علينا بمنع المسيرة كونها لم تحصل على تصريح رسمي بحسب القانون".
ووقعت الصدامات امام مسجد جمال عبد الناصر بعد صلاة الجمعة، واطلق عشرات من عناصر الاجهزة الامنية الفلسطينية النار في الهواء بعد اشتباكات بالايدي، ثم رشق المشاركون في التجمع افراد الامن بزجاجات فارغة وحجارة.واصيب 34 فلسطينيا غالبيتهم من المتظاهرين بجروح في هذه المواجهات، احدهم في حالة حرجة بعد ان اصيب برصاصة في الراس، بحسب مصادر طبية.واثر المواجهات، اغلقت المحال التجارية في رام الله ابوابها فيما دفعت قوات الامن الفلسطينية بتعزيزات كبيرة الى وسط المدينة واطرافها.