هل يصلح بان كي مون ما أفسده كوفي أنان؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
آسيا تقود العالم من الأمم المتحدة
هل يصلح كي مون ما أفسده أنان؟
36 عاما في الدبلوماسية
هذا الرجل كان واحدا من سبعة مرشحين تنافسوا لخلافة أنان، ويبدو انه نال ثقة الشرق والغرب ففاز اربع مرات بترشيح مجلس الامن الذي احال مسألة اختياره للجمعية العامة. كان التصفيق يحيط به والهتافات تعلو من حوله حين أعلنت الشيخة هيا راشد الخليفة رئيسة الدورة الحالية للجمعية العامة فوزه بالمنصب. أما هو فلم ينبس ببنت شفة. فقط علت الابتسامة وجهه وشكر الجميع على ثقتهم.
وبان كي في الثانية والستين، تمتد خبرته في العمل الدبلوماسي لمدة 36 عاما تخللتها عشر مهمات مرتبطة بالامم المتحدة. عايش ازمات الكوريتين وسلك الدبلوماسية الصامتة لحل العقد الكورية المستأصلة.
بدا دبلوماسيا في 1970 بعدما حصل على اجازة من الجامعة الوطنية العريقة في سيول، استكلمها بعد ذلك بدراسات في معهد كينيدي (كينيدي سكول) التابع لجامعة هارفرد الاميركية. وشغل منصب السكرتير الاول في البعثة الكورية الجنوبية لدى الامم المتحدة لمدة سنتين (2001-2003) كان خلالها ايضا مدير مكتب رئيس الدورة السادسة والخمسين للجمعية العامة للامم المتحدة.
هاديء وعنيد
يقول عنه وزير خارجية روسيا : بان يعتبر بشكل عام وسيطا جيدا جدا يتسم خصوصا ببراعة في وضع التسويات وتحقيق التوافق، موضحا انه ايضا "على معرفة جيدة بالامم المتحدة واعطى انطباعا جيدا جدا في نيويورك". واهتمامه بالتنمية يعزز شعبيته في افريقيا. وشارك في المفاوضات المتعددة الاطراف التي تحاول منذ ثلاثة اعوام اقناع الشمال بالتخلي عن التسلح النووي، وكلف كذلك تهدئة التوتر بين بلاده وحليفتها الولايات المتحدة وكذلك بين سيول وطوكيو.
كو كي-سيوك المتحدث باسم الخارجية الكورية الجنوبية يصفه بانه الرجل الهادئ والعنيد الذي يملك تصميما كبيرا هو من نوع "قبضة حديد في قفاز من حرير". واضاف : بان كي الذي يعمل بجد يقسم جدول عمله الى فترات تستغرق كل منها خمس دقائق.
الاسيوي الوحيد
لكن معارضوه يصفونه بانه "بيروقراطي" لكنهم يعترفون بقدراته الاستثنائية على العمل. أمين عام اليونسكو قال ذات مرة : بان كي شخص يستشعر بشكل استثنائي حساسيات كل الدول في كل القارات. وقال عنه وزير خارجية روسيا : رجل ذو عقلية كونية سيقود المنظمة الكونية الوحيدة في العالم. ولكن لم هذا الاختيار؟ في خضم تنافس حاد تخللته حوارت متشنجة واتفاقات سرية خلف الكواليس!
يقول فكتور إيف غيبالي : لانه آسيوي اولا، وقد جاء الدور على آسيا لشغل المنصب. ثانيا، لأنه كوري جنوبي، وللازمة النووية الكورية الشمالية نصيب في الاختيار. ولكن؟ أتتعامل كوريا الشمالية المثيرة الارتياب بالاخرين مع رجل كان على راس دبلوماسية عدوها الجنوبي. ربما سيكون الامر كذلك وربما العكس.
تحديان يواجهان كي مون:
العولمة أولا، وهي تنظم العلاقات بين الدول لكنها تحول دون تمتّـعها بكامل سيادتها، وعلى الامين العام ان يجعل هذه المعادلة متوازنة. والتحدّي الثاني، ذلك القطب الاوحد المتمثل في الولايات المتحدة. وعلى كي مو أن يبرهن أستقلالية القرار الاممي وعدالته بعيدا عن ذلك القطب. ولانه اسيوي والاسيوي الوحيد منذ أن تولى يوثانت (من بورما) المنصب من عام 1961 إلى 1971)، فانه ثمة ارادة ستكون موازية لارادات الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا). ولعل هذا مايحتاجه ضعفاء العالم. والعرب منهم.
هيبة الامم المتحدة
كوفي أنان من غانا الافريقية يخرج من الباب، بعد عشرة اعوام. وبان كي مون من كوريا الجنوبية يدخل غرفة العمليات، وعلى المشرحة تنتظره أوضاع كوريا الشمالية وإيران والعراق ودارفور. وينتظره أيضا المنصب نفسه، والذي يقول عنه سياسيون انه تحول الى موقع أجوف، أن حضر لايعد وان غاب لايفتقد في ظل هيمنة القوي على الضعيف.
فهل يعيد الامين الجديد هيبة الامم؟
زمان.. كان الامين العام ذا كاريزما وهيبة، فالنرويجي تريغ فلي استقال محتجا على الضغوط الأطلسية، والبورمي يوثانت رفض الذهاب الى البيت الأبيض لمقابلة الرئيس الأمريكي لان العكس هو الذي يجب أن يحدث.
جيش الموظفين
واخيرا... كيف سيدير بان كي مون جيش الموظفين داخل البرج الزجاجي وخارجه في انحاء العالم المترامي الاطراف، كيف يدير امبراطوية مترهلة بالروتين ومكبلة بالديون ومهددة بالافلاس.. كيف يديرها من دون أصلاح، فلطالما تحدث أنان عن أصلاح هيئة الامم لكنه لو يف بالوعد. أم ان الامين الجديد يجب ان لايستعجل الامر فالعملية (ليست مباراة كرة قدم مدتها 60 دقيقة فلدينا من الوقت مايكفي وسنواصل العمل ) على حد قول جون بولتون.