البحرين: 7مكرمات ملكية ... والمعارضة ترحب

إسقاط نصف القروض ورفع معاشات المتقاعدين
البحرين: 7مكرمات ملكية ... والمعارضة ترحب

مهند سليمان من المنامة: تحتفل البحرين اليوم بعيدها الوطني وعيد جلوس ملكها الملك حمد بن عيسى آل خليفة وسط 7 مكرمات عمت فرحتها جميع أرجاء البحرين، حيث امر الملك بتخفيض ما نسبته 50% من القيمة الإجمالية المتبقية للقروض والوحدات السكنية، وخفض الأقساط الشهرية المستحقة بالنسبة نفسها ، وامر بصرف علاوة السكن للأسر المحدودة الدخل، كما أمر برفع الحد الأدنى للرواتب التقاعدية الأساسية في كل من الهيئة العامة لصندوق التقاعد والهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية ، واصدر توجيهاته للجهات المعنية بتخصيص مجموعة من الأراضي لمنحها إلى كل من الهيئة العامة لصندوق التقاعد والهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية لاستخدامها في أغراض الاستثمار العقاري، كما أصدر مكرمة ملكية بالعفو والافراج عن 109 من السجناء في قضايا جنائية بعد أن قضوا فترة من العقوبات الصادرة بحقهم ، وأعلن ايضا عن منح قروض اسكانية بقيمة 35 مليون و700 ألف دينار لـ 1293 أسرة بحرينية تشمل أصحاب طلبات قروض البناء والشراء حتى العام 2002 وأصحاب طلبات قروض الترميم حتى العام 2005.

الملك حمد وجه كلمة لشعبه قال فيها" في هذا اليوم الميمون .. في ذكرى العيد الوطني المجيد الخامس والثلاثين ومناسبة عيد الجلوس .. يسعدنا أن نتوجه إليكم بأجمل تحية وتهنئة ، ومسيرتنا الوطنية المتجددة قد انطلقت بفضل الله إلى هدفها المنشود ، وهي تحمل من جديد بشائر الخير وحصاد الخبرة الغنية في المشاركة والبناء .. فإلى كل مواطن ومقيم على هذه الأرض العامرة بالحضارة والقيم نعرب عن خالص التبريك وأطيب التمنيات بعام جديد في سجل البحرين المفعم بالعزم الأكيد على رفع رايتها الخفاقة في سماء المنجزات المشرفة التي تعتز بها الأمم العريقة .. إن الشعور النبيل الذي يوحدنا أيها الأخوة والأخوات في هذا اليوم المبارك ، يتمثل في فرح الإنجاز ، وشعور الرضى العميق الذي يخالج الأفئدة ، ويغمر النفوس ، بعد أداء الأمانة ، والوفاء بالمسؤولية ، مع انطلاقة جديدة لسفينة الوطن نحو مرفأ المنعة والازدهار" .

واضاف عاهل البحرين انه "من وحي هذا العيد ، ومن منطلق حرصنا على تخفيف الأعباء المعيشية على أبناء شعبنا العزيز خاصة من ذوي الدخل المحدود ، فقد أمرنا بتخفيض ما نسبته 50% من القيمة الإجمالية المتبقية للقروض والوحدات السكنية التي سبق أن خصصت لهم من قبل الحكومة ، ما سيؤدي إلى خفض الأقساط الشهرية المستحقة بالنسبة نفسها . كما أمرنا بصرف علاوة السكن للأسر المحدودة الدخل والتي انتظرت أكثر من خمس سنوات ، وذلك كمساهمة منا للتخفيف من الأعباء المعيشية للمواطنين وتمكينهم من الحصول على مسكن لائق لحين حصولهم على الخدمة الإسكانية المكتملة .
وعن رعايته للمتقاعدين اكد الملك ان " من منطلق ما نوليه من اهتمام ورعاية للمواطنين والمواطنات المتقاعدين ، فقد أمرنا برفع الحد الأدنى للرواتب التقاعدية الأساسية في كل من الهيئة العامة لصندوق التقاعد والهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية ، وذلك تقديراً لما بذلوه من جهد خير وتفان في خدمة الوطن طوال فترة خدمتهم العملية سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص . كما أمرنا الجهات المعنية بتخصيص مجموعة من الأراضي لمنحها إلى كل من الهيئة العامة لصندوق التقاعد والهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية لاستخدامها في أغراض الاستثمار العقاري ، وذلك على النحو الذي يعزز الوضع المالي للهيئتين والدور الحيوي الذي تقومان به في ميدان الضمان الاجتماعي للمواطنين" .

وفي ختام كلمة اكد عاهل البحرين قائلاً" في هذه اللحظات المجيدة من مسيرة الوطن الظافرة نستذكر باعتزاز أن تاريخنا الوطني يشهد لرجال أدوا أمانة الحكم ومسؤوليته في أزمان صعبة ، ومعهم آباؤكم وأجدادكم الكرام ، وقد أقاموها على قواعد العدل والشورى والدستور ، وها هي تلك النهضة تتجدد اليوم ، بفضل الله وتوفيقه ، على هذه الأرض الطيبة، ولقد أمكن ذلك في الماضي والحاضر ، لأن أهل البحرين أعانوا على حفظ هذه الأمانة الغالية بصادق الولاء ، ونقاء الضمير ، وصالح الرأي والعمل ، واعتدال الفكر والسلوك ، وتحمل المسؤولية في الوطن والأسرة ، فكانوا مصداقاً للحديث النبوي الشريف : ( كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته ) ".
وقال" لقد احتضنت البحرين قيم التعددية والتعايش على امتداد تاريخها الحضاري الإنساني ، وهي القيم التي وعينا عليها منذ الصغر ، في هذا البلد العزيز . ففي البحرين من الأسرة الإسلامية أسمح المذاهب ، ومن الأسرة الإنسانية أشمل الأديان ، ويمثل تعايشها السمح في البحرين ملتقى رحباً لأنبل المشاعر ، وهذا التنوع الإسلامي الإنساني الخصب هو ما جعل البحرين كبيرة بأهلها ، وكبيرة بنموذجها الحي الذي تقدمه في عالم هو أحوج ما يكون الآن إلى السلام والأمن والإخاء والتعاون ، والابتعاد عن نزاعات الشر والتعصب والكراهية ، وإشعال نيران الحروب ، وذلك هو المعنى العميق لعيدنا الوطني المجيد".

المعارضة تشيد بمبادرة الملك

وبالرغم من ان المعارضة كانت قاطعت حفل افتتاح المجلس الوطني أمس ورفضت تلبية دعوة الملك للحضور، فقد قدم أمين عام جمعية الوفاق " كبرى الجمعيات المعارضة" الشيخ علي سلمان شكره نيابة عن هيئات وأعضاء الوفاق لملك البحرين وذلك لمبادراته الشديدة الإيجابية التي أطلقها في العيد الوطني بإسقاط نصف القروض والمستحقات المالية الإسكانية على المواطنين والبدء بتنفيذ صرف منحة مالية شهرية للأسر البحرينية التي مضى على طلباتها خمس سنوات بالاضافة إلى رفع الحد الأدنى للمعاشات التقاعدية للعاملين السابقين في الحكومة.
وقال علي سلمان "إن ما أقدم عليه الملك يعتبر استجابة كريمة من حاكم عود شعبه على تقديم المبادرات الايجابية والتي بدت وكأنها عرف يتجدد كل أربع سنوات لتتلمس احتياجات أفراد الشعب في سكنه ومعيشته وخصوصا للمتقاعدين الذين يعانون ضنك المعيشة بعدما قدموا جل عطائهم لصالح هذا الوطن". وأضاف "ان المواطنين اليوم استقبلوا هذه الأنباء السارة ببهجة كبيرة وخصوصا لذوي الدخل المحدود وهم كثرة في هذا البلد والذين ينتظرون المزيد من المبادرات التي طالبت الوفاق بجزء كبير منها وتم تحقيقها في هذه المناسبة وخصوصا الطلب بتخفيض الأقساط الاسكانية".
وأمل الشيخ علي سلمان في "أن يقوم المجلس التشريعي الحالي بتقديم المزيد من المبادرات لصالح تحسين المعيشة للمواطن"، مؤكدا "أن الوفاق ستكون من أول المبادرين في تقديم واقتراح مثل هذه المبادرات وكذلك ستكون داعمة لأي مبادرات أخرى تقدمها كتل ونواب آخرون".