عودة مقاتلين مغاربة من العراق إلى إسبانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عيسى العلي من الدار البيضاء: في خطوة مفاجئة، بدأ مقاتلون مغاربة وجزائريون، تسللوا إلى العراق بعد احتلالها من قبل القوات الأميركية للقتال في خلايا تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين التي كان يتزعمها أبو مصعب الزرقاوي، في العودة إلى إسبانيا بعد تدربهم على أسلحة ومتفجرات استعدادا لتنفيذ هجمات إرهابية محتملة في أوروبا، حسب ما كشفت مصادر أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب بمدريد.
وأشارت المصادر نفسها، في تصريحات ل "إلباييس الإسبانية"، إلى أنهم أصبحوا جسر عبور للقاعدة والموالين لها إلى المغرب، وأنهم بصدد الاستعداد لتنفيذ عمليات"، مبرزة أنهم ""يشكلون خطرا كبيرا على دول الاتحاد الأوروبي".
وذكرت المصادر نفسها أن "المشتبه فيهم، أغلبهم مغاربة وجزائريون، تجري مراقبتهم منذ مدة"، مضيفة أنهم "الآن لا يتسببون في أي أذى، إنهم في انتظار التحرك، الأمر الذي يصعب توقيفهم".
واعتبرت أن "العائدين من العراق يمثلون تهديدا أكبر من أولئك الذين كانوا قد عادوا من القتال في أفغانستان"، مؤكدة أنهم "تدربوا في مناطق حضرية، على عكس الذين كانوا قد عادوا من أفغانستان، حيث كانوا تدربوا في مناطق ريفية".
وكان تقرير للمديرية العامة للدراسات وحفظ المستندات "لادجيد" كشف أن 16 مغربيا تمكنوا، خلال السنتين الماضيتين، من التسلل إلى بغداد، بينهم عبد المنعم أمشقار ومنصف بن مسعود والمهدي الحسكي شقيق حسن الحسكي، المعتقل في إسبانيا، في إطار تفجيرات مدريد، ومحمد أفلاح المبحوث عنه من طرف المصالح الأمنية الإسبانية المغربية، ويعتبر الشخص الوحيد الذي تمكن من الفرار من شقة "ليغانيس" في مدريد"، التي تم تفجيرها من طرف المغربي جمال احميدان، ومحسن خيبر الثري المغربي، الذي كان يقيم في سوريا، ويمتلك محلات تجارية وشققا يكريها للطلبة المغاربة، وطارق أونيس المغربي المقيم في فرنسا.
وتأتي هذه التحركات بعد تأكيد تحريات استخباراتية أن المتطرفين الإسلاميين الذين يصلون لأوروبا، أو لدول أخرى، بما فيها العراق، تكون نقطة انطلاقهم عبر بوابة سبتة أو مليلية.
وجاء ذلك في أعقاب المفاجأة التي خلقتها أخبار عن انتحاريين مغاربة، قاموا بعمليات انتحارية ببغداد، وتبين لاحقا أن عدد هؤلاء أكبر مما يمكن تصوره.
وتزامنت هذه التطورات مع اعتقال مصالح الأمن الإسبانية، صبيحة الثلاثاء الماضي، بمدينة سبتة 11 شخصا للاشتباه في صلتهم بجماعة المقاتلين الإسلاميين المغاربة المتهمة بالتخطيط لاعتداءات 16 ماي الإرهابية بالدار البيضاء.
وأكدت مصادر مقربة من التحقيق أن وحدة أمنية كبيرة مكونة من حوالي 300 رجل أمن مدججين بالسلاح، يستقلون حوالي 50 سيارة، داهمت عددا من المنازل في حي البرينسيبي بسبتة، حيث أوقف البعض منهم، في حين اعتقل البعض الآخر من أمام المسجد في الحي المذكور، حسب ما أكده أقرباء المعتقلين لوكالة أوروبا بريس الإسبانية.
وذكرت المصادر عينها أنه من بين المعتقلين حمد عبد الرحمن أحمد، الذي يحمل الجنسية الإسبانية وقضى عامين في السجن الحربي الأميركي بغوانتانامو بعد اعتقاله في باكستان، مضيفة أن حمد، الذي يلقب ب "طالبان الإسباني"، أفرج عنه في وقت سابق من العام بعد إسقاط المحكمة تهم الإرهاب الموجهة له.