أوامر من صدام باستخدام أسلحة كيمياوية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
محكمة صدام تدرس اليوم وثائق وافلام ادانة
بغداد: لا قرار بعد لتصديق حكم الإعدام بصدام
مؤتمر براغ يدعو لإنهاء الاحتلال الأميركي
بلير: نضغط على الجوار لتحقيق أمن العراق
وفد من الكونغرس في بغداد واختطاف عشرات من الهلال الاحمر
أسامة مهدي من لندن : باشرت المحكمة الجنائية العراقيا العليا في جلستها الثلاثين اليوم بمناقشة خطابات صادرة عن مؤسسات عسكرية للنظام السابق توجه باستخدام اسلحة كيمياوية وذلك خلال استئناف جلساتها اليوم للنظر في قضية الانفال المتهم فيها الرئيس العراقي السابق صدام حسين وستة من مساعديه السابقين بابادة 180 الف كردي وحرق قراهم عام 1988 بعد استمعت الى 91 مشتكيا وشاهدا وخبيرا خلال اربعة اشهر من جلساتها .وعرض رئيس هيئة الادعاء العام منذر ال فرعون خطابات من رئاسة الجمهورية ورئاسة الاستخبارات السابقتين وهي تدعو لاستخدام اسلحة خاصة تتضمن مواد من الخردل والسارين ضد القرى الكردية وهو ما يؤكد اقوال المشتكين والشهود الذين ادلوا باقوال عن مشاهداتهم في ضرب القرى الكردية بالاسلحة الكيمياوية . وقد استمعت المحكمة لحد الان الى 91 مشتكيا وشاهدا وخبيرا اجنبيا منذ بدء جلساتها في الحادي والعشرين من اب (اغسطس) الماضي حيث يوجد هناك 1270 شاهدا ومشتكيا لكنها اكتفت بهؤلاء موضحة انه في قضايا جرائم الابادة الجماعية يكون هناك عدد ضخم من الشهود والمشتكين مما يتعذر الاستماع اليهم جميعهم .
ويعاني المتهمون ومحاميهم من صعوبة تقديم شهود دفاع حيث اشار المتهم صابر الدوري رئيس جهاز المخابرات العسكرية السابق في اخر جلسة للمحكمة في السابع من الشهر الحالي الى ان غالبية الشهود المفترض قدومهم للادلاء باقوالهم هم من العسكريين السابقين غير انهم اما قتلوا او غادروا العراق خوفا من الظروف الامنية المتدهورة ومن بقي منهم في العراق امتنع عن التقدم للشهادة مؤكدا ان "رفاق السلاح" قد تخلوا عن المتهمين .
وكان وزير الصحة في حكومة كردستان الطبيب زريان عثمان اكد في جلسة المحكمة الاخيرة ان الطائرات العراقية قصفت فرى منطقة باليسان والاخرى المحيطة بها في الرابع من نيسان (ابريل) عام 1987 بالاسلحة الكيمياوية واكد انه شاهد حوالي 30 شخصا بينهم نساء واطفال وقد اصيبوا بحروق في جلودهم واحمرار باعينهم وقسم منهم كان يتقيأ دما واوضح انه اصيب ايضا ببعض الحروق.. لكنه لم يستطع تقديم علاج لهم لعدم وجود ادوية في المستوصف الذي يعمل فيه وانما اوصاهم فقط بتغيير ملابسهم .
وقد اعترض وزير الدفاع السابق المتهم سلطان هاشم على شهادة الطبيب قائلا ان القضية التي يحاكم عليها المتهمون تتعلق باحداث عام 1988 وليس بوقائع لعام 1987 كما اشار الشاهد .
لكن المدعي العام منقذ ال فرعون اوضح ان قضية الانفال تتعلق بوقائع حدثت خلال عامي 1987 و 1988 في اشارة الى ان اقوال الشاهد تدخل في صلب القضية .
وفي تلك الجلسة انسحب ثلاثة محامين من فريق دفاع عن المتهمين احتجاجا على "عدم قدرتهم على الدفاع عن موكليهم في ظل اجواء التهديد التي يتعرضون لها من قبل هيئة المحكمة. وقال محامي المتهم سلطان هاشم وزير الدفاع السابق انه قد اشار في جلسات سابقة انه لايتمكن من الدفاع عن موكله في ظل الاجواء التي تدور في المحكمة "ولاننا قدمنا عدة طلبات للمحكمة وعرفنا انه تم رفضها." فرد القاضي محمد العريبي الخليفة إن " طلباتكم لم ترفض وان المحكمة تدرسها وسترد عليها ,الا اذا كنت تقصد الطلب الذي قدمته والذي يتضمن تطاولا على المحكمة وتوجيه الاهانه لها في العبارة التي وصفت بها المحكمة بما يسمى بالمحكمة الجنائية ." وخاطب المحامي قائلا "اذا لم تكن تعترف بهذه المحكمة فلماذا قبلت الحضور امامها ،..إذهب الى محكمة تعترف بها وترافع امامها .. أعتقد أن هيئة الدفاع لاتسعى من أجل الدفاع عن موكليهم بل غرضها هو اثارة الانتقاص من المحكمة."
المتهمون في قضية الانفال
والمتهمون الستة الاخرون بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بلدهم في الحرب بين الدولتين بين عامي 1980 و1988 .
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ".