بيونغ يانغ تصعد شروطها لدى استئناف المفاوضات السداسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كوريا الشمالية تطلب رفع العقوبات الدولية
استئناف المحادثات حول الملف النووي الكوري الشمالي
بكين: صعدت بيونغ يانغ شروطها لدى استئناف المفاوضات السداسية اليوم في بكين بعد ان قاطعتها لاكثر من سنة، اذ طالبت برفع العقوبات الدولية المفروضة عليها اثر قيامها باول تجربة نووية. وبذلك تكون كوريا الشمالية التي باتت تملك القنبلة النووية منذ التاسع من تشرين الاول(اكتوبر)، اضافت شرطا جديدا لقاء تخليها عن برنامجها النووي العسكري.وقال مصدر مشارك في المفاوضات "اصر الكوريون الشماليون على ان المفاوضات حول تطبيق اتفاق ايلول(سبتمبر) 2005 لن تكون ممكنة الا اذا رفعت مسبقا العقوبات المالية الاميركية وعقوبات الامم المتحدة". وتشارك الصين والولايات المتحدة والكوريتان واليابان وروسيا في المفاوضات التي بدأت قبل ثلاث سنوات بهدف حمل كوريا الشمالية على التخلي عن ترسانتها النووية.
وكان نظام كيم جونغ ايل يصر حتى الان على رفع العقوبات الاميركية المفروضة عليه بدون ان يشترط رفع العقوبات الدولية التي اقرها مجلس الامن الدولي بمن فيه اقرب حلفائه الصين في 14 تشرين الاول(اكتوبر)، من اجل تفكيك اسلحته النووية.
وكانت الدول الست وقعت خلال جولة المفاوضات ما قبل الاخيرة في ايلول(سبتمبر) 2005 بيانا مشتركا اعترفت فيه واشنطن بحق كوريا الشمالية في امتلاك صناعة نووية مدنية، لقاء تعهد نظام كيم جونغ ايل التخلي عن برنامجه النووي العسكري والانضمام الى معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية التي انسحب منها في كانون الثاني(يناير) 2003. غير ان المفاوضات علقت في تشرين الثاني(نوفمبر) التالي عندما قررت بيونغ يانغ مقاطعتها احتجاجا على فرض واشنطن عقوبات مالية عليها.
واتخذ هذا القرار بعد ان جمدت سلطات ماكاو حوالى 24 مليون دولار من المبالغ المودعة في حسابات كورية شمالية في مصرف "دلتا آسيا" بضغط من واشنطن التي اتهمت المصرف بتبييض الاموال لحساب بيونغ يانغ. وذكر مصدر كوري جنوبي ان اجتماعا قد يعقد بهذا الصدد الثلاثاء بين موفدين من كوريا الشمالية والولايات المتحدة.
وكما كان متوقعا وعلى الرغم من دعوة الصين الى "تضافر الجهود من اجل تحقيق نتائج"، خصصت جلسة استئناف المفاوضات اليوم الاثنين لاستعراض الوضع الراهن ما كشف عن الخلافات المعروفة بين موقف الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية الداعي الى تفكيك بيونغ يانغ منشآتها قبل تطبيع العلاقات وتقديم مساعدات، وموقف كوريا الشمالية المطالب بضمانات قبل التخلي عن الطموحات النووية الذي لا يبدو مطروحا في الوقت الراهن.
وقال المصدر المشارك في المحادثات طالبا عدم كشف اسمه ان "الكوريين الشماليين قالوا انهم سيتخذون كل الاجراءات لتعزيز قوتهم النووية الرادعة طالما انهم يخضعون للعقوبات والضغوط". وجرت اجتماعات ثنائية عدة اليوم الاثنين بعد الجلسة السداسية غير ان اي لقاء لم يعقد بين المندوبين الاميركي والكوري الشمالي بالرغم من الرغبة التي عبرت عنها واشنطن. اعتبر مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الاسيوية كريستوفر هيل اليوم الاثنين ان صبر الولايات المتحدة ازاء رفض كوريا الشمالية التخلي عن اسلحتها النووية بدأ ينفد.
وقال كبير المفاوضين الاميركيين في هذا الملف متحدثا للصحافيين "لقد طرأت اضرار كثيرة في عملية المفاوضات السداسية، حصل الكثير من التاخير ان صبرنا ربما تخطى المطالب الدولية بالتريث". وكان هيل حذر لدى وصوله الاحد الى بكين ان على كوريا الشمالية "اثبات التزامها في مجال نزع الاسلحة النووية".
وبموازاة استئناف المفاوضات السداسية، دعا مقرر الامم المتحدة الخاص حول حقوق الانسان في كوريا الشمالية فيتيت مونتاربورن بيونغ يانغ الى تخصيص مواردها من اجل تامين الطعام لسكانها الذين يعانون من سوء التغذية بدل ان توظفها لتعزيز ترسانتها النووية.
كريستوفر هيل يشير الى نفاد صبر واشنطن ازاء مسالة كوريا
من جهة ثانية اعتبر مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الاسيوية كريستوفر هيل اليوم ان صبر الولايات المتحدة ازاء رفض كوريا الشمالية التخلي عن اسلحتها النووية بدأ ينفد محذرا من ان مستقبل هذه الامة على المحك. وقال كبير المفاوضين الاميركيين في هذا الملف متحدثا للصحافيين "لقد طرأت اضرار كثيرة في عملية المفاوضات السداسية، حصل الكثير من التاخير ان صبرنا ربما تخطى المطالب الدولية بالتريث"، متحدثا في اليوم الاول من استئناف المفاوضات السداسية حول هذا الموضوع في بكين. واضاف "يجب الا نتحلى بالصبر كثيرا، وانما ان نستعيد الوتيرة ونسرع العمل قليلا".
وتابع هيل "لقد وصلنا الى وضع مهم جدا ... وبالنسبة لكوريا الشمالية فان مستقبلها على المحك، وليس مستقبل الدول الاخرى لان الولايات المتحدة ستمضي قدما وكذلك الصين لكن بالنسبة لكوريا الشمالية فانها مسالة اساسية" بدون اعطاء توضيحات اضافية.
وبدأت المفاوضات السداسية قبل ثلاث سنوات بين الصين والولايات المتحدة والكوريتين واليابان وروسيا لحمل بيونغ يانغ على التخلي عن ترسانتها النووية، غير انها علقت قبل اكثر من عام. وبادرت بيونغ يانغ فور استئنافها الاثنين الى المطالبة برفع العقوبات الدولية المفروضة عليها منذ قيامها باول تجربة نووية في تشرين الاول(اكتوبر) الماضي.