مركز دراسات تابع للمحافظين يهاجم سياسة بلير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عادل درويش من لندن: صدر تقرير جديد عن مجموعة دراسات سياسية للأمن القومي تابعة لحزب المحافظين المعارض البريطاني يصف غزو العراق بانه سياسة فاشلة عرضت سلامة بريطانيا للخطر بجعلها هدفا لهجمات ارهابية؛ وينصح بعدم الاعتماد على الخيار العسكري فقط للحفاظ على الأمن القومي البريطاني، واتهم سياسة بلير بتحويل البلاد الى الشريك الأبكم لأميركا في السياسة الخارجية.
والتقرير الذي ينشر مساء اليوم، صادر عن مجموعة سياسة الأمن القومي والدولي، وهي خزانة تفكير تابعة لحزب المحافظين المعارض، يحذر من تحول بريطانيا الى " الشريك الابكم" للولايات المتحدة، يدعو الى اطار عمل دولي يوحد البلدان الاسلامية والغربية لمواجهة الاخطار والتهديدات الأمنية.
ومن المتوقع أن يؤيد دافيد كاميرون، زعيم المعارضة البرلمانية، ماجاء في التقرير من توصية بتأسيس مجلس للأمن القومي لبريطانيا يوزاي بين خيارات السياسة الخارجية وتأثيرها على الأمن القومي الداخلي والعكس، حسب مصادر حزب المحافظين المعارض.
ويقترح التقرير تأليف المجلس من عدد من الخبراء والأخصائيين في السياسة الخارجية والمخابرات والأمن القومي الداخلي، من العاملين حاليا في الوزارات المختلفة التي تتولي الأمن والسياسة الخارجية، كوزارات الدفاع والخارجية والداخلية ووكالتي المخابرات الداخلية والخارجية واقسام مكافحة الارهاب، ووزارة شؤون مجلس الوزراء ووزارة التنمية الدولية.
كما سيدعو التقرير مساء اليوم الى انشاء منصب وزاري جديد هو وزير شؤون امن البلاد، ويكون عضوا في مجلس الوزراء، لكن لايشترط ان يكون له وزارة قائمة بذاتها. والمنصب هو مطلب للمحافظين اشتمل عليه المانيفستو الانتخابي للحزب في العام الماضي.
ٍ
وانتقد التقرير سياسة حكومة العمال الجديد الخارجية واتهمها بتعريض الأمنين القومي الخارجي والداخلي للخطر " بانعدام التوازن ، وعدم تماسك جوانب السياسة وغياب الاستعداد المسبق"، والمقصود بالطبع التورط مع اميركا في حرب العراق.
لكن مصادر اخرى في الحزب المعارض تخشى من ردود فعل سلبية ، خاصة وان المحافظين يدعمون العمل العسكري ويؤيدون الدعوة لزيادة الانفاق العسكري، في حين يدعو التقرير الى الانفاق على المعونات الدولية لدعم البلدان الصديقة وكسب القلوب واستخدام الديبلوماسية الاقتصادية لدفع بلدان العالم الثالث نحو الاصلاح الديموقراطي ومحاصرة المتطرفين بدلا من المواجهات العسكرية.
وتدعو المجموعة الدراسية الى استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط تعتمد على التواضع والصبر وسياسة النفس الطويل - وكلها عكس السياسات الأميركية الحالية، والتي ادانها التقرير باسلوب غير مباشر بطلبه استبدال سياسة التحدي الأميركية " اما القبول بالاصلاحات المطلوبة او نتخلى عنكم"، بسياسة التواضع والصبر. وفي محاولة للتوان وعدم استفزاز التقليديين من مؤيدي العمل العسكري، قالت البارونة بولين نيفيل-جونز، رئيسة المجموعة الدراسية والرئيسة السابقة للجنة اعمال المخابرات المشتركة التي نصحت الوزراء في الأشهر التي استبقت غزو العراق، انها ايدت العمل العسكري في العراق قبل ثلاث سنوات لاسقاط صدام حسين، وانها لم ولاتعتقد ان السياسة محكوم عليها بالفشل الأبدي، لكنها انتقدت ما وصفته بمجموعة من الأخطاء التي كان يمكن تجنبها.
لكنها اعترفت بصعوبة الموقف الذي يصعب الخروج منه الآن في العراق، مثلما قالت للبي بي سي مساء اليوم مضيفة " اهم مايمكن تجنبه في المستقبل هو الاعتماد في السياسة الخارجية على القوة العسكرية وحدها، بل يجب الاعتماد على سياسة تعطي الأولوية للعمل الديبلوماسي للتركيز على الاصلاح في المجتمعات الخارجية." وفي اشارة الى الديبلوماسية الاقتصادية نصحت بضرورة التعامل مع بلدان الشرق الأوسط بديبلوماسية توضح لحكومات البلدان هناك انها قد تفووتها فرص رخاء ومكاسب اقتصادية كبيرة اذا لم تتطور وتدخل اصلاحات ديموقراطية على انظمتها السياسة.