هدنة وهمية و عصابات الخطف تحوم في شوارع غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سمية درويش من غزة: رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين حركتي فتح وحماس منتصف ليلة أمس لوقف مسلسل القتل الذي أصاب الناس بالذعر والهلع ، عادت المعارك النارية بين الجانبين من جديد لتحصد قتلى وجرحى في شمال قطاع غزة ، إلى جانب عمليات الخطف والتهديدات التي طالت مؤسسات إعلامية.
وبحسب مصادر طبية تحدثت إليها إيلاف ، فقد قتل احمد زيادة احد عناصر حركة فتح ، وأصيب 10 آخرين بجراح جراء اشتباكات مسلحة عنيفة دارت في شمال قطاع غزة . وقد أعلنت حركة فتح في شمال القطاع وجناحها العسكري ، حالة الاستنفار القصوى تحسبا من احتمال تنفيذ أفراد حماس والقوة التنفيذية اعتداءات بحق كوادرها في المنطقة.
وبحسب مصادر فلسطينية أمنية ، فقد تم خطف 9 عناصر من حركة فتح ، بينما قامت كتائب الأقصى بخطف احد قيادات حركة حماس في شمال القطاع ، وذلك ردا على عمليات الخطف التي طالت شقيق النائب علاء ياغي وأقرباء القيادي بكتائب الأقصى سميح المدهون. ودعت فتح ،" أعضاءها إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر لتفويت ما أسمتها الفرصة على حركة حماس وحقن دماء المواطنين" ، كما قالت.
وتدفقت إلى شوارع قطاع غزة أعمال القتل عقب حملات التحريض والتوتر التي تسببت بها زعامات حركتي فتح وحماس ، وفرضت لغة الرصاص لتكون الفيصل بين العناصر المسلحة ، في حين اشتدت عمليات الخطف . وقد بات الموت عنوانا في الشارع الفلسطيني منذمحاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الوزراء إسماعيل هنية الخميس الماضي ، حيث شهدت شوارع وأزقة القطاع معارك واشتباكات نارية عنيفة بين المسلحين راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح . ويشير مواطنون إلى أن عمليات الخطف التي كانت تقوم بها جماعات مسلحة ضد الرعايا الأجانب استبدلت الآن بخطف المواطنين في ظل غياب القانون وذلك لتسوية الخلافات.
وقالت رسمية أم لثلاثة أطفال لـ"إيلاف" ، " بان ما يجري في قطاع غزة بمثابة قانون الغاب " ، مشيرة إلى أنها لا تشعر بالأمان في بلدها ، رغم أنها تلتزم وأطفالها المنزل وحرمانهم من التجوال في الشوارع. رسمية صبت جم غضبها على قيادات حماس وفتح. من جهته تساءل المواطن أبو محمد الذي يصطحب طفله لمحل البقاله في وقت تسمع فيه زخات الرصاص في سماء غزة بوضوح ، " ماذا يريدون منا ، هم لا يقتلون أنفسهم بل يقتلونا نحن" ، وأضاف بماذا أوصف الوضع في قطاع غزة الذي أصبح بؤرة للقتل وإرهاب المواطنين !!.
إلى ذلك أعلنت إذاعة صوت الحرية في غزة، عن وقف كافة التغطيات الإعلامية والإخبارية المحلية والدولية والعربية وذلك بسبب سوء الأوضاع الأمنية والسياسية ووصول تهديدات مباشرة للعاملين فيها. وقال مجدي العرابيد مدير الإذاعة في بيان صحافي ، أن هذا القرار يشمل وقف النشرات الإخبارية والتقارير الإذاعية ، موضحا أن قرار وقف البرامج الإخبارية جاء بسبب الأوضاع الأمنية السيئة في قطاع غزة والتهديدات التي وصلت للعاملين في الإذاعة من مراسلين ومذيعين.
واتهم سعيد صيام وزير الداخلية الفلسطيني اليوم ، ما اسماها بالأيدي الخارجية بتدبير مجزرة حقيقية في المعبر للوزراء وهنية لتأجيج الفتنة . وقال صيام للصحافيين بغزة ، أن "الحملة على وزير الداخلية هي مخطط موجود ، متهما المكتب الإعلامي لفتح ووضعه ثلاثة إعلاميين من فتح للتركيز على وزير الداخلية لتحميله كل شيء "، على حد اتهامه.
وأوضح أبو مصعب ، أن "الفوضى والفلتان الأمني لم ينشأ بعد وصول منظمته لسلم الحكم بالسلطة الوطنية" ، مشيرا إلى انها" ارث سيء ، وأن عمليات الخطف والقتل والثأر العائلي والقتل المتبادل والاغتيال السياسي كان منذ سنوات". وكشف صيام أن "الجزء الأكبر من خاطفي الصحافيين هم من أبناء الأجهزة الأمنية الذين يتبعون للرئيس عباس ، موضحا بأنه تم رفع كتب بأسمائهم للرئيس الفلسطيني من أجل ملاحقتهم ولم يتم ذلك"
من جهتها جددت حركة فتح اليوم التزامها الكامل بالاتفاق الذي تم إعلانه من قبل ممثلي الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية ، مؤكدة في بيان صحافي أن "العبرة ليست في توقيع الاتفاقيات بل بالالتزام الجدي والكامل فيها بما يجنب الشعب الفلسطيني ويلات الفتنة ويحمي النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي ويخدم الأهداف الوطنية".