إسرائيل تستنفر يهود العالم لمواجهة اللاسامية الجديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نجاد: إذا ظهر المسيح أي من الحكومات سيقصي؟ أسامة العيسة من القدس: لم يفق كثيرون في إسرائيل مما اعتبر صدمة مما أسموه خيانة "أبناء جلدتنا" لمشاركة ممثلين عن مجموعة يهودية غير صهيونية في المؤتمر الذي نظم في طهران مؤخرا حول المحرقة أو الهلوكوست. وتعتبر المحرقة إحدى أهم الأبقار المقدسة في الدولة العبرية، التي لا يجوز المساس أو التشكيك بحدوثها، وأي مشكك بذلك يصنف في خانة اللاسامية.
مؤتمر طهران
وردا على مؤتمر طهران، افتتحت وزارة الخارجية الإسرائيلية اليوم في مقرها بمدينة القدس اجتماعا للمنتدى العالمي لمكافحة ظاهرة اللاسامية. وحسب مصادر الوزارة الإسرائيلية فانه يشارك في مداولات هذا المنتدى ممثلون عن المنظمات والجاليات اليهودية في أنحاء العالم إضافة إلى شخصيات بارزة من إسرائيل والخارج تعمل بصورة يومية من أجل مواجهة "آفة اللاسامية". وقال منظمو الاجتماع انه توجد الان ما أسموها موجة اللاسامية التي "تجتاح أوروبا والعالم العربي والإسلامي والتي بلغت ذروتها في مؤتمر إنكار الكارثة (الهولوكوست) الذي عقد في طهران في الأسبوع الماضي".
واعتبروا أن انتشار ما يطلقون عليها آفة اللاسامية يحتم "ضرورة العمل المنسق على المستويين السياسي والعام لمكافحة هذه الآفة".وأضافوا "إن حقيقة كوننا نواجه ما يسمى بـ (اللاسامية الجديدة) التي تحاول تحدي حق إسرائيل في الوجود وإظهار آفة اللاسامية ضد الجمهور اليهودي بأسره وكأنها انتقاد مشروع ضد دولة إسرائيل، كل ذلك يلزمنا بتوعية الجمهور ولفت انتباهه إلى هذه الأفعال والمبادرة إلى العمل ضدها".ويتوقع أن يسفر اجتماع المنتدى عن خطوات عملية سيتم حشد الجاليات اليهودية حولها في عواصم مختلفة من العالم.
وكانت إسرائيل شنت حملة على مؤتمر طهران الاخير ووصفت مبادرة الحكومة الإيرانية لعقده بأنها "مخزية"، واعتبرت أن ذلك يأتي ضمن مسلسل "بدا بمسابقة الرسوم الكاريكاتيرية للهولوكوست، وعندما قارن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إسرائيل، بين معسكر الإبادة النازي أوشْفيتْس"، واعتبرت ذلك تشويها لما "حدث في الماضي وما يحدث في الحاضر".
واعتبرت أن "تصريحات الرئيس الإيراني وأفعاله تتناقض والحقائق بشكل واضح وتتناقض تمامًا والتأريخ، كما يراه بالإجماع المجتمع الدولي بأسره. فمِن خلال إنكار الكارثة النازية أو التشكيك في وقوع هذه الكارثة وهي أخطر عملية إبادة جماعية حتى أيّامنا هذه، يتحدّى أحمدي نجاد جوهر مبدأ حقوق الإنسان العالمية، والذي قام المجتمع الدولي بتحديده بعد الكارثة النازية أو بسببها". ودعت المجتمع الدولي إلى "اعتبار تصريحات أحمدي نجاد الأخرى بشأن رغبته في القضاء على دولة إسرائيل، وهي دولة عضو في الأمم المتحدة، تصريحات تهدّد بوقوع عملية إبادة جماعية أخرى".
وشنت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني هجوما لاذعا على الرئيس الإيراني وقالت بان "ذكرى الكارثة النازية حيوية بالنسبة للمجتمع الدولي بأسره وليس بالنسبة لإسرائيل أو الشعب اليهودي فقط. فمن خلال إنكار الكارثة يسعى الرئيس الإيراني إلى إضفاء صبغة الشرعية على نواياه الصريحة بالقضاء على إسرائيل وإلى نشر الأفكار الإسلامية المتطرفة التي تتناقض وقِيَم العالم الحرّ".ورأت انه "يجب أن تتضافر جهود دول العالم في توجيه كلمة وأفعال صريحة لكي تكتسب العبارة: "لن تتكرر الكارثة أبدًا" معناها الحقيقي".
ويكاد لا يمر أسبوع إلا وتنشر الصحف الإسرائيلية تقريرا أو اكثر عن ما تقول انه حوادث لاسامية، يتعرض لها مواطن يهودي أو اكثر في هذه المدينة الأوروبية أو تلك. وعرف مكتب عصبة مكافحة التشهير في إسرائيل اللاسامية بأنها "التعبير عن كراهية اليهود أو الحقد عليهم، أو ممارسة التمييز (الاجتماعي والاقتصادي والسياسي) ضد اليهود ومؤسساتهم المجتمعية والدينية. إن اللا سامية قد تأخذ أشكالًا مختلفة منها العلنية أو أعمال عنف ومنها مظاهر تنعكس في إبداء مواقف متحيّزة تقول إنّ لليهود عامّة بعض الصفات غير المرغوبة والمزعجة وبوجه الخصوص- أنهم طمّاعون وخُدعة ومتآمرون ومتعصّبون ويسعون إلى تولّي السيطرة-أي ما ينطوي على عناصر هدامة وحتى شيطانية".
مظاهر اللاسامية
وحدد المكتب المظاهر التي تتخذها اللاسامية في الوقت الحاضر بما يلي:
bull; الدعوة إلى قتل اليهود أو المساعدة في عمليات قتل اليهود أو تبريرها باسم إيديولوجيا راديكالية أو فكر ديني متطرف.
bull; نشر ادّعاءات كاذبة ومتحيّزة تُجرد اليهود من الإنسانية وتنعتهم بصفات شيطانية وتتحدث عن اليهود عامة أو عن قدرتهم الجماعية، مثل الخرافة التي تقول إن هناك مؤامرة يهودية عالمية للاستيلاء على وسائل الإعلام والإقتصاد وعلى مؤسسات اجتماعية أخرى.
bull; إتهام اليهود كشعب بأنهم يقفون وراء عمل آثم مختلق أو حقيقي ارتكبه فرد يهودي أو مجموعة يهودية، بل واتهام اليهود بالمسؤولية عن أعمال آثمة ارتكبها غير اليهود.
bull; إنكار حقائق الكارثة التي حلّّت بالشعب اليهودي ونطاقها والوسائل التي استُخدمت في إبادة الشعب اليهودي ( أي غرف الغاز) على أيدي النازيين في ألمانيا وأنصارهم وشركائهم خلال الحرب العالمية الثانية- الهولوكوست.
bull; إتهام اليهود كشعب أو إسرائيل كدولة بابتداع أو المبالغة في حجم الكارثة النازية ونشر أنباء مبالغ فيها عنها.
bull; إتهام مواطنين يهود بأنهم أكثر ولاءً لإسرائيل أو لسلم أوليات اليهود في مختلف أنحاء العالم من ولائهم لمصالح دولهم.
ويدرك الإسرائيليون، العلاقة التي يمكن أن تعكس للأشكال التي يطلقون عنها اللاسامية على دولتهم، وحسب المكتب فان هذه الأشكال تتمثل بما يلي:
bull; إنكار حق الشعب اليهودي في تقرير مصيره من خلال الادّعاء بان دولة إسرائيل هي كيان عنصري.
bull; ازدواجية المعايير يتم من خلالها توجيه مطالب لإسرائيل تخص بتصّرفها وعدم توجيه مثل هذه المطالب لأي دولة ديمقراطية أخرى.
bull; استخدام الرموز والصور ذات الصلة بأشكال اللاسامية القديمة ( الادّعاءات بأن اليهود قتلوا السيد المسيح أو فرية الدم التي كانت تُلفّق ضد اليهود) لوصف إسرائيل أو الإسرائيليين.
bull; المقارنة بين سياسة إسرائيل الراهنة وسياسة النازيين.
bull; تحميل اليهود جماعيًا المسؤولية عن أعمال دولة إسرائيل.
وهذا الربط ما يجعل الكثيرون من مختلف أنحاء العالم يتهمون إسرائيل باستغلال المحرقة، أو ما تطلق عليه ظواهر لاسامية، لتبرير سياستها واستمرار احتلالها لأراض فلسطينية وعربية، على أساس أن إسرائيل المكان الوحيد في العالم الذي يتمتع به اليهود بالحماية وبالأمان.