إستبعاد احتمال تنفيذ القاعدة لاعتداءات داخل المغرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عيسى العلي من الدار البيضاء: استبعد محمد ضريف، باحث مغربي في شؤون الحركة الإسلامية، أن تنقل الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، التي أعلنت أخيرا اتضمامها لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه الإرهابي أسامة بن لادن، عملياتها إلى داخل المغرب، مشيرا إلى أن نشاطها يقتصر حاليا على استقطاب "انتحاريين شباب مغاربة، من خلال جماعات توجد في المناطق الشمالية تعتنق التيار السلفي، وتدريبهم قبل إراسلهم إلى العراق". ورغم استئناف تحركها من جديد عبر تنفيذ عدد من العمليات المتفرقة مؤخراً داخل الجزائر، يضيف الباحث المغربي، في تصريح لـ "إيلاف"، إلا أن "ذلك لا يعني تحولها إلى مرحلة تنفيذ مخططات تستهدف مواقع ومؤسسات أجنبية داخل المملكة".
وبخصوص التقارير الاستخباراتية الإسبانية التي تحدتث عن وجود عدد كبير من الانتحاريين المغاربة المفترضين ببغداد، قال محمد ضريف إن "عددهم قليل جدا مقارنة مع باقي الجنسيات الأخرى"، مضيفا إلى أن "بوابة سبتة أو مليلية المحتلتين ليست الطريق الوحيد لوصول المتطرفين الإسلاميين إلى العراق".
وكان تقرير استخباراتي أمريكي، رفعت عنه السرية أخيرا، أكد أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، تسعى إلى توسيع نشاطها في عدد من بلدان شمال إفريقيا، منها المغرب. وأفاد التقرير أن الجماعة تعمل على التنسيق بين الجماعات الإرهابية المسلحة بهدف تدعيم تنظيم القاعدة من خلال معسكرات تدريب في المنطقة، مبرزا أن الدعم الذي تتلقاه الجماعة من أتباع بن لادن دفعها إلى تكثيف جهودها لإقامة شبكة تشترك فيها مجموعات مسلحة من المغرب وتونس وليبيا وموريتانيا، استعدادا لتنفيذ عمليات إرهابية. وجاء التأكيد على هذه المعطيات من قبل محللين مختصين في الجماعات الإسلامية، إذ أشاروا في أكثرمن مناسبة إلى أن "القاعدة تسعى منذ فترة إلى أن يكون لها موطأ قدم في شمال إفريقيا، خاصة في المغرب"، موضحين أن "هناك علاقات وتداخل وتنسيق بين تنظيمات مغاربية".
ويؤكد خبراء عرب ودوليون أن هذه التنظيمات لجأت إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال للاستفادة من التدريب والتكوين، فضلا عن الدعم اللوجستي. وقد تلقت هذه الأوساط رسائل مفادها أن تنظيم القاعدة فوض للجماعة المذكورة التنسيق، في ما يخص العمليات، مع الجماعات الأخرى النشطة في منطقة المغرب العربي.
ويأتي هذا في وقت بدأ مقاتلون مغاربة وجزائريون، تسللوا إلى بغداد بعد احتلالها من قبل القوات الأمريكية للقتال في خلايا تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين التي كان يتزعمها أبو مصعب الزرقاوي، في العودة إلى إسبانيا بعد تدربهم على أسلحة ومتفجرات استعدادا لتنفيذ هجمات إرهابية محتملة في أوروبا، حسب ما كشفت عنه مصادر أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب بمدريد.
وأشارت المصادر نفسها، في تصريحات ل "إلباييس الإسبانية"، إلى أنهم أصبحوا جسر عبور للقاعدة والموالين لها إلى أراضينا، وأنهم بصدد الاستعداد"، مبرزة أنهم ""يشكلون خطرا كبيرا على دول الاتحاد الأوروبي".