2006: عودة العلاقات السورية العراقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق: شهدت نهاية 2006 عودة العلاقات السورية العراقية بعد انقطاع داملاكثر من 25 عاما ، واعادة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين اثر زيارة وليد المعلم وزير الخارجية السوري الى العراق ، ووقعت سورية والعراق مؤخرا في دمشق مذكرة تفاهم للتعاون المشترك في مجالات الهجرة والجوازات ومكافحة الارهاب والجريمة وتبادل المعلومات والمطلوبين من كلا البلدين.
ونصت المذكرة التي وقعها اللواء بسام عبد المجيد وزير الداخلية السوري ، ونظيره العراقي جواد كاظم البولاني على تعاون الطرفين لتطوير أنظمة المراقبة الحدودية وتبادل المعلومات حول الانماط المختلفة للجرائم المنظمة فيما يخص الجرائم الاقتصادية والمخدرات والمؤثرات العقلية والتزوير وسرقة السيارات والآثار والتحف الفنية وتهريبها والاتجار غير المشروع ، واتفق الجانبان على تبادل البحوث والخبرات التي من شأنها تطوير سبل وطرق مكافحة الجريمة اضافة لعقد اجتماعات دورية للجان المتابعة الفرعية التي تم تشكيلها كلما اقتضت الحاجة بما يساهم في ضمان سير وتنفيذ المواضيع المتفق عليها بالشكل الامثل ، ودخلت المذكرة التي حددت مدتها بخمس سنوات حيز التنفيذ اعتباراً من تاريخ تبادل المذكرات الدبلوماسية المؤيدة لموافقة الطرفين وفقا للاجراءات القانونية النافذة في البلدين بحيث تجدد تلقائيا لمدد مماثلة وفق رغبة الطرفين.
واكد بيان مشترك الرغبة والارادة المشتركة للجانبين بالوصول الى أفضل مستوى من العلاقات انطلاقا من إيمانهما بأهمية التعاون والتنسيق المشترك وفي تعزيز التواصل وتعميق الروابط الاخوية بين سورية والعراق...وأوضح البيان أن الطرفين خلصا في ختام مباحثاتهما الى اعتماد محاضر ثنائية وتشكيل لجان فنية متخصصة لتعزيز التعاون في مختلف المواضيع التي جرى البحث فيها خلال المباحثات...وعقب الجلسة الختامية للمباحثات اشار الوزيران عبد المجيد والبولاني أن التوقيع على مذكرة التفاهم المشتركة جاء استكمالا للجهود المبذولة من الوزارتين لتفعيل التعاون الامني المشترك بما يعزز أمن واستقرار البلدين ويعود بالخير والفائدة على الشعبين الشقيقين.
لجان مشتركة سورية عراقية
كانت قد عقدت في مبنى وزارة الداخلية بدمشق جلسة مباحثات بين وزارتي الداخلية السورية والعراقية برئاسة وزيري داخلية البلدين جرى خلالها مناقشة بنود مذكرة التفاهم المقرر توقيعها بين الجانبين لتعزيز علاقات التعاون الثنائى بين الوزارتين فى مختلف المجالات. كما تناوت المباحثات مناقشة الاليات اللازمة لتفعيل التنسيق والتعاون فى مجالات الهجرة و الجوازات ومنح الاقامات وتبادل الخبرات والمعلومات ومكافحة الارهاب والجريمة والتدريب والتأهيل وتبادل المطلوبين بالتنسيق مع وزارتى العدل فى البلدين الشقيقين. واتفق الجانبان على تشكيل لجان متخصصة مشتركة للتنسيق والمتابعة بما يساهم فى ضمان سير وتنفيذ المواضيع المطروحة المتفق عليها بأسرع وقت ممكن وعلى أكمل وجه. واكد اللواء عبد المجيد حرص سورية على وحدة العراق ارضا وشعبا واستقراره ودعم كل الجهود التى من شأنها دفع العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية بين ابناء الشعب العراقى الشقيق ، ولفت الى ان سورية وايمانا منها بتحقيق هذا الهدف قامت باتخاذ العديد من الاجراءات المتعلقة بضبط الحدود عبر تكثيفها نقاط المراقبة والمراصد الحدودية. وابدى اللواء عبد المجيد استعداد وزارة الداخلية لتقديم العون والمساعدة فى كل ما من شأنه تحقيق الامن والاستقرار فى العراق الشقيق مجددا رغبة سورية فى تعزيز التواصل ومد جسور الثقة وتعميق اواصر الاخوة والتعاون مع الاشقاء العراقيين لتكون علاقاتنا مثلا يحتذى به بين دول المنطقة.
من جانبه عبر الوزير البولانى عن تقدير الحكومة العراقية للجهود التى تبذلها سورية لتعزيز وتوطيد علاقات التعاون و اواصر الاخوة بين البلدين الشقيقين مؤكدا ان العراق لن يكون يوما قاعدة لانطلاق ما يهدد مناخ الامن والاستقرار الذى تنعم به سورية. وابدى البولانى رغبة العراق فى الاستفادة من خبرة وتجربة سورية فى العديد من المجالات المتعلقة بمكافحة الارهاب والجريمة المنظمة وتدريب وتأهيل الكوادر المتخصصة معربا عن امله فى ان تكون هذه المباحثات بادرة عمل للانطلاق بشفافية وموضوعية نحو تحقيق الاهداف المنشودة للطرفين بالوصول الى افضل مستوى من العلاقات الاخوية التى تربط بين البلدين . اما وزير الدولة لشوؤن الامن الوطنى العراقى فعبرشروان الوائلى عن تقديره واحترامه للدور الذى قامت به سورية لتعزيز التنسيق والتعاون مع العراق الشقيق ، لافتا الى الاهتمام الذى توليه بالمواطنين العراقيين المقيمين فيها بسبب الاوضاع الحالية فى العراق. واشار الوائلى الى اهمية التركيز على وضع صيغة مشتركة بين الجانبين لتوسيع مجالات التعاون المستقبلية بما يعود بالخير والفائدة على البلدين.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية السوري خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي السابق إبراهيم الجعفري، الذي زار دمشق بعد عودة العلاقات حرص بلاده على وحدة واستقرار العراق، ودعم الجهود لدفع العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية والتوصل إلى جدولة انسحاب القوات الأجنبية.
بابا الفاتيكان يناشد بمساعدة العراقيين في سورية
وفي اواخر عام 2006 وجه البابا بينيديكتوس السادس عشر خلال صلاة التبشير في ساحة بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان ، رسالة خاصة في مناسبة عيد الميلاد الى كل الذين "يعيشون مأساة الحرب" في الشرق الاوسط وعدد من الدول الافريقية.
وقال في حلول يوم الاحد الثالث من فترة التحضير لعيد الميلاد، "فكري يتجه اليوم الى مئات الآلاف من اللاجئين العراقيين في سوريا الذين ارغموا على ترك منازلهم بسبب الوضع الدراماتيكي" في العراق. وذكر ان جمعية خيرية كاثوليكية سورية تعمل على مساعدتهم، لكنه ناشد "القطاع الخاص والمنظمات الدولية والحكومات" بذل "المزيدمنالجهود من اجل تلبية مطالبهم".
800 الف عراقي في سورية
ونقلت صحيفة البعث الرسمية عن وزارة الداخلية أن سوريا استقبلت أكثر من 800 ألف لاجئ عراقي منذ بدء الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق في آذار العام .2003 وأعلنت وزارة الداخلية السورية أن 648 ألف عراقي استقروا في سوريا في الاشهر اللاحقة للغزو، فيما بلغ عدد الحاصلين على الاقامة السياحية في العام الحالي وحتى مطلع الشهر الحالي نحو 226 ألف عراقي. وأوضحت إدارة الهجرة والجوازات في وزارة الداخلية أنها تمنح الإقامة السياحية للمواطنين العرب لمدة ثلاثة أشهر من الحدود مباشرة، ويمكن تجديدها لمرة واحدة عند الطلب. بعد ذلك، يكون على هؤلاء مغادرة البلاد أو التقدم بطلب إقامة سنوية إذا توافرت لديهم شروط معينة، كوجود مصدر عمل ثابت أو الانتساب إلى مدارس أو معاهد في سوريا، أو الحيازة على أملاك ضمن حقوق تملّك المواطنين العرب.
أضافت الوزارة أن معظم هؤلاء العراقيين يستقرون في العاصمة دمشق وضواحيها (السيدة زينب ومساكن برزة والتجارة وجرمانا) ، ويعيشون من مدخراتهم، ومعظمهم من الطبقات الوسطى الا ان مصادر عراقية وسورية قدرت العدد باكثر من ذلك بكثير .