أخبار

تركمانستان : غموض حول خليفة نيازوف وتخوف من الفوضى السياسية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نائب رئيس الوزراء لتولي الرئاسة بعد وفاة الرئيس التركمانستاني

وفاة رئيس تركمانستان صابر مراد نيازوف

عشق اباد: توفي فجأة امس صابر مراد نيازوف رئيس تركمانستان بعد 21 عاما من حكم البلاد بقبضة من حديد مما يثير مخاوف حول الاستقرار السياسي في الدولة الغنية بالطاقة بما قد يؤثر على امدادات الغاز لاوروبا. وقال التلفزيون الحكومي ان نيازوف (66 عاما) توفي اثناء الليل اثر اصابته بسكتة قلبية. واسس الرئيس الراحل شكلا فريدا من عبادة الفرد كحاكم مطلق لبلد توجد به احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي.

وتقرر تشييع جثمان نيازوف الاحد القادم وتمت الدعوة لاجتماع طاريء لأعلى هيئة تمثيلية بعد ذلك بيومين لتحديد من سيخلفه والاتفاق على موعد للانتخابات. ولم تجر قط في تركمانستان أي انتخابات شهد لها مراقبون أجانب بأنها حرة ونزيهة. والى أن تجرى الانتخابات الجديدة التي يجب أن تكون في غضون شهرين سيتولى نائب رئيس الوزراء كوربانجولي بيردي محمدوف (49 عاما) مهام رئيس الدولة. لكن نيازوف الذي شغل كل المناصب الرفيعة في الدولة لم يختر شخصا محددا لخلافته وتثير وفاته المفاجئة المخاوف بشأن انتقال السلطة في الجمهورية السوفيتية السابقة التي يسكنها خمسة ملايين نسمة وتحرص شركات النفط والغاز الاجنبية على الاستثمار في احتياطيات الطاقة الهائلة بها.

وتركمانستان التي فرضت عليها سياسات نيازوف عزلة قاسية حلقة مهمة في سلسلة امدادات الطاقة بين حقول الغاز في الاتحاد السوفيتي السابق والمستهلكين في الاتحاد الاوروبي لانها تلبي احتياجات أوكرانيا من الغاز مما يتيح توجيه امدادات الغاز الروسية لاوروبا. وعرف نيازوف والذي كان في الاصل حاكما فرضه السوفيت بلقب "تركمان باشي" أي (زعيم كل التركمان) وتنتشر الاف من صوره وتماثيله في أنحاء البلاد.

ومن بين التماثيل تمثال مطلي بالذهب في عشق اباد يدور مع دوران الشمس. وأعاد نيازوف تسمية شهر يناير كانون الثاني ليحمل اسمه كما أطلق اسمه على ميناء بحري بل وعلي حجر نيزكي. وكانت الحالة الصحية لنيازوف دائما موضع تكهنات لدى مراقبي تركمانستان والمستثمرين الاجانب. وبعد أن أجريت له جراحة في القلب في عام 1997 أقلع عن التدخين وأمر جميع وزرائه بالاقتداء به. واعترف علنا بأنه يعاني من مشكلات في القلب. ونكست الاعلام فوق المباني الحكومية في عشق اباد وهي مدينة سوفيتية سابقة أعيد بناؤها لتعبر عن سلطة نيازوف.

وأزال عمال يوم الخميس جميع زينات العام الجديد من الشوارع ويعرض التلفزيون صورة ثابتة لعلم تركمانستان محاطا بإطار أسود فيما تعزف الاوركسترا نغمات حزينة. وبدا المزاج العام هادئا لكن البعض عبروا عن مخاوفهم بشأن المستقبل نظرا لطول فترة حكم نيازوف ودون أن يواجه معارضة. وقالت رومينا وهي مدرسة رفضت أن تذكر لقبها لرويترز في سوق محلي "أخشى أن يبدأ صراع على السلطة الان. أرجو ألا تكون هناك حرب أهلية."

وبموجب الدستور يتعين أن يتولى رئيس البرلمان اوفيزجيلدي عطاييف تلقائيا مهام رئيس الدولة. لكن مسؤولي العدل في علامة على التوترات السياسية بدأوا على الفور تحقيقا جنائيا في أنشطته مما يعرقل تعيينه.وقال مصدر في صناعة الغاز الروسية رفض أن يذكر اسمه "اتوقع صراعا شديدا على السلطة في تركمانستان ومن المحتمل أن يكون بين قوى مؤيدة للولايات المتحدة وقوى مؤيدة لروسيا." واضاف "الغاز سيصبح العملة الرئيسية التي تجري مبادلتها والاصل الرئيسي الذي يدور الصراع من أجل السيطرة عليه."

وقالت منظمة الامن والتعاون في أوروبا ان تركمانستان دخلت في "مرحلة صعبة" وعرضت تقديم مساعدتها في الحفاظ على الاستقرار في البلاد. وقالت المنظمة في بيان "ان منظمة الامن والتعاون في أوروبا تقف مستعدة لتقديم المساعدة في أي انتقال لدفع الاصلاحات الديمقراطية ولضمان الاستقرار في البلاد وفي انحاء منطقة وسط اسيا المهمة استراتيجيا." ورغم تشكيك اخرين في أن يرغب أي خليفة محتمل لنيازوف في تعريض عقود الغاز الحيوية مع العالم الخارجي للخطر قال دبلوماسي من الاتحاد الاوروبي في موسكو "اذا كان هناك تغيير في سياسة الغاز سيكون لذلك تأثير على أوكرانيا ومن ثم على الامدادات لاوروبا. انها لعبة الدومينو."

واتخذ نيازوف اجراءات صارمة مع المعارضة كانت موضع انتقاد من جماعات حقوق الانسان لانتهاكها الحريات الاساسية وسماحها بالتعذيب. وحث المجتمع الدولي تركمانستان على مواصلة الاصلاح الديمقراطي واطلاق سراح مئات من السجناء السياسيين. وقال اتحاد هلسنكي الدولي لحقوق الانسان "لا يسعنا سوى أن نأمل أن يحترم خلفاؤه الحقوق والحريات الاساسية للشعب التي حرم منها على نحو معيب."

وردد جان بابتيست ماتي المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رأيا مماثلا وقال "تدعو فرنسا الى تحركات تؤدي الى الانفتاح وخصوصا اطلاق سراح سجناء الرأي في تركمانستان."وقالت السفارة الامريكية في تركمانستان في بيان ان الولايات المتحدة تأمل في "انتقال سلمي وسلس ودستوري للسلطة."وتقول المعارضة ان بيردي محمدوف القائم بمهام الرئيس الجديد قريب لنيازوف. وتم اختياره في وقت سابق لرئاسة اللجنة التي تتولى ترتيب جنازة نيازوف.لكن دستور البلاد يستبعد على ما يبدو أن يرشح القائم بمهام الرئيس نفسه في انتخابات الرئاسة.

وقال نشطاء تركمان معارضون يعيشون في المنفى انهم ينوون العودة الى البلاد على الفور. وقال براخاد ييكليموف أحد نشطاء المعارضة لرويترز في اتصال هاتفي من السويد "مهمتنا الاولى هي العودة الى تركمانستان في غضون ساعات... في تركمانستان لا توجد معارضة كلهم في السجون أو تحت الاقامة الجبرية. لكن المعارضة في البلاد موجودة في الخارج وستعود."وقالت روسيا انها تأمل أن تبقى تركمانستان على نهج نيازوف. وقال سيرجي بريخودكو أحد كبار المساعدين في الكرملين لوكالة ايتار تاس الروسية للانباء "نتوقع أن يواصل زعماء تركمانستان الجدد نهجهم وأن يطوروا العلاقات الثنائية."

الرئيس التركماني بالوكالة طبيب اسنان

اعلنت الحكومة ومجلس الامن في بيان مشترك ان نائب رئيس الوزراء التركماني غوربانغولي بردي محمدوف الذي عين رئيسا بالوكالة بعد وفاة الرئيس صابر مراد نيازوف، هو طبيب اسنان وكان حتى الان وزيرا للصحة في الجمهورية السوفياتية السابقة.
واضاف البيان ان بردي محمدوف عين رئيسا بالوكالة على رغم ان الدستور ينيط هذا المنصب برئيس البرلمان اوفزغلدي عطاييف.وقد ولد بردي محمدوف في 1957 في منطقة غوكتيب (جنوب) وحصل على الاجازة من معهد الطب في تركمانستان، وعمل في احد مراكز طب الاسنان في عشق اباد، ثم مارس المهنة في مركز طبي في الارياف.

وتبوا منصب دائرة طب الاسنان في مستشفى اقليمي، ثم غادر تركمانستان في 1987 الى موسكو لمتابعة دروسه.وفي 1992، اصبح عميدا لدائرة طب الاسنان في المعهد الطبي في عشق اباد، وتولى رئاسة جهاز طب الاسنان في وزارة الصحة التركمانية في 1995.وفي 1997، عين وزيرا للصحة، وفي 1998 مديرا للمركز الطبي الذي يحمل اسم الرئيس نيازوف. وفي 1999، اصبح عميدا للمعهد الطبي في تركمانستان.وعينه نيازوف في 2001 نائبا لرئيس الوزراء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف