تجدد الاشتباكات بين الفلسطينيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سمية درويش من غزّة: تجددت صباح الجمعة، المواجهات المسلحة بين مجموعة من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ومسلحين من حركة "فتح"، وهو ما يهدد هدنة هشّة بوقف إطلاق النار بين الطرفين الفلسطينيين أعلنتها السلطات الفلسطينية قبل 48 ساعة. وقالت مصادر إن الاشتباكات اندلعت في أحد شوارع غزّة عندما حاول مسلحون من حماس تحرير عنصرين مخطوفين من الحركة، بينهم قيادي رفيع. إلا أن الاشتباكات التي استمرت لفترة عشرين دقيقة، خمدت بعد تدخل رجال دين ووسطاء فلسطينيين، الذين استطاعوا إقناع الأطراف المتورطة بالالتزام بالهدنة.
واشتدت المعارك النارية بين حماس وفتح بعد الدعوة التي أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت الماضي بالذهاب لانتخابات مبكرة في محاولة منه للخروج من الأزمة التي تمر بها الساحة الفلسطينية ، في حين اعتبرتها حماس انقلابا على الشرعية وإنزال جماهيرها للشوارع للتعبير عن رفضهم لقرار رئيس السلطة. وقد سقط فجر اليوم فلسطيني ، واختطف أخر من عسكر حركة حماس في هجوم مسلح جديد اندلع بالقرب من منزل وزير الخارجية الفلسطيني د. محمود الزهار الذي نجا قل أيام من محاولة اغتيال استهدفت موكبه لدى خروجه من مجمع الوزارات جنوب غرب غزة.
وانعكست موجة الاقتتال هذه على مجمل الحياة الفلسطينية التي شلت الحركة في الشوارع وبدت خالية من المارة ، ونغصت على المواطنين فرحتهم بأعياد الميلاد المجيد وعيد الأضحى المبارك.وكانت حركة حماس ، قد أعلنت تعليق مشاركتها لاجتماعات لجنة المتابعة العليا للقوى الإسلامية والوطنية , وذلك احتجاجا منها على وجود جموع مكثفة من المسلحين والملثمين في مكان اجتماع اللجنة .
وقالت حماس في بيان لها ، إن "هذا الأسلوب غير المعهود يساهم في توتير الأجواء المشحونة على الساحة الفلسطينية " ، متسائلة لمن احضر هذا العدد الكبيرة من الملثمين المسلحين. بدورها اعتبرت فتح ، سلوك حماس بأنه يشكل خطورة جدية على كل الاتفاقات الهادفة إلى حقن الدم الفلسطيني وسلامة النسيج المجتمعي وحماية الوحدة الوطنية ، مؤكدة عدم وجود أي مبرر أو أساس للادعاءات التي ساقتها حركة حماس في بيانها أو موقفها الذي أبلغته لممثلي الفصائل الذين أعربوا عن دهشتهم لهذا الموقف. وقد انتقلت اليوم العدوى إلى مدن الضفة الغربية ، حيث شهدت مدينة نابلس التي يطلق عليها "جبل النار" ، معركة نارية بين عناصر حماس وفتح.
وبحسب مصادر فلسطينية ، فقد أصيب اليوم أكثر من 6 أشخاص في اشتباكات بين أنصار حركتي فتح وحماس في مدينة نابلس ، مما دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إصدار أوامره للأجهزة الأمنية بالانتشار في شوارع المدينة النابلسية ، لاسيما وان حماس تستعد لإقامة مهرجان ضخم بمناسبة الذكري الـ19 لانطلاقتها. وأكدت مصادر صحية مسؤولة أن أيا لم يتعرض لأذى في الاشتباكات رغم عنفها. وصرحت حركة المقاومة الإسلامية، أن عناصرها اشتبكت مع مسلحين من فتح متهمين بعملية خطف عناصر من الحركة. وانضم للقتال حراس منزل رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس الذي لم يكن في المنزل، وآخرون يحرسون منزل وزير الخارجية محمود الزهار. وأتهمت "حماس" أن مسلحي فتح أطلقوا النار باتجاه منزل الزهار.وكانت الاشتباكات بين الطرفين الفلسطينيين والتي استمرت لأسبوع قد حصدت أرواح 16 شخصا وجرحت العشرات في أنحاء متفرقة من غزّة قبل التوصل لهدنة مساء الثلاثاء.
وكانت حماس اتهمت الخميس مجموعة تابعة لحركة فتح بخطف عناصر من الحركة، انتقاما لمقتل عنصرين فتحاويين في قتال سابق. والاشتباكات هي خرق جديد للهدنة الهشة المعلنة بين حماس وفتح، والتي أعقبت أعمال عنف في غزة ثارت بعد محاولة إطلاق النار على رئيس الوزراء الفلسطيني، إسماعيل هنية، أبرز قيادي حماس، وكذلك إعلان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الذي يتزعم حركة فتح، السبت الماضي الدعوة إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة.
في الغضون، توقعت مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة، عقد لقاء بين عباس وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود اولمرت، قبل نهاية العام، فيما تواترت أنباء عن استعداد إسرائيل للإفراج عن الأموال المستحقة لديها للسلطة، بهدف دعم الرئيس الفلسطيني. وكان عباس أكد في وقت سابق أنه سيلتقي أولمرت قريبا، قبل أن يعلن أولمرت نفسه انه سيكون مسرورا للقاء رئيس السلطة في أقرب وقت ممكن. ورجحت مصادر إسرائيلية أن تعقد القمة قبل نهاية الشهر الجاري، وقبل زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للمنطقة. التفاصيل.
خلافات بشأن الاسرى قد تؤجل اللقاء بين عباس واولمرت
ومن المتوقع ان يؤخر خلاف نشأ بين الفلسطينيين والاسرائيليين بشأن الافراج عن اسرى تعتقلهم اسرائيل- اضافة الى مطالب فلسطينية اخرى- ، الاجتماع المتوقع بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت.
وذكرت صحيفة هارتس الاسرائيلية اليوم "ان مساعدين لعباس واولمرت التقوا امس الخميس في اطار محادثات تحضيرية قبل اللقاء المتوقع حيث طرأ خلاف بشأن الاشارات والخطوات التي يتوجب على اسرائيل المبادرة الى تنفيذها قبل عقد لقاء القمة".
واشارت الى ان "من بين هذه الاشارات التي يطالب الفلسطينيون بتحقيقها قبل الاجتماع هي لقاء خاص باللجنة الاسرائيلية - الفلسطينية الخاصة بالبحث في وضع المعايير الخاصة بالافراج عن الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي".
ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية قولها "انها تعتقد ان التوصل لاتفاقية تقضي بالافراج عن الجندي جلعاد شليط الاسير في قطاع غزة مقابل اطلاق سراح اسرى فلسطينيين يمكن ان يتم قبل عيد الاضحى المبارك".
وحسب الصحيفة "فقد شدد مساعدو اولمرت خلال لقائهم مع الفلسطينيين على ان الاخير غير مستعد لاطلاق سراح أي اسير فلسطيني قبل الافراج عن الجندي شليط".
على الصعيد نفسه ذكرت الصحيفة "ان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط سيصل يوم الاربعاء المقبل الى اسرائيل في اطار زيارة تستغرق يومين غير انه لم يتضح بعد فيما اذا كان لهذه الزيارة أي علاقة بقضية تبادل الاسرى".
وحسب هارتس فقد عبر الفلسطينيون عن اعتقادهم ان اجتماع عباس - اولمرت سيتم يوم الاثنين المقبل في مدينة القدس الا ان مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي اولمرت اكد انه لن يتم عقده ما لم تصل المحادثات التمهيدية الى نتائج ناجحة.
ويطالب الفلسطينيون بافراج اسرائيل عن الاموال المجمدة في بنوكها التي تعود للفلسطينيين اضافة الى اطلاق سراح اسرى كما قالت الصحيفة التي اكدت ان لقاء امس الخميس توصل لاتفاق بازالة بعض نقاط التفتيش التي يقيمها الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية.