مهربو المخدرات في المغرب يودعون سنتهم السوداء بخسائر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عيسى العلي من الدار البيضاء: مع اقتراب توديع أباطرة المخدرات في المغرب لـ"سنتهم السوداء"، احتدمت المواجهة بين الأمن والمهربين الذين ارتفعت وتيرة نشاطهم من جديد، خلال الأسابيع الأخيرة، رغم تشديد عمليات المراقبة وتنظيم حملات واسعة في المناطق الشمالية.فبعد حملات شرسة أسقطت كبار المهربين، من بينهم محمد الخراز الملقب بـ"الشريف بين الويدان" الذي قادت اعترافاته مسؤولين في الأمن والدرك والقوات المساعدة إلى السجن، واصلت مصالح الأمن رصد تحركاتهم ومسالكهم الخاصة في التهريب، وتمكنت من ضبط الأطنا من المخدرات، كما حجزت أكثر من 40 قاربا (فانتوم) مختلفة الأشكال.
وكانت آخر هذه المواجهات، التي انتقلت فيها الغلبة بشكل مؤقت لعناصر الأمن، تلك التي عرفها ميناء طنجة، حيث ضبط عناصر الجمارك بالمركز الحدودي في عمليتين منفصلتين يوم الأربعاء الماضي، كمية قياسية من مخدر الحشيش تقارب 11 طنا، وذلك على متن شاحنتين للنقل الدولي كانتا في طريقهما إلى ميناء الجزيرة الخضراء.
ففي العملية الأولى، عاينت عناصر الجمارك بواسطة جهاز السكانر، أشكالا مشبوهة بالشاحنة التي كانت تقل شحنة من الطماطم. وبمجرد تفريغ الصفوف الأولى من صناديق الطماطم، عثرت عناصر الجمارك، التي كانت تشتغل برفقة عناصر الشرطة الخاصة لميناء طنجة، على عشرات العلب المغلفة قدر وزنها بـ 10.04 طنا وتحتوي على مخدر الشيرا، مما يجعلها أكبر عملية حجز للمخدرات خلال السنة الجارية.
وحسب العناصر الأولى للتحقيق بعد اعتقال سائق الشاحنة، وهو مغربي الجنسية، فإن هذه الشحنة من المخدرات، التي تم تحميلها من ضواحي مدينة الصخيرات، كانت متوجهة نحو السوق الفرنسية.
وقبل ساعات من هذه العملية، تمكنت عناصر الجمارك نفسها من توقيف شاحنة للنقل الدولي تحمل شحنة من المخدرات تقدر بـ600 كيلوغراما، كانت في طريقها هي الأخرى نحو السوق الفرنسية. وتطلب استخراج هذه المخدرات تفكيك جزء من الهيكل المعدني للمقطورة، حيث عثر على المخدرات مدسوسة في أنابيب معدنية، ليجري اعتقال سائق الشاحنة ذي الجنسية الهولندية.
وتقدر القيمة المالية للمخدرات المحجوزة خلال هاتين العمليتين، في الأسواق الأوربية، بحوالي 74 مليون أورو.
ويتزامن ارتفاع وتيرة التهريب مع اقتراب الحملة ضد زراعة القنب الهندي التي قد تواجهها بعض المشاكل، يمكن أن تؤدي إلى تأخر انطلاقها، بسبب إصرار مسؤولين محليين في تاونات على التنسيق بين مختلف الأقليم، خاصة في الشاون، لكي تشمل عمليات المكافحة جميع المناطق المستهدفة.
وجاءت هذه الخطوة بعد "استثناء"، حسب ما أكدته مصادر متطابقة، إقليم الشاون من هذه العملية خلال الحملة السابقة، إذ استهدفت، توضح المصادر، بعض الجماعات قرب تطوان دون مناطق أخرى في الإقليم، مما خلف استياء وسط المزارعين الذين طالت الحملة أراضيهم.
وأكدت المصادر أن المزارعين يلوحون بتنظيم مظاهرت احتجاجية، في حالة لم يبدأ التنسيق قبل انطلاق الحملة التحسيسية للحث على عدم زرع نبتة "الكيف"، بداية يناير المقبل، والتي من المنتظر أن تعقبها، في ماي من السنة المقبلة، مرحلة القضاء على مزارع القنب الهندي.
يشار إلى أنه منذ بداية شهر كانون الأول(ديسمبر) الجاري، تمكنت عناصر جمارك ميناء طنجة، خلال ثلاث عمليات منفصلة، من ضبط كمية تقدر بثلاثة أطنان و545 كلغ من المخدرات. ومع بداية موسم تصدير الحوامض والبواكر المغربية، يعرف الميناء، خلال هذه الأشهر، ارتفاعا في وتيرة عبور شاحنات النقل الدولي، والتي تقدر بحوالي 300 شاحنة يوميا.
ولتعزيز المراقبة دون التأثير على سير عملية العبور بالميناء، سيجري تركيب جهاز سكانر متنقل آخر - لتقوية عمليات المراقبة خلال هذه الفترة التي ستستمر حتى نهاية شهر مارس المقبل.