قائد البحرية الملكية يتهم حكومة بلير بتعريض أمن البلاد للخطر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عادل درويش من لندن: بعد انتقاد رئيس الأركان الحالي، وقبله رئيس الأركان السابق لسياسة حكومة توني بلير للدفاع ، جاء الدور على قائد البحرية الملكية ليتهم حكومة العمال الجديد بتعريض الأمن القومي للخطر وانتهاجها سياسة تحول القوات المسلحة الى مجرد " عساكر لعب اطفال" باصرارها على ان يلعب الجيش دور البوليس في مكافحة الارهاب مما ستيرك الاسطول وبقية القوات المسلحة غير قادرين على الدفاع عن الجزر البريطانية في حالة تعرضها لهجوم تقليدي كما حدث في الحرب العالمية الثانية.
ففي اقسى هجوم له على المسؤولين في وزارة الدفاع وحكومة بيلر قال الأدميرال الان ويست إن تقليص ميزانية وزارة الدفاع المستمر في عهد الحكومة العمالية والتنافس والصراع المالي بين اقسام وزارة الدفاع وبين افرع القوات المسلحة يهدد مركز بريطانيا العالمي كدولة عظمى قادرة على الدفاع عن مصالحها، ناهيك عن الدفاع عن الجزر البريطانية نفسها. محذرا من أخطار مستقبلية قد تتعرض لها البلاد تفوق اخطار القاعدة التي استحوذت على اهتمام وتخطيط المسؤولين لدرجة الهوس، مما جعلهم يهملون مراعاة وصيانة وتطوير قدرات القوات المسلحة التقليدية، وبالتالي سيأتي يوم تتقلص فيه البلاد وندعوا الله الا يهاجمنا احد في عقر دارنا.
والبحرية الملكية والدور الذي لعبته في حماية البلاد عبر قرون طويلة، جعل لها مكانة خاصة في قلوب البريطانيين عامة والمؤرخين العسكرييين على وجه الخصوص، ولذا فهجوم وست، الذي يتقاعد من منصبه كقائد عام للاسطول البريطاني في نهاية العام ، سيكون له ردود فعل واسعة في الأوساط العسكرية والشعبية.
وكان الأدميرال البالغ من العمر 58 عاما شن الهجوم في مقابلة خاصة مع الصانداي تلغراف نشرت صباح اليوم قال فيها ان الحكومة العمالية تجازف بامن البلاد ومستقبلها الدفاعي وقدراتها على الدفاع عن مصالحها والتزاماتها، بهوس المسؤولين " باعادة صياغة وتركيبات القوات المسلحة لشن حرب طويلة الأمد على الارهاب في أماكن كالعراق وافغانستان."
واشار الى ان هذا الهوس جعلهم يتغافلون عن ضرورة تطوير افرع القوات المسلحة الأخرى خاصة الأسطول للاستمرار في لعب الدور الذي مارسه في حماية البلاد ومصالحها لقرون طويلة.
وشبه المسؤولين في وزارة الدفاع بالمسؤولين في بلدان العالم الثالث الصغرى الذين لايطورون القدرات الدفاعية على استراتيجية بعيدة المدى، برفضهم استثمار برامج تطوير وتحديث المعدات الأساسية، وينفقون ميزانية الدفاع على البيروقراطية وادارة القوات المسلحة بدلا من تنميتها وتطويرها لملاقات احتياجيات المستقبل.
ووصف سياسة الحكومة بانها " وصفة لكارثة مستقبلية للقوات المسلحة التي سيقع على عاتقها القيام بالمهام المطلوبة من بلاد في حجم ومكانة بريطانيا في السنوات الخمسين القادمة."
ويرى الأدميرال الذي خدم في البحرية لقرابة اربعة عقود ان بريطانيا قد تتعرض في السنوات العشر القادمة لأخطار تفوق اخطار القاعدة والمنظمات الارهابية في آسيا الوسطى بعشرات المرات " ملمحا الى استراتيجية تحويل الجيش الى اداة لمطاردة عصابات الارهاب على حساب الاستثمار في معدات تقليدية تحمى الشواطئ وخطوط الملاحة كحاملات الطائرات والمدمرات.
وكان الخبراء العسكريين عبروا عن خشيتهم من تكهنات في الصحافة، عقب تسريبات من وزارة الدفاع، ان المسؤولين فيها يريدون الغاء برنامج بناء حاملتي طائرتين جديدتين في عام 2015 .
وقد حذر السير الان في مقابلته المنشورة اليوم من خطر الغاء البرنامج الذي يتكلف ثلاثة ونصف مليار جنيه استرليني ( قرابة سبعة مليار دولار)، بقوله ان حاملات الطائرات هي جوهرة التاج لأي اسطول ملتزم بحماية مساحات كبيرة وحطوط ملاحة طويلة.
ويتفق المؤرخون العسكريون على انه لولا وجود حاملتي الطائرات اينفينسابل وفيكتورياس مع الأسطول البريطاني المتواجد في جنوب الأطلسي لما تمكنت بريطانيا من تحرير جزر الفوكلاند عام 1982 عندما احتلتها الأرجنتين بعد قرائتها الخاطئة لقرار من لندن بتقليص التواجد العسكري في الجزيريتين البريطانيتيين لتوفير النفقات . وهو خطأ ادى الى تكاليف باهظه في المعدات والأنفاق والأرواح؛ حيث يحذر الخبراء من تكرار الخطأ بان تقليص الانفاق قد يرسل اشارات بعدم جدية بريطانيا في الدفاع عن اراضيها ومصالحها والتزاماتها وراء البحار. كما ان حاملات الطائرات تغني عن استئجار قواعد جوية في اراضي اجنبية بتكاليف باهظة والتزامات دفاعية للبلدان المضيفة.
وفي اقسى هجوم له على المسؤولين السياسين في وزارة الدفاع قال ويست إنه رغم الأهمية الفائقة التي لاتوصف لحاملات الطائرات، فإن هناك في الوزارة بعض من يفكرون في الغاء مشروع تطوير الحاملات، مضيفا انه اذا ارادت بريطانيا ان تحتفظ بمكانتها كقوة عالمية وان تمارس مهامها بقدر من الحرية حول العالم، فلا غنى عن حاملتي الطائرات الجديدتين. ويخشي قائد الأسطول ان يبدأ محاسبو وزارة الدفاع اقتناص مبالغ من ميزانية بناء حاملات الطائرات، بحيث لايتبقى مايكفى لاتمام المشروع، وبالتالي ينصحون الحكومة بالغاء البرنامج. ولتأكيد شكوكه في نية البعض الغاء البرنامج، قال ويست الان " لاشك ان الجرذان بدأت بالفعل تقضم اجزاءا من الكعكة."