القوات الاسلامية تنسحب من عدد كبير من مواقعها في الصومال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مقديشو: اعلن مسؤولون اسلاميون وسكان ان قوات المحاكم الشرعية انسحبت اليوم الثلاثاء من عدد كبير من مواقعها على خط الجبهة في الصومال بعد عشرة ايام من معارك عنيفة ضد القوات الحكومية والجيش الاثيوبي. وقالت المصادر نفسها ان القوات الاسلامية انسحبت من مدينتي دنسور (120 كلم جنوب غرب مدينة بيداوة مقر الحكومة الانتقالية) وبورهاكابا (60 كلم جنوب شرق بيداوة).
وقال احد قادة القوات الاسلامية ان "هذا التحرك تكتيكي عسكري ونوع لانسحاب العسكري". واضاف ان "هناك ضغطا على كل خطوط الجبهة، ولكسب هذه الحرب اخلى المقاتلون عددا كبيرا من المواقع بينها دنسور وبورهاكابا".
وكانت الطائرات الحربية الاثيوبية هاجمت امس مطارين يسيطر عليهما الاسلاميون في الصومال احدهما في العاصمة مقديشو في أعنف الضربات حتى الآن في حرب تهدد بالاتساع لتشمل كل منطقة القرن الافريقي.وجاءت الهجمات بعد ساعات من اعلان اثيوبيا المجاورة الحرب رسميا قائلة إنها تحمي سيادتها ضد حركة يديرها إرهابيون.وقال عبد الرحيم ادان مدير المطار إن مقاتلة من طراز ميج هاجمت مطار مقديشو الدولي بالأسلحة الآلية بعد الفجر بقليل. ثم هاجمت ثلاث طائرات ميج أكبر قاعدة جوية عسكرية في الصومال وهي قاعدة باليدوجلي الواقعة على بعد 100 كيلومتر غربي العاصمة مقديشو.
وقال مقاتل إسلامي طلب عدم نشر اسمه "إنهم يستهدفون المدرج وأستطيع أن أراه يقصف."وحول اسبوع من القتال بين الإسلاميين والحكومة الصومالية العلمانية المدعومة من الغرب القتال المستمر منذ فترة طويلة الى حرب مفتوحة.ويقول محللون إن اثيوبيا اوقفت فيما يبدو الهجوم الاولي للاسلاميين ومنعتهم من سحق الحكومة المؤقتة.
واشاد موقع المجلس الصومالي للمحاكم الاسلامية على الانترنت بجنود "المجاهدين" الذين قال انهم كانوا يتلون أيات من القرآن وهم ذاهبون الى المعركة ضد "الصليبيين" الاثيوبيين المتفوقين عسكريا.وتقول اديس ابابا والولايات المتحدة ان الاسلاميين الذين سيطروا على العاصمة مقديشو واجزاء كبيرة من جنوب الصومال في يونيو حزيران هم جماعة ارهابية تساندها اريتريا خصم اثيوبيا اللدود الى جانب تنظيم القاعدة.وتعهدت اثيوبيا بحماية الحكومة الصومالية المؤقتة التي يطوقها المقاتلون الاسلاميون تقريبا في بلدة بيدوة في منتصف المسافة بين مقديشو والحدود الاثيوبية.
وقال عبد الرحمن ديناري المتحدث باسم الحكومة إنها وافقت على أن تستخدم اثيوبيا القوة الجوية. وأضاف "أي مكان يستخدمه الارهابيون لجلب الاسلحة والذخيرة يستحق ان يضرب."وقالت الحكومة إنها ستغلق كل الحدود وهو إجراء رمزي حيث إنها لا تملك سلطة خارج بيدوة.وقالت اثيوبيا إنها هاجمت مطار العاصمة لوقف "رحلات غير مشروعة" في اعقاب إغلاق الحدود الصومالية.وقال متحدث اثيوبي "قيل ايضا إن بعض المتطرفين كانوا في انتظار نقلهم بالطائرة الى خارج مقديشو."
وافادت وكالات اغاثة تعمل على توصيل المساعدة الى اكثر من مليون صومالي متأثرين بالصراع وباسابيع من الفيضانات والسيول في واحدة من افقر دول العالم انها لم تبلغ بإغلاق الحدود.واتهم الإسلاميون اثيوبيا باستهداف المدنيين وكرروا تهديدهم بمهاجمة عاصمتها. وقال المتحدث باسم المجلس الصومالي للمحاكم الاسلامية عبد الرحمن علي مودي "سنضرب اديس ابابا بنفس الطريقة التي ضربوا بها مقديشو. هذه الضربات الجوية لن تستمر... حتى لو كان معنى ذلك الحصول على اسلحة من الخارج."
وقال علي محمد جيدي رئيس وزراء الصومال المؤقت إن ثمانية آلاف مقاتل أجنبي تدفقوا على الصومال لدعم الإسلاميين. وأتفق في ذلك مع الاتهام الامريكي بأن تنظيم القاعدة يسيطر على قيادات الإسلاميين.ويقول كل من الجانبين إنه قتل مئات من الجانب الآخر في ايام من القتال بقذائف المورتر والصواريخ والأسلحة الآلية والدبابات غير أنه لم يتسن التأكد من صحة ذلك من مصدر مستقل.
وقال سكان ان قوات اثيوبية استولت على بلدة بلدوين اليوم الاثنين بعد يوم من القصف لاستئصال الاسلاميين.وقال متحدث عسكري اثيوبي للتلفزيون الاثيوبي في وقت متأخر امس ان القوات الاثيوبية حاصرت ايضا بلدتي دينسور وبور هكبة. وفي بيدوة القريبة شاهد سكان محليون شاحنات عسكرية اثيوبية تنقل جنودا جرحى الى المطار.وقال سائق سيارة الاجرة عبد الله حسن لرويترز بالهاتف "أستطيع رؤية سبع شاحنات كبيرة تحمل جنودا اثيوبيين مصابين ممددين على حشيات ملطخة بالدماء."
ويزعم الاسلاميون انهم يتمتعون بتأييد شعبي كبير وان هدفهم هو اعادة الاستقرار للصومال بعد سنوات من الفوضى.وتخشى اثيوبيا من قيام دولة اسلامية متشددة على عتباتها وتتهم المجلس الصومالي للمحاكم الاسلامية بالسعى الى ضم اقليم أوجادين ط الجبهة، ولكسب هذه الحرب اخلى المقاتلون عددا كبيرا من المواقع بينها دنسور وبورهاكابا".