تراجع القوات الاسلامية امام القوات الحكومية في الصومال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الإتحاد الأفريقي يدين التصعيد في الصومال
أثيوبيا لا تريد فرض حكومة في الصومال
رئاسة الإتحاد الأوروبي تدعو لحل سلمي في الصومال
ويأتي هذا الانسحاب بعد دخول الطيران الحربي الاثيوبي مسرح القتال حيث قصف مطار مقديشو الذي يسيطر عليه مقاتلو المحاكم الاسلامية منذ استيلائهم على العاصمة في حزيران/يونيو الماضي.
وكانت اديس ابابا اعلنت انها تشارك في المعارك التي بدأت في 20 كانون الاول/ديسمبر وتهدد بالاتساع في القرن الافريقي، المنطقة الاستراتيجية خصوصا في الحملة الدولية لمكافحة الارهاب. ودان الاتحاد الافريقي الاثنين "التصعيد في الازمة" في الصومال وقرر تنظيم "اجتماع تشاوري" الاربعاء في اديس ابابا مع الجامعة العربية والسلطة الحكومية للتنمية (ايغاد) التي تضم سبع دول شرق افريقية.
وقال احد قادة الميليشيات الاسلامية لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان "هناك ضغطا على كل خطوط الجبهة، ولكسب هذه الحرب اخلى المقاتلون عددا كبيرا من المواقع بينها دنسور وبورهاكابا". واضاف ان "هذا التحرك تكتيكي عسكري ونوع من الانسحاب العسكري".
وفي بورهاكابا غادرت القوات الاسلامية المدينة بعد ان تخلت عن معداتها في المكان، حسبما ذكر سكان. وقال عثمان ادن رفيو الذي يرئس جمعية محلية في المدينة "منذ صباح اليوم لم نعد نرى اي مقاتل اسلامي. لقد رحلوا جميعا ليلا (...) وتركوا معداتهم في المواقع التي كانوا قد اقاموها".
وفي دنسور قال عبد الرزاق الذي يقيم في المدينة "لم ننم بسبب المعارك العنيفة التي استمرت حتى منتصف الليل". واضاف ان "مقاتلي المحاكم غادروا المدينة. اعتقد انهم هزموا". الا انه اكد ان "القوات الحكومية ما زالت خارج المدينة".
وعلى الجبهة الثانية في وسط البلاد، قال سكان ان القوات الحكومية والجيش الاثيوبي يتقدمان. وقال احد سكان ادادو ان "كل المنطقة الواقعة بين بنديرادلي (630 كلم شمال مقديشو) وادادو (40 كلم جنوب بنديرادلي) سيطرت عليها القوت الحكومية المدعومة من الاثيوبيين". واضاف غاران علي جومالي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من مقديشو "من المحزن ان الاسلاميين لم ينتصروا".
وتأتي هذه النكسة للمقاتلين الاسلاميين بعد تقدمهم المستمر منذ اشهر الذي سمح لهم بالسيطرة على الجزء الاكبر من جنوب الصومال ووسطها بينما بدت المؤسسات الانتقالية التي انشئت في 2004 عاجزة عن اعادة النظام الى البلاد في مواجهتهم. ويثير تدخل الجيش الاثيوبي الذي يتمتع بدعم الولايات المتحدة، المخاوف من اتساع نطاق المعارك في هذه المنطقة الهشة في شرق افريقيا. ويعتقد ان اريتريا التي يدور خلاف حدودي بينها وبين اثيوبيا، تدعم وتسلح المقاتلين الاسلاميين. وتتهم واشنطن هؤلاء الاسلاميين بالارتباط بتنظيم القاعدة، لكن المحاكم الاسلامية تنفي ذلك.
الاسلاميون يؤكدون "تبديل التكتيك" في الحرب
واعلن رئيس المجلس الاعلى الاسلامي في الصومال شيخ شريف شيخ احمد اليوم ان القوات الاسلامية قررت "تبديل التكتيك" في الحرب وهي جاهزة لخوض حرب طويلة ضد اثيوبيا. وقال شيخ شريف خلال مؤتمر صحافي في مقديشو "بدلنا تكتيكنا العسكري"، في وقت اخلى فيه الاسلاميون اليوم العديد من المواقع الاستراتيجية في وسط البلاد وجنوبها.
واضاف المسؤول الاسلامي "نحن في مرحلة جديدة من المقاومة. العدو باشر استخدام الطائرات وكوننا لا نملك اسلحة ثقيلة ضد هذا الهجوم الواسع لقوات (رئيس الوزراء الاثيوبي) ميليس زيناوي، قررنا تبديل تكتيكنا ونحن جاهزون لخوض حرب طويلة ضد اثيوبيا".
وتحت وطأة ضغط القوات الحكومية والجيش الاثيوبي، اخلى المقاتلون الاسلاميون اليوم مواقع استراتيجية عدة في جنوب الصومال ووسطها، لافتين الى انسحاب "تكتيكي" بعد اسبوع من المعارك.
الحكومة الصومالية مستعدة للعفو عن المقاتلين الاسلاميين
واعلنت الحكومة الانتقالية الصومالية اليوم استعدادها للعفو عن مقاتلي المحاكم الاسلامية، داعية اياهم الى تسليم السلاح. وقال المتحدث باسم الحكومة الانتقالية عبد الرحمن ديناري لوكالة فرانس برس في بيداوة (150 كلم شمال غرب مقديشو) "ندعو المحاكم الاسلامية بالحاح الى تسليم السلاح لان الحكومة قررت منحهم عفوا عاما".
واضاف "لقد انسحبوا بعدما هزمناهم في العديد من خطوط الجبهة (...) السكان استقبلونا في شكل جيد في هذه المناطق ونحن مسرورون بان الحكومة تنتصر" على الارض. ودعا "كل المقاتلين الاجانب (المنخرطين في صفوف القوات الاسلامية) الى مغادرة البلاد للسماح للصوماليين بالبحث عن سبل المصالحة وارساء السلام".
اثيوبيا تعلن سيطرتها على ست بلدات في الصومال
بدورها اعلنت الحكومة الاثيوبية اليوم سيطرتها على ست بلدات في الصومال منذ بدء الهجوم المضاد الاحد، مؤكدة ان الاسلاميين الصوماليين ينسحبون. وقالت وزارة الاعلام الاثيوبية في بيان ان "الاصوليين في الصومال انسحبوا بطريقة فوضوية الاثنين لانهم لم يعودوا قادرين على مقاومة الهجوم المضاد الذي تشنه قوات الدفاع الاثيوبية والحكومة الانتقالية الصومالية".
وجاء في البيان ان "الهجوم المضاد الذي شن على المجموعة الاصولية تكثف على كل الجبهات الاثنين"، مضيفا ان "الاسلاميين والحكومة الاريترية وجبهة تحرير اوغادن وجبهة التحرير الوطني اورومو وكذلك المجاهدين الاجانب تكبدوا خسائر بشرية ومادية فادحة".
وتتهم الحكومة الاثيوبية الاسلاميين الصوماليين بتجنيد مقاتلين "جهاديين" اجانب واعضاء من حركات انفصالية اثيوبية في منطقتي اورومو (جنوب) واوغادن (على الحدود مع الصومال). واوضح بيان وزارة الاعلام ان القوات الحكومية مدعومة من الجيش الاثيوبي "سيطرت على مدن بيرادلي وجيلانبور وادودو (وسط) ومدينتي كاليبير وبلدوين على جبهة فرفير. واشار البيان الى ان "قوات الدفاع الوطنية تتقدم حاليا للسيطرة على بولو وبوردي وجوهر. كما انها استولت ايضا على مدينة عديلي وجوارها وتطوق دينسور" في الجنوب.
وقد اقرت اثيوبيا رسميا الاحد بتدخلها عسكريا ضد المحاكم الاسلامية في الصومال من اجل دعم الحكومة الانتقالية. وذكرت الوزارة الاثيوبية ان "قوات الدفاع الحقت ايضا اضرارا كبيرة بالمؤسسات الخاضعة لسيطرة المجموعة الاصولية من خلال توجيه ضربات جوية على اهداف محددة باذن الحكومة الصومالية الانتقالية. واصيب مطار مقديشو" الاثنين.
وتؤكد اديس ابابا ان سكان الصومال "المحررين من الاصوليين عبروا عن دعمهم وانضمامهم الى الحكومة الانتقالية، وبخاصة اهالي ادودو الذي حملوا السلاح والتحقوا بقوات الدفاع الاثيوبية والحكومة الانتقالية لمحاربة الاسلاميين".