صدام يودع العراقيين: توحدوا ضد الفرس والغزاة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
البعث يهدد بضرب المصالح الأميركية في كل مكان
صدام يودع العراقيين : توحدوا ضد الفرس والغزاة
أسامة مهدي من لندن : دعا الرئيس العراقي السابق صدام حسين العراقيين في رسالة وجهها اليوم عقب التصديق على قرار الحكم باعدامه الى عدم كراهية شعوب الدول التي قادت الحرب في العراق واسقطت نظامه والعفو عمن قال انهم عراقيون سيصلحون انفسهم وفتح صفحة جديدة للتعامل معهم وطالبهم بالتوحد لمواجهة اعدائهم من الغزاة والفرس فيما هدد حزب البعث العراقي المحظور بضرب المصالح الاميركية في العالم وملاحقة المسؤولين العراقيين في حالة اعدام زعيمه السابق وشدد على ان تنفيذ الحكم سيوقف كل تفاوض بين القوات الاميركية والمقاومة .
وفي رسالة لصدام حسين ارسلت نسخة منها الى "إيلاف" قال الرئيس السابق "إن هذا الحال القاسي الذي نحن جميعاً فيه وابتلي به العراق العظيم درس جديد وبلوى جديدة ليعرف به الناس كل على وصف مسعاه" . وبعد ان اشاد صدام بميزاته الشخصية وما قدمه الى الشعب العراقي بكل مسهب قال "ها أنا أقدم نفسي فداء فإذا أراد الرحمن هذا صعد بها إلى حيث يأمر سبحانه مع الصديقين والشهداء .. وإن أجل قراره على وفق ما يرى فهو الرحمن الرحيم وهو الذي أنشأنا ونحن إليه راجعون فصبراً جميلاً وبه المستعان على القوم الظالمين".
واضاف بعد ان تحدث عن منجزات النظام الذي قاده بين عامي 1968 و2003 " وبذلك يعز باستشهادها نفسا مؤمنة إذ ذهبت على هذا الدرب بنفس راضية مطمئنّة من هو أصغر عمراً من صدام حسين فإن أرادها شهيدة فإننا نحمده ونشكره قبلاً وبعداً... فصبراً جميلاً وبه نستعين على القوم الظالمين" وطالب العراقيين بالتحلي بالمحبة والعفو والتسامح والتعايش الأخوي" . وقال ان الله اراد اختبار العراقيين لصقل النفوس "فصار من هو من بين صفوفكم ومَن هو من حلف الأطلسي ومن هم الفرس الحاقدون بفعل حكامهم الذين ورثوا إرث كسرى بديلاً للشيطان فوسوس في صدور مَن طاوعه على أبناء جلدته أو على جاره أو سدل لأطماع وأحقاد الصهيونية أن تحرك ممثلها في البيت الأبيض الأميركي ليرتكبوا العدوان ويخلقوا ضغائن ليست من الإنسانية والإيمان في شيء" .
وناشد العراقيين بعدم الحقد وقال " ذلك لأن الحقد لايترك فرصة لصاحبه لينصف ويعدل ولأنه يعمي البصر والبصيرة ويغلق منافذ التفكير فيبعد صاحبه التفكير المتوازن واختيار الأصح وتجنّب المنحرف ويسد أمامه رؤية المتغيرات في ذهن مَن يتصور عدوا بما في ذلك الشخوص المنحرفة عندما تعود من انحرافها إلى الطريق الصحيح طريق الشعب الأصيل والأمّة المجيد" . واضاف "وكذلك أدعوكم أيها الأخوة والأخوات يا أبنائي وأبناء العراق وأيها الرفاق المجاهدون .. أدعوكم أن لا تكرهوا شعوب الدول التي اعتدت علينا وفرقوا بين أهل القرار والشعوب وأكرهوا العمل فحسب بل وحتى الذي يستحق عمله أن تحاربوه وتجالدوه لا تكرهوه كإنسان وشخوص فاعلي الشر بل إكرهوا فعل الشر بذاته وادفعوا شره باستحقاقه... ومن يرعوي ويصلح إن في داخل العراق أو خارجه فأعفوا عنه وافتحوا له صفحة جديدة في التعامل" .
وقال صدام في ختام رسالته "ايها الشعب الوفي الكريم: أستودعكم ونفسيَ عند الرب الرحيم الذي لاتضيع عنده وديعة" .. ووقعها باسم " صدام حسين رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة المجاهدة .
حزب البعث يهدد بضرب المصالح الاميركية
وفي بيان له اليوم وصلت نسخة منه الى "إيلاف" قال حزب البعث الذي حكم العراق 35 عاما وانتهى بالاجتياح الاميركي للعراق ربيع عام 2003 ان تنفيذ حكم الاعدام بحق صدام حسين ورفاقه هو اخطر الخطوط الحمر التي يجب على الادارة الاميركية ان لا تتخطاها . واشار الى ان العالم كله يعرف ان القرار النهائي هو بيد الادارة الاميركية وليس بيد الحكومة (...) في بغداد واخر الادلة على صحة ذلك هو اعتقال القوات الاميركية لاثنين من المبعوثين الايرانيين اللذين قدما للعراق بناء على طلب طالباني " المسمى من قبل اميركا رئيسا للعراق" .
واكد الحزب الذي يتهمه المسؤولون العراقيون والاميركيون بتنفيذ الانفجارات التي تستهدف العراقيين وعمليات الاغتيال والعنف التي تشهدها البلاد ان الادارة الاميركية مدعوة الى الادراك : ان من يتحمل المسؤولية الاولى عن اي اذى يلحق بالسيد الرئيس هو الادارة الاميركية لانها هي صاحبة القرار الفصل وليس حكومة الدمى في بغداد لذلك فان هذه المسرحية التي اطلقت عليها تسمية محكمة ما هي الا وسيلة اميركية لالقاء تبعة جريمة الاعدام على الحكومة .. وان الاعدام سوف يجعل التفاوض لاحقا بين المقاومة والبعث من جهة والاحتلال من جهة اخرى مستحيلا وسوف تؤخذ القوات الاميركية في العراق كرهينة تدمر تدريجيا ولا يسمح لها بالانسحاب الهادئ .. وان البعث والمقاومة مصممان على الرد بكافة الوسائل وفي كل مكان يوجع اميركا ومصالحها "اذا اقدمت على تنفيذ الجريمة". وجدد تحذيره لايران وبالاخص لرئيسها الحقيقي خامنئي ونطلب منه التعقل ودراسة هذا الامر وعدم الايغال في دماء العراقيين اكثر، لان ردنا سيكون في قلب ايران ويطال رأسها .. اما بالنسبة إلى القضاة " فان شعب العراق سيجلبهم للعدالة من اي مكان سيهربون اليه ولن يكون اي مكان امنا لهم وسيتعرض من يحميهم للمسؤولية المباشرة".
وشدد على ان الاعدام "لن يضعف الثورة المسلحة بل سيؤجج نيرانها اكثر ويوسع نطاقها ويضاعف عدد المنخرطين فيها كما انه سيضع على عاتق الادارة الاميركية مسؤولية قتل المزيد من جنودها". وقال ان تنفيذ حكم الاعدام لا يمكن تفسيره الا على انه خطوة اميركية لزيادة الفلتان الامني وتدهور الحالة الخدمية في العراق .
واضاف الحزب في بيانه ان هذه الايام هي ايام المواجهة الحاسمة "فالاحتلال الذي انهارت خططه وفشلت يريد الان ان يكمل عمليات التخريب قبل ان يطرد بزرع نزعة ثأر دموي بين العراقيين تستمر لعقود من الزمن وما القتل على الهوية الطائفية الا مثال على مضامين هذه الخطة الاميركية، والتي تشارك فيها ايران مباشرة. ودعا من اسماهم بالوطنيين العراقيين الى مواجهة هذه الخطوة "لانها لا تتعلق بالبعث فقط بل هي تتعلق بالعراق كله" وطالب الجماهير العربية باحزابها ومنظماتها الشعبية والحكومات التي يهمها المصير العربي بالوقوف موحدة ضد هذه الخطوة . وقال الحزب في الختام "لنشحذ قوانا ونهيئ انفسنا لمعارك الحسم القريب بعون الله، وليكن شعار انقاذ السيد الرئيس ورفاقه منتصبا بقوة في سماء العراق والامة العربية".
تداعيات المصادقة على تنفيذ حكم الاعدام بصدام
قال عراقيون ان أحياء بغداد تشهد منذ الاعلان عن القرار تصعيدا بقصف الهاونات وسط شائعات تسود الشارع العراق عن عمليات خطف لاكثر من الفي شاب سيقوم بها البعثيون وانصار صدام لتصفيتهم لدى تنفيذ حكم الاعدام .
وفي اتصال هاتفي مع "إيلاف" من بغداد الليلة الماضية اكد عراقيون ان عمليات قصف الاحياء السكنية في العاصمة قد شهدت منذ ظهر اليوم وتزامنا مع الاعلان عن تصديق الحكم باعدام صدام تصاعدا خطرا وواسعا . وقال احدهم "لانعرف من اين تتساقط علينا قذائف الهاون .. انه امر مرعب" . واشاروا الى ان معظم مناطق بغداد تشهد تبادلا لاطلاق نار ووضعًا امنيًا متوترًا جدا ومخاوف من عمليات انتقامية واسعة . واضافوا ان شائعات بدأت تنشر بين السكان وخاصة عبر الهواتف المحمولة تشير الى ان انصار الرئيس المخلوع يستعدون لتنفيذ مخطط يقضي باختطاف ألفي شاب من اقارب وعائلات مسؤولين عراقيين او متعاونين ومنخرطين في العملية السياسية لقتلهم ساعة الاعلان عن تنفيذ حكم الاعدام بصدام .
وعلى الصعيد نفسه قال فريق الدفاع عن الرئيس السابق تعليقا على قرار محكمة التمييز انه بعد محاكمة هزلية لم تتوفر فيها ادنى شروط المحاكمة العادلة وبعد إهدار حق الدفاع بالكامل وبعد استشهاد خمسة محامين اثناء أداء واجبهم يأتي صدور قرار هيئة التمييز وفي أقل من شهر ليكون القول الفصل في الإستهتار بالقانون .
واضاف في بيان ارسل الى "إيلاف" ان هذا التصديق على الحكم يؤكد استمرار النظام الحاكم في العــراق في سفك الدماء العــراقية إما عبر التصفيات المباشرة على ايدي قوى الظلام وميليشيات الغدر واما بمحاكم هزلية باطلة تصدر مثل هذه الأحكام الجائرة. وطالب الأمم المتحدة و مؤسساتها المعنية و جميع المنظمات الدولية المعنية واهاب بالحكومات العربية وبجامعة الدول العربية بالتدخل لوقف ما اسماه بالمسلسل الدامي في العراق .
طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من المحكمة الجنائية العراقية العليا الاسراع بتحويل قرار محكمة التمييز بالمصادقة على حكمها بالاعدام شنقا حتى الموت ضد الرئيس العراقي السابق صدام حسين الى رئاسة الجمهوري لتصديقها على القرار وتنفيذ الحكم خلال 30 يوما بينما اكد رئيس المحكمة انه لايجوز لاي جهة اعفاء صدام من الحكم او تخفيفه عنه في وقت وصف المحامي خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن صدام تصديق الحكم بالمجنون وقال انه التقاه الثلاثاء الماضي وهو يتمتع بمعنويات عالية .
وابلغ مصدر عراقي مطلع "إيلاف" ان احد مستشاري المالكي حضر المؤتمر الصحافي الذي عقده القاضي عارف عبد الرزاق الشاهين رئيس المحكمة الجنائية العراقية العليا امس واعلن فيه قرار محكمة التمييز . واشار الى ان المالكي طلب الاسراع بارسال قرار مصادقة محكمة التمييز هذا الى رئاسة الجمهورية للمصادقة على تنفيذ الحكم . واشار الى ان مجلس الوزراء العراقي سيعقد جلسة له برئاسة المالكي خلال 24 ساعة لبحث اجراءات التنفيذ والتداعيات التي سيعكسها وخاصة على الصعيد الامني الذي يتوقع ان يشهد عمليات عنف واسعة من انصار الرئيس المخلوع تعبيرا عن رفض الحكم .
وفي مؤتمره الصحافي اكد القاضي الشاهين انه يتوجب على السلطة التنفيذية تنفيذ الحكم الصادر بحق صدام واخيه غير الشقيق ورئيس جهاز استخياراته السابق برزان التكريتي وعواد حمد البندر رئيس محكمة الثورة التي اصدرت احكام الاعدام ضد 148 مواطنا من ابناء بلدة الدجيل شمال بغداد اثر تعرض صدام لمحاولة اغتيال فاشلة فيها عام 1981 خلال 30 يوما على تاريخ التصديق على الحكم ولا يجوز لأي جهة إعفاء المدانين أو تخفيف الحكم عنهم.
واضاف الشاهين أن محكمة التمييز صادقت اليوم على حكم الاعدام الصادر بحق صدام حسين واثنين من معاونيه فى قضية الدجيل ولا يجوز لأي جهة بما فيها رئيس الجمهورية إعفاء المدانين أو التخفيف عن حكمهم بموجب المادة 27 من قانون المحكمة الجنائية. وقال "إن دورنا كمحكمة انتهى وبقيت الإجراءات التنفيذية."
وأشار الشاهين الى ان تنفيذ الحكم على صدام وأعوانه يوقف النظر فى الإتهامات الأخرى الموجهة إليه في اشارة الى محاكمته في قضية الانفال المتهم فيها بارتكاب جرائم ضد الانسانية بحق الاكراد العراقيين عام 1988 ادت الى مقتل حوالى 180 الفا منهم واحراق حوالى 5 الاف قرية كردية والتي يحاكم فيها اضافة الى ستة متهمين من كبار القادة العسكريين السابقين المتهمين بتنفيذ عمليات الابادة السكرية انذاك . وحول الحكم بالسجن المؤبد على نائب صدام السابق طه ياسين رمضان اوضح القاضي ان المحكمة صادقت على احكام جميع المتهمين باستثناء المتهم طه ياسين رمضان الذي لا يتناسب الحكم مع تهمته وهي جريمة القتل العمد . وقال ان قضيته ستعاد الى المحكمة الجنائية في هيئتها الاولى لإعادة النظر في الحكم الصادر ضده بما يتناسب مع الجرم بحيث يكون الحكم بالاعدام في تلميح الى امكانية تحويل الحكم الى الاعدام شنقا حتى الموت . واكد الشاهين ان المحكمة قد صادقت على بقية الاحكام الصادرة ضد المتهمين الاخرين . واشار إلى أن"تنفيذ الحكم على صدام ومعاونيه يمكن أن يتم غدا اذا استكملت المحكمة اجراءاتها.
أما بريطانيا فقد جددت معارضتها لعقوبة الإعدام إثر مصادقة محكمة التمييز العراقية على حكم الإعدام .
وقال المتحدث باسم الخارجية البريطانية إن الموقف البريطاني المعارض لمبدأ عقوبة الإعدام لم يتغير إلا أن القرار يعود إلى السلطات العراقية. وأكد المتحدث ما قاله رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من أن "مسألة إعدام صدام حسين هي من صميم اختصاص القضاء العراقي المستقل".
وانتقد عضو اللجنة الدائمة للمصالحة الوطنية العراقية عامر التميمي توقيت إعلان قرار المصادقة على حكم الإعدام بحق صدام حسين. وأضاف أن القرار يؤثر سلبا على المصالحة الوطنية.
من جهتها قللت جبهة التوافق العراقية من التداعيات الأمنية التي قد تحدث إذا نـُفـّذ حكم الإعدام بالرئيس العراقي السابق.
هذا ودعت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الأميركية الحكومة العراقية مجددا إلى عدم تنفيذ حكم الإعدام الصادر ضد صدام حسين، وذلك بعد أن رفضت محكمة الاستئناف إلغاء الحكم وثبتته. وقالت المنظمة إن المحاكمة شابتها بعض المخالفات، وأضافت أن تنفيذ حكم الإعدام ليس له ما يبرره خاصة وأنه نتيجة إجراءات غير عادلة، على حد تعبير المنظمة.