سوريا تصف الحكومة الإسرائيلية بالضعف والتخبط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إسرائيل لإعادة الاستيطان في غور الأردن
2006 عام تعذيب وإذلال الأسرى في إسرائيل
سرايا القدس: قنابل بشرية بانتظار ساعة الصفر
المطالبة بالافراج عن معتقلي الرأي في سوريا
بهية مارديني من دمشق: لايزال السجال السياسي السوري - الإسرائيلي حول الحرب والسلام دائرا بين البلدين وسط تحذيرات استخباراتية إسرائيلية من استكمال سوريا استعداداتها للمواجهة العسكرية، وتصريحات سورية تصف حكومة تل أبيب بالضعف والتخبط بسبب رفضها دعوات السلام التي تطلقها دمشق.وفي سياق آخر، كشفت صحيفة هآرتس عن اتصالات سرية إسرائيلية ــ سورية أجرتها حكومة شارون عامي 2003 و 2004 لم تُفضِ إلى نتيجة ملموسة.
المقداد يصف حكومة تل أبيب بالضعف
وحول الرفض الإسرائيلي لدعوات السلام السورية المتكررة، قال الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري ان "هذا يدل على تخبط وضعف، الحكومات التي تقيم السلام هي الحكومات القوية، ولا توجد حكومات قوية في إسرائيل"، وتابع أن الحكومة الإسرائيلية الحالية "ليست ضعيفة فحسب، بل تابعة لنزوات وشهوات الإدارة الأميركية التي مارست منذ مجيئها سياسات عمياء، حيث وقفت ضد السلام، ومنعت إسرائيل من إقامة السلام مع سورية".
واشار المقداد في حديث مع الفضائية السورية إلى أن "توجيهات الرئيس السوري بشار الأسد هي أن تكون قضية الجولان المحتل من المسائل الأساسية التي يتم التركيز عليها"، وقال أن آخر تحرك قامت به سورية على هذا الصعيد هو الاتصال مع جميع أعضاء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والدول الأعضاء في الأمم المتحدة للتعامل مع موضوع الأسرى السوريين في سجون الاحتلال.
واكد المقداد أن سورية "تثير قضية الجولان في كل اتصالاتها الدبلوماسية على مختلف المستويات" منوها أن هناك 4 قرارات سنويا تصدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص الجولان. واكد أن "تحرير هذه الأرض قادم. وسورية لن تتردد في استخدام كافة الوسائل لإعادة الجولان" وقال أن " هذه الأرض مقدسة وسوف تعود إلينا عاجلا أم آجلا، ولن ننتظر طويلا"، وقال أن سورية "لن تتردد في استخدام كافة الوسائل" لاستعادة الجولان.
ورأى المقداد أن "قضايا المنطقة مترابطة مع بعضها ولا يمكن إحلال السلام في فلسطين دون استعادة الجولان ولا يمكن إعلال السلام دون استعادة مزارع شبعا للبنان".
العلاقات السورية العربية
وفيما يتعلق بالعلاقات السورية العربية أكد المقداد أن سورية "تبتلع المشاكل التي تقع مع العرب، ولا تثيرها بينما يسعى البعض إلى تكبيرها"، مؤكدا ان "هذا لا يخدم تلك البلدان ولا التضامن العربي".
وأشار المقداد إلى أن "الذي يتحدث عن عزل سورية إنما يتحدث عن عزل نفسه"، وأكد "نحن في سورية لم نشعر أننا معزولون على الإطلاق"، معتبرا أن "الدول التي مارست ما يسمى بعزل سورية لم يكن قرارها بيدها ولم تكن دولا ذات سيادة ". وقال أن "سورية لم تتأثر من محاولة عزلها، فالنمو الاقتصادي في سورية ازداد خلال الفترة الماضية، وشهد التعاون الاقتصادي مع الدول انفتاحا غير مسبوق".
محاولات عزل سوريا فشلت
من جانبه أكد الدكتور محسن بلال وزير الاعلام السوري في تصريح لقناة الجزيرة الفضائية الى ان محاولات البعض عزل سورية قد فشلت بدليل تقاطر المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين من أوروبا والولايات المتحدة الاميركية الى دمشق للتشاور معها مؤكدا ان سورية دعت دائما الى الحوار والحلول السلمية.
واعتبر بلال ان المشكلة مع الولايات المتحدة الاميركية هي في ايجاد الحلول العادلة لمشاكل المنطقة، وقال بلال ان تقرير بيكر هاملتون الذى يدعو الادارة الاميركية الى الحوار مع سورية باعتبارها بلدا محوريا فى المنطقة يؤكد صوابية الموقف السوري. وشدد ان مواقف سورية ازاء قضايا المنطقة ثابتة، ولم تتغير فيما الذين دعوا الى الحروب الاستباقية، واعادة هندسة المنطقة واقامة ما يسمى بشرق اوسط جديد هم الذين تغيروا.
هآرتس: شارون أجرى اتصالات سرّية مع السوريين
وذكر كبير المحللين العسكريين في صحيفة "هآرتس" زئيف شيف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، أرييل شارون، لم يشذ عن قاعدة إجراء كل أسلافه في المنصب اتصالات سياسية بالسوريين، مع فارق بقاء هذه الاتصالات سراً حتى الآن. وبحسب شيف، فإن مندوبين عن شارون قاموا بتكليف منه بعقد لقاءات مع مسؤولين سوريين في سويسرا، بدأت بناءً على اقتراح طرف ثالث، وصفه الكاتب بأنه مهم بالنسبة لإسرائيل، مشيراً إلى أنه قدم خدماته لتسهيل إجرائها. وقد جُمعت الوثائق المتعلقة بهذه المحادثات التي لم تنتهِ إلى نتيجة جراء معارضة شارون للمطالب السورية، في ملف سري، سُمِّي "الملف السويسري".
ولم تكن هذه الاتصالات، وفقاً لشيف، الاختراق السياسي الأول بين حكومة شارون ودمشق، فقد سبقتها اتصالات أجراها وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، سيلفان شالوم، في الأردن عام 2003، عبر المدير العام لوزارته، إيتان بن تسور، الذي التقى شقيق الرئيس السوري في عمان. ويقول شيف إن هذه اللقاءات توقفت بعدما جرى تسريب تفاصيل عنها من مكتب شارون، الذي كان طلب تأجيلها لما بعد الغزو الأميركي على العراق.
وفي هذا السياق، عرض مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، للاستعدادات السورية للمواجهة العسكرية مع إسرائيل، فأشار إلى أن التقديرات السائدة في إسرائيل تفيد بأن دمشق "على شفير الحسم". وبحسب فيشمان، المعروف بقربه من المؤسسة العسكرية وبصدقية التقارير التي يوردها، فإن "سوريا سلكت في مواجهة إسرائيل حتى اليوم مسارين: المسار العسكري والمسار السياسي. ويشهد المسار العسكري تعاظم القوة العسكرية وتحالفاً استراتيجياً مع إيران ومؤامرات في لبنان ومساعدة ودفعة للإرهاب في المناطق الفلسطينية".
وبحسب فيشمان، فإن "المعلومات الآتية من الغرب تشير الى أن السوريين يقتربون من نقطة الحسم، التي تقول إنه لا جدوى من محاولة حل الصراع بالطرق السياسية وأن من الواجب الاستعداد للخيار العسكري. متى سيتحقق هذا الخيار؟ هذه مسألة سنوات. ولكن الاستعداد السوري يبدأ في التسارع".
وكشف فيشمان، استناداً إلى مصادر أجنبية، أنه "منذ حرب لبنان، قامت كل من إسرائيل وسوريا بتبادل التهديدات الواضحة باستخدام القوة". ونقل عن مصادر عربية قولها إنه "بعد تهديدات (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله بالوصول إلى غوش دان (أي استهداف منطقة تل أبيب بالقصف الصاروخي)، أوضحت إسرائيل لسوريا أنه إذا نُفّذ تهديد نصر الله، فإن دمشق ستعاني. التهديد الإسرائيلي فعل فعله على ما يبدو. السوريون من ناحيتهم وضعوا لإسرائيل خط تقدم إذا تجاوزته، فإن سوريا ستحرك جيشها. وبالفعل، تم إيقاف الكتيبة التي تحركت في القطاع الشرقي نحو القليعة قبالة الحدود السورية".
وأضاف فيشمان "كما هو معروف، لم يصل السوريون بعد إلى مفترق الطرق، ولم يتخذوا بعد قرارهم الاستراتيجي. ولكن في ظل مظاهر الإبداع عند المستوى السياسي الإسرائيلي، الذي يوفر في كل يوم ذرائع جديدة توضح سبب عدم حاجتنا الى التحدث مع السوريين، سيصلون الى ذلك سريعاً. في كل الأحوال، ما نشر في اسرائيل حول استعداد الجيش للمجابهة المقبلة في الصيف على الجبهة الشمالية، أُخذ على محمل الجد من قبل السوريين. هم يعتقدون أن الجيش الاسرائيلي قد حدد الصيف كنقطة عمل فقط. ويدركون أن اسرائيل ستكون مستعدة للهجوم في الصيف، ولذلك يخوضون سباق بناء دفاعي وهجومي هناك. السوريون يستعدون لامتصاص الضربات الاسرائيلية والرد عليها".
وحول استعدادات الجيش السوري للمواجهة، أشار فيشمان إلى أن "ما يظهر اليوم في هيكلية القوة السورية هو أن التشكيلة التقليدية للقتال في هضبة الجولان، أي معارك مدرعات تخوضها آلاف الدبابات، لم تعد قائمة؛ فالسوريون يقومون بتغييرات في قوات سلاح المشاة على حساب القوات المدرعة. وقد زادوا في ألوية سلاح المشاة السورية عدد وحدات الكوماندو المدربة على حرب العصابات. هناك عملية متسارعة وتجنيد للقوى البشرية ولوحدات جديدة مضادة للدبابات.
كما نقل السوريون عن حزب الله نموذج قوات الدفاع القروية، ومن الممكن ملاحظة وجودها على امتداد الخط في هضبة الجولان. تدريبات الجيش السوري في مجال وحدات الكوماندو والوحدات المضادة للدبابات ازدادت بصورة ملموسة، والمشتريات العسكرية في روسيا تتلاءم مع ذلك: صواريخ ماتيس وصواريخ كورنيت". كما أشار فيشمان إلى أن ldquo;السوريين زادوا أيضاً من كمية صواريخ أرض ــ أرض، وهم ينتجون صواريخ سكاد منذ مطلع التسعينيات بمساعدة كورية وإيرانية. والتطلع السوري هو الارتقاء في صواريخ أرض ــ أرض التي تتحرك من خلال الوقود المحترق، الأمر الذي ينطوي على مغزى جوهري في العمليات".