بلير في أزمة بسبب إجازته المجانية في فلوريدا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عادل درويش من لندن: من الذي يتحمل نفقات اجازة رئيس الوزراء توني بلير واسرته في فلوريدا؟ سؤال يسبب ازمة لحكومة حزب العمال الجديد المتهمة بافساد الحياية السياسية والإساءة للمنصب الحكومي حيث تحقق الشرطة مع زعمائها، بما فيهم رئيس الوزراء نفسه بتهمة متاجرة الألقاب الملكية ومقاعد مجلس اللوردات، بتبرعات المليونيرات والاثرياء من نجوم الغناء الشعبي والمشاهير ورجال الأعمال للحزب.
وقد تفجرت الأزمة الأخيرة قبل يومين عندما اتضح ان الزعيم البريطاني وزوجته وثلاثة من اولاده الأربعة، ذهبوا الى فلوريدا لقضاء عطلة العام الجديد ضيوفا في فيلا يبلغ ثمنها قرابة عشرة ملايين دولار يمتلكها روبين جيب، نجم فرقة الغناء الشعبي بي جي، المعروف بتأييده لحزب العمال الحاكم. وكان جيب حصل على وسام ولقب من الملكة في العام الماضي بعد ان رشحه رئيس الوزراء للجائزة بسبب مساهمته في رفع مستوى الموسيقى والغناء الشعبي، مما اثار شبهات المعارضة والصحافة حول علاقة المغني بالحكومة، وتبادل الخدمات والعطايا.
وواجه مكتب رئيس الوزراء نداءات من المعارضة ونواب البرلمان والصحافة بتقديم تفسير مفصل عن تكاليف العطلة ومن يدفع ثمنها، بعد تأكيد المتحدث باسم رئيس الوزراء انه "سيدفع ثمن الإقامة" دون تقديم تفاصيل محددة، بينما ناقضت تصريحات دوينا جيب، زوجة المغني، تصريحات داوننج ستريت. وعادت مصادر داوننج ستريت اليوم لتؤكد ان بلير سيدفع تكاليف اقامته بقول المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء ان التكاليف ستدفع "ضمن اتفاقية تجارية خاصة"، ويقصد الايجار، لكنه رفض الخوض في التفاصيل. لكن مصدرا حكوميا قال، بشكل غير رسمي، ان الامر متروك لجيب، ماذا يفعل بقيمة الايجار، مما يشير الى انه قد يتبرع بما يدفعه بلير لمؤسسات خيرية.
وكانت اقامة بلير في عطلة نهاية العام بضعة مرات في منتجع شرم الشيخ المصري، اثارت تساؤلات الصحافة عما إذا كانت تكاليف اقامته يتحملها دافع الضرائب المصري، فقام بلير بدفع المقابل الايجاري ومصاريف الضيافة لمؤسسات خيرية مصرية.
ومما يثير تساؤلات الصحافة والمعارضة، هو تصريح الحكومة حول خيار المغني جيب، حيث كان بلير يتبرع مباشرة لمؤسسة خيرية من اختيار المغني الشعبي السير كليف ريتشارد مقابل اقامته في قصره في باربادوس في جزر الهند الغربية. وقال النائب المحافظ فيليب دافيز ان من حق الشعب البريطاني ان يعرف بالضبط المبلغ الذي دفعه بلير لإقامته في فلوريدا، وعندئذ يقرر الناس "ما إذا كان دفع المبلغ المناسب والمساوي للإقامة".
اما هيزل بلير، رئيسة مجلس ادارة حزب العمال الحاكم، فقد اعترضت على تغطية الصحافة للموضوع قائلة ان قضاء بلير لإجازته واسرته هو امر خاص بهم، ويجب تركه واسرته يتمتعون باجازتهم في هدوء، بدلا من ازعاجه. والمدام بلير بدورها، وجدت نفسها في موقف متناقض اليوم، بعد ان اشتركت في مظاهرة في دائرتها الإنتخابية احتجاجا على سياسات حكومتها بانقاص الدعم على المستشفيات.
لكن تصريحات داوننج ستريت عن دفع بلير لثمن الأقامة في فلوريدا، واجهت تحديات حول مصداقيتها بعد ان قالت المدام جيب، عندما واجهها الصحفيون اليوم بالسؤال عما اذا كان بلير واسرته دفعوا ثمن الأقامة، قالت "طبعا لا، اننا وهم اصدقاء، ونحن في طريقنا ال فلوريدا لقضاء ألأجازة معهم".
وتزامنت تصريحات دوينا جيب مع التقاط المصورين الصور لبلير يتناول الهامبورجر الأميركي الشهير في مطعم من سلسلة محلات "اول امريكان بيرغر" ولوح مبتسما لجمهرة من الأميركي ازدحموا لرؤيته في الساوث بيتش في فلوريدا. وبلير يتمتع بشعبية كبيرة في اميركا، وارتفعت بين المواطنين ألأمريكيين العاديين، في اعقاب هجمات 11 سبتمبر الأرهابية وتصريحاته بوقوف " بريطانيا كتفا الى كتف " مع امريكا، وخوضه حملة دبلوماسية عالمية، لدعم سياسة الرئيس جورج بوش في افغانستان والعراق، الى جانب ارساله القوات البريطانية للمشاركة في الحملتين. ولم يتمتع اي من رؤساء الوزراء السابقين بهذه الشعبية سوى مارغريت تاتشر وصداقتها مع الرئيس الراحل رونالد ريغان، وطبعا السير ونستون تشيرشيل بسبب موقفه البطولي وبريطانيا تواجه النازي وحدها في الحرب العالمية الثانية.