عقوبات تصل للاعدام:صدور القرار الاتهامي في محاولة اغتيال نصر الله
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت -وكالات: أنهى القضاء العسكري اللبناني ملف قضية محاولة اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في شهر نيسان الماضي فاصدر قاضي التحقيق العسكري الاول في بيروت رشيد مزهر قرارا اتهاميا طلب بموجبه لأفراد الشبكة الموقوفين عقوبة تتراوح بين السجن ثلاث سنوات والاعدام.
ونشرت صحيفة السفير اللبنانية في عددها الصادر اليوم القرار الاتهامي الذي سرد تكوين هذه المجموعة وشراء السلاح ونوعيته وتجنيد أفرادها وإغداق المال عليهم وتلقيهم تدريبات عسكرية واستئجارها ملجأ بهذا الخصوص، وصولاً إلى "شحن النفوس تحضيراً لمجابهة الطائفة الشيعية في حال تعرضها لأبناء الطائفة السنية واستباق هذا الأمر عن طريق ضرب مكان القوة لدى الطائفة الشيعية باغتيال السيد نصر الله مما يضعف هذه الطائفة ويفكّكها".
واتهم القرار المدعى عليهم الستة وابرزهم غسان الصليبي (45 عاماً) وينتمي إلى جماعة اهل الدعوة والتبليغ بتأليف عصابة أشرار للنيل من سلطة الدولة وهيبتها ومحاولة الاعتداء التي تستهدف إثارة الحرب الأهلية والاقتتال الطائفي واقتناء السلاح والمتفجرات وهي تهم تصل عقوبتها مجتمعة إلى حد الاعدام. وأحال الجميع على المحاكمة أمام المحكمة العسكرية الدائمة.
يذكر أنّ السيّد حسن نصرالله قال مراراً، وخاصة في آخر خطاب له في السابع من الجاري بأنه يسامح هذه المجموعة ويسقط حقه الشخصي، طالبا من القضاء ان يطلق سراح اعضائها وان يعيدهم الى بيوتهم حرصا منه على عدم حصول اي استخدام مذهبي للقضية.
واتهم مزهر المدعى عليهم غسان شهاب السليمان الصليبي (45 عاماً) وابنه محمد (20 عاماً)، ويوسف منير قبرصلي (32 عاماً) وابراهيم شهاب السليمان الصليبي (36 عاماً)، وزياد طارق يموت (26 عاماً)، وصافي محمد ابراهيم العرب (35 عاماً) بتأليف عصابة أشرار للنيل من سلطة الدولة وهيبتها ومحاولة الاعتداء التي تسهتدف إثارة الحرب الأهلية والاقتتال الطائفي واقتناء السلاح والمتفجرات وهي الجرائم المنصوص عليها في المواد 336 عقوبات و2 و5 و6 من قانون 11 كانون الثاني 1958 (قانون مكافحة الإرهاب) وتصل عقوبتها مجتمعة إلى الإعدام. وأحال الجميع على المحاكمة أمام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن نزار خليل.
وجاء في وقائع القرار الاتهامي الذي نشرته السفير ما يلي:
تبين أنّ المدعى عليه غسان الصليبي ينتمي إلى جماعة "أهل الدعوة والتبليغ" التي تدعو الناس إلى دين الاسلام وتحثهم على ممارسة تعاليمه والتقيد بها، وأن اندفاعه هذا من جهة، وحقده وضغائنه على الطائفة الشيعية من جهة ثانية، دفعوه رغم وضعه المادي المتواضع إلى تأليف مجموعات مسلحة تحت شعار مجابهة الطائفة الشيعية في حال تعرضها لأبناء الطائفة السنية.
وإنه تأميناً لهذا الغرض قام بشراء كمية من السلاح وزّعها على مناصريه، واستئجار منزل لعقد الاجتماعات وملجأ جهزه للتدريب على السلاح، كما قام بتعبئة النفوس وشحنها تحضيراً لصدّ التعدي في حال وقوعه مستبقاً هذا الأمر عن طريق ضرب مكامن القوة لدى الطائفة الشيعية باغتيال أحد قياديي حزب الله وعلى رأسهم أمينه العام سماحة السيد حسن نصرالله لاعتقاده بأن نجاحه في التخلص من هذا الأخير يشكل عاملاً أساسياً في إضعاف هذه الطائفة وتفكيكها. وعليه بدأ يعدّ العدة لتنفيذ مؤامرته هذه بتخصيص شباب لمراقبة تحركات السيد نصر الله، وآخرين لشراء الأسلحة والمتفجرات، وإخضاع البعض الآخر للتدريب على السلاح إلا أن وقوعه مع جماعته في قبضة العدالة حال دون تنفيذ ما كان يخطّط له.
وتبين أن المدعى عليه غسان الصليبي وبحكم انتمائه الديني هذا كان يتردّد بصورة شبه دائمة إلى مساجد منطقة طريق الجديدة في بيروت للصلاة ويخرج للتبليغ الديني برفقة أهل الدعوة إلى عدة مناطق في لبنان. إلا أنه وبعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وانتشار بعض الشائعات التي تنامت إلى سمعه حول دور معين للطائفة الشيعية على زعمه في هذا الاغتيال بدأت تراوده هواجس خوف من خطر هذه الطائفة وبدأ كما أسلفنا يعد العدة للدفاع عن أبناء الطائفة السنية، وذلك من خلال تأليف مجموعات عسكرية كان يختار أفرادها من بين الشبان الذين يلتقيهم في المساجد عارضاً عليهم هواجسه ومخاوفه فيلاقي تجاوباً من البعض ويستميل البعض الآخر مستغلاً وضعهم المادي فيقدم لهم المساعدات المالية ويدعوهم بالتالي للانضمام إلى المجموعة. ولم يكتف غسان الصليبي بذلك بل راح يعرض أفكاره على بعض معارفه وأقاربه مستغلاً رابطة القربى. وقد لاقت طروحاته تعاطفاً واستحساناً وتجاوباً من قبل المدعى عليهم ولده محمد وشقيقه ابراهيم، وقريبه سراج الدين الصليبي، وسليمان الصليبي، وعلي خالد، واحمد الرشيد، ويوسف قبرصلي، وزياد يموت، ومحمد القبلاوي، وصافي العرب، وابراهيم العرب.
وطلب غسان الصليبي إمكانية الاستحصال على متفجرات من نوع c4 الشديدة الخطورة والتي استعملت في الانفجار الذي أودى بحياة الرئيس رفيق الحريري إضافة إلى مادة الزئبق الأحمر الذي يمتزجه بالمادة المذكورة أعلاه ويزيد من دائرة التفجير وقوة العصف، ولما سئل الصليبي عن سبب حاجته لها قال إنه سيعمل على اغتيال سماحة السيد نصر الله، وإنه كلف أحد أفراد مجموعته المدعى عليه سراج الدين الصليبي بمراقبته وأطلعه على خطته، غير أنه بعد مرور عدة أيام على ذلك تمكنت الأجهزة الأمنية من فضح خيوط هذه المؤامرة قبل تنفيذها وتوقيف المدعى عليه غسان الصليبي ومجموعته ومداهمة منازلهم والملجأ المستأجر ومصادرة الأسلحة منه.
وبالتحقيق مع غسان الصليبي المذكور اعترف صراحة بما كان يخطط وينوي تنفيذه، ومضيفاً بأن الأموال التي كان يدفعها من ثمن للأسلحة واستئجار شقة للاجتماعات وملجأ للتدريب والمساعدات المالية التي يقدمها لأفراد مجموعته وغيرهم كان يستحصل عليها من ربّ عمله ع.ن. بداية ثمّ من تجارته مع الشاهد خ.ع. في مجال الدهان والطرش غير أن رب عمله والشاهد نفيا ذلك بالمقابلة التي أجريت بينهم، وأضافا بأن غسان تكبد خسائر مالية في تجارته هذه حتى أنه لم يعد بإمكانه دفع ما يتوجب عليه من ضرائب لدائرة الجمارك في المرفأ فتنازل عن عدد من المستوعبات مقابل لا شيء للشاهد خ.ع. ولم يتوصل التحقيق لمعرفة الجهة المموّلة له.