ويليامز يهاجم سياسة بلير بشأن العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رأس الكنيسة الإنجليكية: لا أتفق مع قرار إعدام صدام
ويليامز يهاجم سياسة بلير بشأن العراق
عادل درويش من لندن: صعد اسقف كانتربري، الدكتور رواين ويليامز، كبير الكنيسة الأنجليكية اليوم من هجومه على سياسة حكومة توني بلير واصفا قرار الحرب على العراق بانه "تزييف اخلاقي"، قائلاا ان سياسة الحكومة وقرارتها في الأشهر والأسابيع التي سبقت الحرب عام 2003، والسياسات المتبعة بعدها تضع القوات البريطانية في مواجهة "اخطار متزايدة". ويعدّ هجوم وليامز الثاني من نوعه على سياسة الحكومة في اقل من اسبوع.
وكان الدكتور ويليامز يتحدث الى المحطة الرابعة في راديو البي بي سي صباح اليوم عندما قال انه على استعداد لقبول الجدل بان هؤلاء (ويقصد حكومة توني بلير) الذين اتخذوا قرارات الحرب، كانوا مخلصين في اعتقاداتهم واتخذوها بنية حسنة. لكنه يعتقد بان هذه القرارات كانت خاطئة وزائفة من الناحية الأخلاقية. واضاف بان "التزييفات والأخطاء الأخلاقية والعملية بدأت تظهر تباعا بمرور الوقت، ومن المؤلم والمؤسف انها وضعت قواتنا (البريطانية) في موقف متزايد الأخطار وانني في غاية الإنزعاج لذلك".
إعدام صدام
وقال الدكتور ويليامز انه اخذ في تقديره، خلال السنوات الماضية لعب دورا أكثر نشاطا وفعالية في الحركة المناهضة للحرب، وانه يتحمل مسؤولية انه كان بامكانه ان يفعل المزيد في سبيل منع الحرب اصلا، لكن تعين عليه ان يوازن بين ايجابيات وسلبيات وضع نفسه في مقدمة حركة مناهضة للحرب ومعارضة لسياسة الحكومة. وتطرق في المقابلة إلى قضية إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بقوله انه لا يتفق مع قرار اعدام الرئيس رغم انه يبدو مذنبا بارتكاب جرائم ضد شعبه.
والمعروف ان الكنيسة تناهض فكرة الحرب، لكنها عادة ما تبقى صامتة وتقصر دعوة رجالها والقساوسة على الصلاة من اجل السلم وادانة الحرب عندما يطلب منهم ذلك، لكنها لا تبادر باصدار البيانات والتصريحات، لكن ويليامز وهو الأسقف الرابع بعد المئة للكنيسة الأنجليكية، منذ توليه المنصب في 27 فبراير 2003، قبل الحرب على العراق بثلاثة اسابيع، وهو يعارض الحرب، ومن أكثر الأساقفة انتقادا لسياسات بلير الخارجية والداخلية، مما يثير استياء داوننج ستريت.
رد حكومي
وفي المقابلة نفسها قال اسقف كانتربري انه لايزال يفكر كثيرا في ما اذا ما كان يجب عليه الإفصاح عن المزيد من اعتراضاته على الحرب. وتطرق في المقابلة إلى قضية إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بقوله انه لا يتفق مع قرار اعدام الرئيس رغم انه يبدو مذنبا بارتكاب جرائم ضد شعبه.
وكان ويليامز قد هاجم سياسة بلير في عطلة نهاية الاسبوع عشية عيد الميلاد واصفا قرار الحرب وارسال القوات الى العراق بقصر النظر والجهل الشديد في تخطيطها للأستراتيجية، وان الحرب عرضت المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط للخطر، وذلك في مقالة له في صحيفة التايمز يوم السبت الماضي، كتبها من بيت لحم التي زارها بمناسبة اعياد الميلاد وقضى بضعة ايام في الأراضي المقدسة، قائلا ان العالم الغربي تناسى ان المسيحية ديانة شرق اوسطية نشأت اصلا من فلسطين.
وكرر ألاسقف ويليامز صباح اليوم هجومه على قرار حكومة بلير بتجديد سلاح الردع النووي واستبدال صواريخ ترايدانت النووية التي تحملها الغواصات بسلاح أكثر فعالية، ووصف السلاح النووي بانه مريع وشامل لايفرق بين العسكريين والمدنيين ومرفوض اخلاقيا.
لكن متحدث باسم الحكومة انتقد الأسقف قائلا انه يتحدث في امور دنيوية ليس للكنيسة معرفة عميقة بها، مثل امور الدفاع والسلاح. لكن روبرت بيغوت، محرر الشؤون الدينية في البي بي سي يرى ان ألاسقف ويليام يشعر، كاحد كبار المسؤولين عن الكيان الأخلاقي والمعنوي للأمة، يتعين عليه ان يتدخل في مثل هذه الأمور، ويدلي برأيه في هذه المسألة من الناحية ألاخلاقية.