جنبلاط يتهم حزب الله ويشعل حريقاً سياسياً

نهاية السنة ساخنة لبنانياً في انتظار عودة عمرو موسى
جنبلاط يتهم حزب الله ويشعل حريقاً سياسياً

إيلي الحاج من بيروت: أشعل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب اللبناني وليد جنبلاط حريقاً سياسياً كبيراً باتهامه "حزب الله" بالوقوف وراء بعض جرائم الإغتيالات السياسية "إن لم يكن كلها"، التي شهدها لبنان في السنة ونصف السنة الماضية، فضلاً عن وصفه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بأنه غير لبناني ويتلقى تعليماته من إيران وسورية، وأن حزبه يشكل دولة ضمن الدولة و"يمثل ثقافة الموت والبؤس".

وأيد جنبلاط في حديث إلى قناة "العربية" ما أورده الوزير القريب منه مروان حماده عن أن السيارة التي انفجرت به لدى محاولة اغتياله أواخر السنة 2004 جرى تفخيخها واستبدال لوحتيها في منطقة يسيطر عليها "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت. واعتبر أن تورط الحزب يدفع نصرالله إلى رفض مشروع تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي التي ستنظر في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري وبقية الجرائم السياسية. وقال إن رئيس مجلس النواب نبيه بري أصبح أسيراً لدى "حزب الله" وقد يكون مهدداً، كما أن الحزب "صادر الطائفة الشيعية في لبنان وأخذها إلى مكان آخر خارج عروبتها ولبنانيتها". وسخر من "الإنتصار الإلهي" على إسرائيل الذي أعلنه نصرالله عقب الحرب الأخيرة مع إسرائيل، واصفاً إياه بأنه "أكبر كذبة تاريخية" . كما رأى أن الحل الداخلي في لبنان بات مستحيلاً ، ولا حل تالياً إلا إقليمياً ودولياً.

وأكد جنبلاط نقلاً عن أحد الذين التقوا الرئيس السوري بشار الأسد أن الرجل "لا يريد أن يسمع باسم المحكمة الدولية" ، وكرر حملته الشديدة عليه قائلاً إنه "لا يفهم إلا لغة القتل والإغتيال والتخريب".

وأثارت مواقف جنبلاط عاصفة ردود، لا سيما من حلفاء "حزب الله" وسورية في لبنان، فقال الرئيس بري أن كلامه هو "الجنون لا اكثر ولا اقل"، بينما قال المعاون لنصرالله حسين خليل أن جنبلاط "مبتلى بوضع عصبي معين ولا يحبذ الرد عليه دائما". وعلق الوزير السابق سليمان فرنجية بأن "هذا هو تصرف وليد جنبلاط الطبيعي عندما يرى القافلة تسير".

وحمل على جنبلاط أيضاً، دفاعاً عن نصرالله، الوزراء السابقون طلال إرسلان ووئام وهاب وعبد الرحيم مراد والنائب السابق فيصل الداود والمسؤول عن الإعلام في "حزب الله" حسين رحال ومسؤولون آخرون في الحزب اعتبروا أن الزعيم الإشتراكي لم يترك مكاناً لصلح أو تسوية، في حين تقدم المدير العام السابق للأمن العام اللواء السجين جميل السيد بإخبار ضده إلى النيابة العامة التمييزية، لكون جنبلاط ذكر في المقابلة أن السيّد أخفى شريط كاميرا فيديو سجل ركن السيارة التي استخدمت لاغتيال حمادة.

وكان السجال اندلع إثر اتهام قناة "المنار" التابعة ل"حزب الله" للوزير حمادة بأنه أبلغ السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل بمكان وجود السيد نصرالله، وذلك نقلاً عن موقع ل"المعارض" السوري نزار نيوف الذي نسب هذه المعلومة إلى صحافي إسرائيلي، الأمر الذي دفع حمادة إلى مقاضاة "المنار" والحزب، باعتبار أن بث مثل هذا الخبر يشكل تحريضاً على قتله، وذكّر على الأثر بحادث تفخيخ السيارة في الضاحية مستنداً إليه كسابقة ، فرد عليه الحزب والمحطة ، ثم انضم جنبلاط إلى المشادة السياسية حتى ...اشتعلت ولا إطفائيين في بيروت حتى الآن في انتظار عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إليها لمعاودة وساطتها.