السعودية قادت صوتاً عربياً يستهجن إعدام صدام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بسبب التوقيت و"ضباب السياسة" على استقلالية المحاكمة:
السعودية قادت صوتاً عربياً يستهجن إعدام صدام
سلطان القحطاني من الرياض: قاد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز قاطرة ردود الفعل العربية على عملية إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، فجر اليوم السبت في أول ساعات يوم عيد الأضحى، باستهجان بلاده توقيت عملية التنفيذ التي تزامنت مع أيام شهر مقدس للمسلمين يتم خلاله تدشين موسم الحج الذي تتولى إدارته حكومة المملكة، ليتبعها فيما بعد كل من تونس ومصر ودولٌ عربية أخرى مرجح أن تصدر بياناتها خلال الساعات المقبلة.
جثمان صدام يدفن اليوم في الرمادي
طالباني بحث الوضع الأمني مع الهاشمي والدليمي
تسليم جثة صدام إلى عشيرته لدفنها بالعوجة
القاهرة تخشى تدهور الاوضاع بالعراق اثر اعدام صدام
المغرب: تظاهرتان تنديداً بالإعدام
مخاوف اردنية من تداعيات سلبية لاعدام صدام
حقوقيون سعوديون: يجب التحرك لمحاكمة المجرمين
إعدام صدام: سوريا وليبيا إستلمتا الرسالة
رحل صدام تاركا عائلته وأعوانه مشردين
بوش لصدام: انتهى الامر بصورة جيدة
إسرائيل: تم إحقاق العدل بإعدام صدام
ويرى محللون سياسيون ذوو صلة بشؤون المنطقة الشرق أوسطية أن فصلاً جديداً من فصول المعركة الإيرانية السعودية المستترة بدأ اليوم إثر تنفيذ عملية الإعدام بحق صدام في أول ساعات عيد الأضحى، على الرغم من أن القانون العراقي يحرّم تنفيذ أحكام الإعدام خلال أيام العيد، في حين يحل "العيد الشيعي" يوم غد الأحد، مما جعل هؤلاء المحللين يشيرون إلى "الخيط الطائفي" في توقيت عملية الإعدام.ولم تكن السعودية في مزاج حسن يهيئها للقبول بإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، في وقت لا يزال هو موسم الحج وساعاته هي مطلع ساعات عيد الأضحى في أحد الأشهر الحرم بالنسبة للمسلمين، فيما أعلنت الجمهورية الإيرانية عن تأييدها لتنفيذ حكم الإعدام بحق الرئيس الذي حكم العراق لأكثر من ثلاثة عقود عبر قبضة حديدية، ودخل في حرب طويلة الأمد معها إلى أن تم إنهائها عبر تدخل دولي.
وهذه هي المرة الثانية، خلال العام الحالي، التي تقود فيها الرياض عبر ملكها عبد الله بن عبد العزيز تحركاً عربياً إزاء أزمة ما، عقب أن قادت تحرك الاستياء من موقف حزب الله خلال حرب لبنان الأخيرة وتبعتها كل من مصر والأردن في أتساق سياسي لا يتكرر إلا نادراً، ومن ثم في بيان لاحق أشار فيه الملك بصراحة إلى أن سقوط خيار السلام يعني إنهاض خيار الحرب.
ويقول مثقفون سعوديون في معرض تعليقهم على بيان بلادهم المعبر عن الإرادة الملكية:" الملك عبد الله تصرف بمسؤولية فائقة بحسب مكانته كقائد لأكبر دولة سنية تحوي في جوفها المقدسات الإسلامية، ويتولى تبعاً لذلك دوره كقائد للعالم الإسلامي، وذلك لمحاولة توضيح أنه لن يستطيع السكوت عن إهانة للأشهر الحرم ومراسم الديانة الإسلامية ... وفعلا كان صوته الأعلى".
وكان قد علق المحرر السياسي لوكالة الأنباء الرسمية السعودية باستهجان حول توقيت إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وهو منصبٌ، أي المحرر السياسي، يظهر للمرة الأولى في جهاز الإعلام المحلي ولم تكشف عن هوية شاغره حتى اللحظة.
وفي قراءة فاحصة للبيان السعودي الذي صدر مساء اليوم بعد عدة ساعات من إعدام الرئيس العراقي المخلوع، فإن الرياض اعتبرت أن "ضباب السياسة" أثر على رؤية واستقلالية المحكمة، مما عجل في تنفيذ حكم الإعدام الذي كانت سرعته مثار الاستغراب، خصوصاً في حالة زعيم حكم البلاد لأكثر من ثلاثين عاماً شهدت خلالها المنطقة العديد من التحولات السياسية المهمة.
كما أنه أعتبر أن توقيت الإعدام يعتبر استهانة بالشعائر الإسلامية التي طالبت القادة في العالم الالتفات إلى هيبتها.
وقال معلق خليجي رفض الكشف عن هويته في حديث هاتفي:" لقد أعدموا شاهداً على العصر كان بإمكانه أن يتحدث عن الكثير من الأمور التي جرت في المنطقة وزعمائها، وعن ما دار في الأروقة السريّة خلال العامين الذين قضاهما سجيناً للأميركيين، إضافة إلى أن هناك العديد من الأرصدة المالية السرية التي تعود إلى صدام ستذهب مع الرياح كونه لم يتوصل إلى حل وسط مع الأميركان حولها كي تدخل خزينة الدولة العراقية الجديدة".
ويبدو أن "الأجندة الإيرانية - الأميركية قد التقتا في مرة قد لا تتكرر لاحقاً خلال السنين المقبلة"، على حد تعبير مراقبين، إذ رأوا بأن بوش الذي يعاني من هبوط متصاعد في شعبيته فيما يختص بطريقة تعامله مع الملف العراقي منذ بداية الاحتلال، أعتبر أن التضحية برأس صدام قد تكون مخرجاً مشرفاً لحل الأزمة، خصوصاً وأن اميركا تستعد للانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما تكون إيران على الضفة الأخرى قد عمقت هيمنتها على الداخل العراقي عبر "الأواصر المذهبية"."أما السُنّة في العراق ففي فمهم ماء ٌ كثير يجعلهم لا يتحدثون مطلقاً حول المستقبل السياسي لهم في ظل السيطرة المتصاعدة للأغلبية الشيعية في العراق، إذ يقول المعلق الخليجي الذي كان يتحدث من دبي:" في حالة ترسيخ الهيمنة الإيرانية، التي بدأت تتضح فصولها في العراق، على كافة المناشط السياسية في البلاد فإننا سنجد أنفسنا لاحقا أمام "الهولوكوست السنيّة"، حيث أن أي رائحة حرب أهلية سيكون السنة ضحاياها مؤكداً".
وكان مستشار مقرب من الحكومة السعودية أعلن سابقاً أن بلاده قد تتدخل لحماية السنة بالأموال والسلاح إذا أقتضى الآمر، لكن الحكومة نفت الأمر لاحقاً مشيرة إلى أنها مع عراق موحد. وقال المحرر السياسي لوكالة الأنباء السعودية أن الأوساط المحلية والعربية والإسلامية راقبت باهتمام أخبار إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين صبيحة أول أيام عيد الأضحى المبارك، وتابعت هذه الأوساط ردود الفعل التي أعقبت عملية الإعدام بين مؤيد ومستنكر ومتحفظ ومستدرك على عقوبة الإعدام.
ومضى قائلاً: "وقبلها كانت محاكمة الرئيس صدام حسين محل رفض ومتابعة من هذه الأوساط وما مرت به المحاكمة من تغيير للقضاة وظروف الاحتلال التي أجريت المحاكمة في ظلها وما تزامن معها من سيادة أعمال العنف الطائفي والمذهبي والخلاف السياسي على الساحة العراقية".
وزاد في قوله" وقد كان من المتوقع لدى كثير من المتابعين والمراقبين أن تستغرق محاكمة رئيس سابق حكم العراق لعقود من الزمن وقتاً أطول ومداولات مفصلة وإجراءات قانونية محكمة ودقيقة وبعيدة عن التسييس".
وأضاف :"كما ساد شعور بالاستغراب والاستهجان أن يأتي تنفيذ الحكم في الشهور الحرم وفي أول أيام عيد الأضحى المبارك الذي تتجسد فيه وحدة المسلمين ويسود التقارب بينهم وملايين الحجاج منهم تلتقي على صعيد مبارك واحد تبحث عما يوحدها لا عما يذكرها بما يفرقها كما أن ملايين المسلمين تنتظر أن ينظر العالم كله لا القيادات السياسية في الدول الإسلامية فقط باحترام لهذه المناسبة العظيمة وهيبتها ومكانتها في نفوس وضمائر المسلمين لا أن يستهان بها".
ووصف خبير عراقي تحدث لإيلاف من لندن قرار الإعدام وتوقيته بأنه "غبي بدرجة لا توصف". وحين سألته لماذا ؟ أجاب"أولا لأنهم كان يمكن يساومون عليه وثانيا اختيار اليوم الأول من عيد السنة لان الشيعة عيدهم غدا ثم مكان الإعدام هو مديرة الاستخبارات العسكرية السابقة المكلفة بمكافحة النشاط الإيراني وهذه كلها ليست في صالح حكومة المالكي".
ويبدو أنه لزاماً على المحللين التفتيش عن إيران في هذه المسألة.