دفن صدام في قاعة احتفالات بالعوجة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"مشنقة العار"... آخر كلمات صدام قبل الشهادتين
دفن صدام في قاعة احتفالات بالعوجة
وكان صدام ردد قبل تلاوة الشهادتين لحظة شنقه " هيه هاي المشنقة... مشنقة العار" بينما كان يقاطعه أحد الحضور بقوله:" إلى جهنم". وبعدها يصيح أحدهم:" يعيش محمد باقر الصدر"، ثم يكرر آخر:" إلى جهنم"، وهنا يعلو صوت أحدهم قائلا:" رجاء لا..بترجاكم لا..الرجل في إعدام." وبعدها يبدأ صدام حسين بتلاوة الشهادتين:" أشهد أن لا إله وأشهد أن محمد رسول الله" واللتين يتلوهما المسلم عادة عندما يعرف أن منيته قد أزفت. وروى عبد الله حسين جبارة نائب محافظ صلاح الدين في حديث تلفزيوني اليوم الاحد تفاصيل نقل جثمان الرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد اعدامه من بغداد الى قريته العوجة قرب تكريت في شمال بغداد حيث دفن فجر اليوم الاحد. وقال جبارة في حديث الى "تلفزيون صلاح الدين" الذي يبث من تكريت عاصمة المحافظة وينقل نشاطاتها "بعد المصادقة على تنفيذ حكم الاعدام قام محافظ صلاح الدين حمد حمود الشكطي وانا نائبه الاسبوع الماضي بالتوجه الى بغداد حيث تم لقاء مع (طارق) الهاشمي (نائب الرئيس العراقي) ووزير الداخلية (العراقي جواد البولاني) والمستشار السياسي للسفير الاميركي في بغداد حيث نوقشت معهم اجراءات تنفيذ حكم الاعدام".
واضاف المسؤول العراقي "طلبنا ان نعطى فترة لا تقل عن ثلاثة ايام قبل تنفيذ الحكم من اجل الاعداد الاداري وطلبنا معاملة الجثمان كرئيس سابق للعراق".
وتابع "صباح السبت اول ايام العيد علمنا بتنفيذ حكم الاعدام وبنفس الوقت اغلقت الحكومة العراقية تكريت لمدة اربعة ايام".
وانتشر في العراق منذ مساء امس عبر الهواتف النقالة في العراق لقطات مدتها نحو دقيقتين ونصف تصور اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي اعدم فجر يوم امس السبت في مقر الاستخبارات العراقية السابق في ذات المكان الذي شهد اعدام مئات من معارضيه. وانتقل الفيلم الى خارج العراق ايضا.
وتناقضت اسباب تبادل الفيلم بين معارضي صدام ومواليه حيث ينظر مواليه اليه كبطل تقبل الموت برباطة جاش فيما ينظر اليه معارضيه كجزاء لما انزله بأقربائهم طوال سنوات حكمه. وقد عرضت القنوات الفضائية مجمل لقطات الفيلم المتداول والذي صوره احد الحاضرين من الذين قتل صدام عدد من افراد اسرته في الثمانينات وفق احد المصادر العراقية الذي اوصل الفيلم لايلاف عبر الهاتف.
واصبح هذا الفيلم القصير المصور بكاميرا الهاتف النقال مادة اعلامية لمعظم الفضائيات العربية والعالمية التي غاب مراسلوها عن حضور اعدام صدام حسين، اذ يصور من زاوية اخرى غير الزاوية التي تركزت فيها كاميرا القناة العراقية الرسمية واعتمدت عليها جميع وسائل الاعلام حتى عصر امس السبت.
وان عملية الدفن تمت في الرابعة فجر اليوم في باحة القاعة بحضور قوات امريكية وعراقية وأفراد من عائلة صدام."
وأوضح ذات المصدر أن جثمان صدام كان قد وصل في الساعة الثانية فجر اليوم الاحد على متن طائرة امريكية الى العوجة حيث تم تكفينه ودفنه في الساعة الرابعة فجر اليوم.
وكان رئيس عشيرة البوناصر ناصر علي الندا ومحافظ صلاح الدين حمد حمود القيسي اللذين وصلا بغداد نهار امس على متن مروحية اميركية نقلا جثة الرئيس السابق على متن ذات المروحية بعد ان استلماه من احد مستشفيات بغداد بحضور مستشار رئيس الوزراء عبد الكريم العنزي في ساعة متأخرة من ليلة امس. وقال المحاظ القيسي لوكالة انباء اصوات العراق انه قام ورئيس عشيرة البو ناصر على الندا "بفحص جثمان صدام ولم يظهر به الا جرح على خده الايسر."
من جانب اخر لم يسجل بغداد حتى ظهر اليوم اي خرق عسكري كبير حيث كان هدد حزب البعث يوم امس بعمليات واسعة انتقاما لاعدام صدام.
وشهدت العاصمة بغداد ثلاث تفجيرات بسيارات مفخخة في منطقة الحرية شمال بغداد تحوي غالبية شيعية اذافة الى تفجير انتحاري في منطقة الكوفة المقدسة جنوب بغداد راح ضحيتهما نحو سبعين عراقيا. ويرجح ان يقف تنظيم القاعدة خلف هذه التفجيرات. وقلل عراقيون تحدثوا لايلاف صباح اليوم من ردود فعل البعثيين تجاه اعدام صدام بسبب عدم وجود قدرة عسكرية لجزب البعث داخل التنظيمات المسلحة في العراق حيث يغلب عليها الطابع الديني المتطرف كتنظيم القاعدة والجيش الاسلامي الذي كان حذر يوم امس الاول البعثيين من التحدث باسم المقاومة في العراق. مشددا على ان معركته "لتحرير العراق ستكون في بغداد" وفق بيان نشر في مواقع على الانترنيت.
"مشنقة العار"... آخر كلمات صدام قبل الشهادتين
بدا الرئيس العراقي السابق متحليا برباطة جأش في لحظاته الأخيرة لم يكن ذلك الرجل إلا الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي بدا أنه موثق اليدين وهو يقاد إلى المشنقة على يد أربعة رجال ملثمين ضخام الجثة يرتدون ملابس مدنية. لم يكن أي من الحاضرين الذين ظهروا في نسخة فيلم الإعدام هذه (والتي حصلت البي بي سي عليها) يرتدي زيا رسميا مميزا. أحد هؤلاء يتكلم مع صدام حسين بكلمات غير مسموعة بينما يتفرس فيه صدام كأنما يحاول أن يعرف هويته بعد أن رفض وضع غطاء أسود على رأسه.
يضع هذا الرجل قطعة قماش سوداء حول رقبة صدام، ثم يبدأ في لف حبل المشنقة حولها يساعده رجل آخر في شدها وإحكامها. في هذه الأثناء يهبط رجل خامس كان في المنصة نازلا الدرج الحديدي حيث كان يقف رجل سادس غير ملثم في أسفله، لكن ملامحه لم تكن واضحة، بينما بدا أنه يرتدي الكوفية الحمراء فوق رأسه. في هذه اللحظة بدا أن هناك آخرون لم يظهروا في الشريط المسجل، بينما بدا أن بعض الأنوار كانت تضيء للحظات ثم تختفي، دلالة على وجود مصورين فوتوغرافيين، فضلا عن كاميرات الفيديو.
دار حوار وجيز بين صدام والحضور الذين تابعوا لحظات إعدامه وبينما كان وثاق الحبل يشد على عنق صدام قبل إعدامه، يقول صدام: "يا الله"، ثم يردد أحد الحضور:" اللهم صل على محمد وعلى آل محمد"، ثم يردد بعضهم بعده نفس العبارة، ويتبعونها بالقول:" وعجل فـَرَجَهُم والـْعَن عدوهم"( عانين على ما يبدو الأئمة وفقا للمعتقدات الشيعية).
وفي الحال يردد شخص آخر اسم "مقتدى" ثلاث مرات( في إِشارة على ما يبدو إلى الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر) وهنا يقول صدام، الذي كان يقف بهدوء ورباطة جأش : " هيه هاي المشنقة... مشنقة العار" بينما كان يقاطعه أحد الحضور بقوله:" إلى جهنم". وبعدها يصيح أحدهم:" يعيش محمد باقر الصدر"، ثم يكرر آخر:" إلى جهنم"، وهنا يعلو صوت أحدهم قائلا:" رجاء لا..بترجاكم لا..الرجل في إعدام." وبعدها يبدأ صدام حسين بتلاوة الشهادتين:" أشهد أن لا إله وأشهد أن محمد رسول الله" واللتين يتلوهما المسلم عادة عندما يعرف أن منيته قد أزفت. ثم يسمع صوت جلبة، ويكرر صدام تلاوة الشهادتين، وقبل أن يكمل الشطر الثاني منها، يسمع صوت مدو يهوي معه جسد صدام ويختفي في فتحة تحت قدميه، وهنا تتعالى أصوات الحاضرين:" اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد."
ويسارع أحد الحاضرين إلى الهتاف بكلمتين:" سقط الطاغية." وهنا تسود أصوات هرج ومرج ، وبدا أن الحاضرين يسرعون إلى أسفل منصة الشنق لتفقد جثمان صدام الذي بدا رأسه متدليا تحت سطوع نور الكاميرات ناظرا لأعلى وقد التف حبل المشنقة حول رأسه. وبينما كان بصيص بريق الحياة يخبو من عينيه سريعا وأثار دماء تغطي وجهه صاح آحد الحاضرين ( على ما يبدو أنه طبيب) بالبقية ليتركوه خمس أو ست دقائق للتأكد من وفاته. وهنا يتواصل صياح الحاضرين وتلمع في المكان أضواء الكاميرات تلتقط صورا لجثمان صدام والروح تفارقه، وتتعالى أصوات بعضهم تحث آخرين على عدم الاقتراب.
ولاحقا بدت جثة صدام ممددة على الأرض ملفوفة بكفن أبيض، بينما ظهر أنه وضع على طرفه الأيسر وقد فارق الحياة، لتطوى بذلك مرحلة من مراحل العراق.