برلمانيون واساقفة يدينون إعدام صدام وصمت بلير يعرضه للهجوم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عادل درويش من لندن: أدان كبار رجال الدين ونواب البرلمان، خاصة الليبراليين، اضافة الى منظمات حقوق الانسان، اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ووصفوا نشر السؤولين العراقيين لصور فيديو لحظات تنفيذ الحكم بانها " مهينة للانسانية وغير مناسبة" بينما تعرض رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لهجوم شديد من المعارضين والساسة بسبب صمته وترك مهمة اصدار بيان رسمي لوزيرة الخارجية مارغريت بيكيت، التي جمع المعلقون على عدم كفائتها وقدرتها لملئ المنصب.
كما اجمع المعلقون والساسة، حتى الذين يوافقون على فكرة اعدام صدام، على استهجان وادانة تصرفات منفذي الحكم الذين تبادلوا الاهانات مع الزعيم العراقي السابق، والتقاط فيديو آخر عبر هاتف جوال نشر على الانترنت ، يسمع فيه بوضوح أصوات غالب منفذي الحكم، تهتف باسم مقتدى الصدر ( زعيم المليشيا الشيعية المثير للجدل) وصدام يسأل " من هومقتدى؟ وآخر يهتف باسم الحكيم، الزعيم الشيعي الذي اغتيل اثناء حكم صدام، وآخر يتهمه بتمزيق العراق، ورابع يتمنى ذهابه للجحيم،وصدام يسأله هل هذه شجاعتهم؟ وهم يعتدون عليه باللفظلحظات قبل اعدامه.واعتبر المعلقون والساسة هنا هذه التصرفات بمثابة وصمة على جبين الحكم العراقي الجديد وانتهاك للقوانين والأعراف المتبعة.
وكانت كل من منظمة امنتسي البريطانية وهيومان رايتس ووتش الأميركية ادانتا تنفيذ الحكم كانتهاك لحقوق الانسان، وكانت المنظمتان قد وصفتا سير محاكمات صدام بانه انتهاك للاعراف القانونية وسير العدالة.
وقال الأب جون غلادوين، اسقف كتدرائية تشلمسفورد، التابعة للكنيسة الانجليكية، ان رؤية فيلم اعدام صدام على الشاشات كان مقززا، حتى مع معرفة الجرائم التي ارتكبها صدام في حق الآخرين؛ لكنه عبر عن امله في ان تلعب هذه الصور دورها في تنبه الرأي العام الى مدى الضرر والأذى الذي يلحقه هذا النوع من العقوبة القضائية ( يقصد الاعدام)بالانسانية، وقال " ان الاعدام يفقد اهم عنصر في العقيدة المسيحية وهي الصفح."
وكرر ادانته لعقوبة الاعدام قائلا " انها تقلل من انسانيةالقائمين على تنفيذها ومنفذيها كما انها تقلل من القيمة الأخلاقية للمجتمع الذي يطالب بتنفيذها."
واتخذ اسقف ليدز وريبون، الأب جون بيكر موقف مشابها لأسقف تشيلمسفورد قائلا ان عملية اهانة وتحقير انسان بهذه الطريقة ليست عدالةوانما تؤدي فقط الى زيادة مشاعر وتصرفات عدم احترام الانسانية والى زيادة وانتشار العنف مضيفا " ان نشر صور الاعدام امر غير لائقعلى الاطلاق."
وتعبير " امر غير من لائق"Inappropriateفي الثقافة اللغوية الاجتماعية الانجليزية، أكثر قسوة وادانة مما تحمله الترجمة العربية، ويعتبر من اعلى درجات الادانة الأخلاقية والسلوك الاجتماعي.
اما الفاتيكان، الذي يعتبر الرائد الأخلاقي لمئات الملايين من الكاثوليك حول العالم، واقوى مؤسسة دينية - كنسية - عرفها التاريخ، ادان اعدام صدام " كمأساة" في حق الانسانية، متوقعا الا تساعد في عملية المصالحة والتماسك للمجتمع العراقي، وايضا تعبير "غير المساعد"Unhelpfulيعتبر ايضا مثل المشارك في الجريمة في اللغة الثقافية الانجليزيةويستخدم ديبلوماسيا لتوجه اللوم الشديد للدول والمنظمات .
وتزعم منزيس كامبل، زعيم حزب المحافظين المعارض، الجوقة السياسة المتزايدة في ادانتها لاعدام الرئيس العراقي السابق، قائلا " حتى طاغية مثل صدام يستحق بعض الكرامة والخصوصية في لحظة الموت" مضيفا انه سيتجنب مشاهدة الصور التي وصفها بانها مقززة، طالبا من العالم ان يسأل نفسه ماذا كانت هذه المناظر تساعد على دعم الكرامة الانسانية والاخلاقية ؟
واسف الزعيم الليبرالي لقراري الحكومة العراقية، بتنفيذ الحكم وببث الفيديو قائلا ان الانطباعخارجالنظام القضائي العراقي هو ان الاعدام نفذ بالنيابة عن قوات التحالف وان الحكومة كانت اداة في يد التحالف ، وانها " عدالة المنتصر."
كما انتقد حزبكامبل، الليبرالي المعارض، صمت بلير، الذي يقضي اجازة نهاية العام مع اسرته في فلوريدا، تاركا الامر لبيكيت لاصدار بيان مقتضب قالت فيه ان حكومة بريطانيا تعارض من ناحية المبدأ عقوبة الاعدام لكنها مرتاحة الى مواجهة صدام لحساب جرائمه.
وقال وزراء بريطانيون آخرون، في احاديث خاصة رافضين نشر اسمائهم، انهم غير مرتاحين للاعدام، وقال وزير آخر انه كنائب عمالي - وجميع الوزراء بالمناسبة، هم نواب منتخبين في البرلمان حسب التقاليد البريطانية - يعارض تماما عقوبة الأعدام وان صور تنفيذ الحكم " كانت قبيحة وفي غاية البشاعة".
لكن الوزراء السابقين في حكومة بلير كانوا أكثر صراحةفي ادانتهم لتصرفات الحكومة العراقية من زملائهم الحاليين الذي طلبوا عدم نشر اسمائهم. امادينيس ماكشين، الوزير المساعد السابق في وزارة الخارجية ايام كان جاك سترو وزيرا،قال ان صدام كان يجب الا يسلم ابدا للعراقيين لمحاكمته، بل كان يجب ان يحاكم امام محكمة الجرائم الدولية بعيدا عن العراق، على جرائمه ضد الانسانية." وقال انه ماكان يجب ان يعدم وانما يسجن مدى الحياة ، مضيفا ان اعدامه لن يساعد العراق على التقدم للأمام وان ذلك " خطأ آخرا يضاف الى قائمة الأخطاء الطويلة التي ارتكبتها الادارة الأميركية منذ تحرير العراق من طغيان صدام."
اما الزعيم العمالي توني بن، الذي يعتبر من قادة اليسار لأكثر من اربعة عقود، فقد ادان الاعدام قائلا ان تقديم هذا العمل على انه " انتصار للديموقراطية" سيجعل ألأوضاع اكثر سوءً في العراق.
وادان كارليل اوف- بيريومن الأحرار، والمعارض لعقوبة الاعدام، ان عرض الفيديو بهذه الطريقة جعل الاعدام علنيا وكأنه في ميدان عام مثلما حدث في سنوات الهمجية، وعودة للقرن الثامن عشر.