غموض وحذر يكتنفان موقف مصر حيال حماس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تصريح سليمان ورقصة التانغو وراء تأجيل زيارة مشعل
غموض وحذر يكتنفان موقف مصر حيال حماس
ولم يستبعد سليمان عواد المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن تفوض حركة "حماس" سلام فياض وزير المالية بتولي رئاسة الحكومة الفلسطينية الجديدة على أن تتولى عناصر من الحركة الحقائب ذات الصلة بالشأن الداخلي، إذ رد المتحدث الرئاسي على سؤال حول مدى حقيقة هذا السيناريو، قائلاً إنه تم التطرق إلى كل السيناريوهات بما فيها ذلك الأمر وغيره .
تصريحات سليمان
وعلى الرغم من عدم صدور أي بيانات في القاهرة ـ حتى الآن ـ تنفي التصريحات المنسوبة إلى رئيس الاستخبارات العامة المصرية، التي تحدثت عن ضرورة اعتراف حركة "حماس" بدولة إسرائيل، ونبذ العنف ونزع سلاحها حتى يكلفها محمود عباس بتشكيل الحكومة الجديدة لكن جبريل الرجوب مستشار الأمن القومي الفلسطيني بادر إلى نفي تلك التصريحات قائلاً إنه هاتف سليمان الذي نفى أن يكون قد تحدث مع أحد حول هذه الشروط، مؤكداً في هذا السياق أن لدى مصر التزاماتها الثابتة تجاه إقرار الاستقرار الإقليمي، وتجاه القضية الفلسطينية القائمة على الشرعية الدولية ومبادرة بيروت العربية .
من جانبه نفى موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" قبولها بأي شرط لتشكيل الحكومة، وقال "لا يعقل من أي مسؤول دولي أو عربي أو فلسطيني محب للسلام والخيار الديمقراطي أن يضع هذه الاشتراطات مسبقا لشعب تحت الاحتلال"، قائلاً إن "ذلك يعني مطالبة الحركة بإعلان هزيمتها والتخلي عن مبادئها"، ونفى أبو مرزوق انفراد "حماس" بأي قضية تخص الشعب الفلسطيني، ومؤكدا أن "هناك مشاورات مع بقية الفصائل ولا بد أن يكون هناك اجماع حول ذلك الأمر"، وفق ما نقل عنه اليوم .
وكانت تصريحات قد نسبت إلى عمر سليمان رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، الذي حضر اجتماع مبارك وعباس يوم أمس الأربعاء، ومفادها أنه ينبغي على حماس أن توقف العنف وتعترف بإسرائيل وتقبل اتفاقات السلام بما فيها خطة "خريطة الطريق"، وإذا لم تلتزم بهذه الشروط فلن يطلب منها عباس تشكيل الحكومة المقبلة .
التانغو الفلسطينية
من جانبه قال سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية إن موقف القاهرة من فوز "حماس" في الانتخابات يعد نتاجاً لعملية ديمقراطية، إن أحدا لايستطيع أن يعاقب الشعب الفلسطيني على خياره الديمقراطي، وأضاف قائلاً إن "خالد مشعل سيزور مصر"، موضحا أن مصر لها اتصالات مع كافة الفصائل الفلسطينية، وأشارا إلى جولات الحوار الفلسطيني في القاهرة في آذار (مارس) الماضي والتي أدت الى توافق آراء الفلسطينيين للتهدئة .
ومضى المتحدث الرئاسي المصري قائلاً "إن حماس وكافة الفصائل تعي المسؤولية بأهمية التدليل على أن هناك شريكا فلسطينيا يتحدث بصوت واحد قادر على تنفيذ خطة "خريطة الطريق"، وتحقيق السلام والتسوية النهائية" .
وكما وصف عواد عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين برقصة "التانغو"، التي تقتضي شريكين، فقد أبدى تفاؤلاً حين أشار إلى أن حماس بها عناصر واعية سياسياً، وتستطيع أن تقدر الموقف وتخلص النصيحة لقيادتها، غير أنه رفض الخوض في تفاصيل الإجابة على سؤال عن موقف مصر، إذا أصرت حركة "حماس" على موقفها من هذه الشروط التي تتحدث عنها إسرائيل والمجتمع الدولي للشراكة، واكتفى عواد بالقول إنه لا ينبغي استباق الأحداث، ولا ينبغي أن نأخذ مواقف سابقة من حماس، لأن السوابق تشير إلى احتمال تعديل القادة لمواقفهم، كما أنه لابد من أن نأخذ في الاعتبار التحولات الجارية في المنطقة حالياً" .
وأخيراً فقد حرص المتحدث الرئاسي أن يشدد على أن القاهرة ليست لها أجندة خاصة، ولا مطامع ولكنها تبغي دائما سلامة القصد وتخلص النصيحة دائما للفلسطينيين، فهناك مرجعيات للسلام يتعين على الجميع أن يلتزم بها"، حسب تعبيره .