إيران تقرر الحد من تعاونها مع الوكالة الذرية

رداً على تحويل ملفها النووي إلى مجلس الأمن
إيران تبلغ الوكالة الذرية اليوم باستئناف التخصيب

فيينا - لندن - إيلاف : أعلن مسؤول ايراني كبير ان طهران ستوجه رسالة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تبلغها بعزمها على استئناف تخصيب اليورانيوم وتقليص تعاونها مع الوكالة الى الحد الادنى. وقال احد اعضاء الوفد الايراني في فيينا في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" طالبا عدم كشف اسمه: "سنبلغ الوكالة اليوم باستئناف (نشاط) التخصيب ووقف تطبيق البروتوكول الاضافي" لمعاهدة الحظر النووي، وذلك رداً على قرار مجلس حكام الوكالة اليوم السبت رفع الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي .

وفي بروكسل رحب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا بقرار مجلس حكام الوكالة، وقالت المتحدثة باسمه كريستينا غالاش ان موقفه يعود إلى القلق الكبير الذي يثيره ملف ايران النووي. وإن قرار الحكام يبعث اشارة واضحة إلى إيران كي تمتثل لطلبات المجتمع الدولي وتتعاون كلياً مع الوكالة الذرية".

وكان رئيس الوفد الايراني الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية جواد وعيدي قد أعلن ان ايران ستحد من تعاونها الطوعي مع الوكالة، ردا على قرار رفع قضيتها الى مجلس الامن الدولي بسبب برنامجها النووي. وقال للصحافيين ان بلاده "ستعلق التطبيق الطوعي للبروتوكول الاضافي والمتعلق بمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية، الذي كانت تطبقه منذ ثلاث سنوات وكأنها صادقت عليه"، علماً بأن الحكومة كانت قد وقعت على البروتوكول الاضافي، لكن مجلس الشورى الايراني لم يصادق عليه.

واضاف وعيدي ان على ايران "ان تفعّل فورا القانون الذي اعتمده مجلس الشورى الايراني بالإجماع تقريباً عام 2005"، والذي ينص على معاودة تخصيب اليورانيوم على نطاق واسع في حال رفع هذا الملف الى مجلس الامن الدولي.

وفي حديث إلى التلفزيون الإيراني أوضح ان بلاده تعيد النظر في الاقتراح الروسي لحل ازمة ملفها النووي، بعدما رفعت المسألة الى مجلس الامن . وشدد على أن حكومة الجمهورية الإسلامية "باتت مرغمة على استئناف التخصيب في نطنز على نطاق واسع. وفي هذا الوضع ستتغير الظروف ولن تكون هناك اسباب كافية لمتابعة الخطة الروسية".

يذكر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت قد أعلنت ان مجلس حكام الوكالة قرر نتيجة لعملية تصويت ارسال الملف النووي الايراني الى مجلس الامن على خلفية الاشتباه بسعي ايران الى امتلاك السلاح النووي. وقد اعتمد القرار بأكثرية 27 عضوا ومعارضة ثلاثة (كوبا وسورية وفنزويلا) وامتناع خمسة (الجزائر وبيلاروسيا واندونيسيا وليبيا وجنوب افريقيا) على ما اوضح الناطق باسم الوكالة. وكانت استؤنفت في الصباح جلسات اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا حول ايران بعد تأجيلها لاجراء المزيد من المشاورات

وجاء في القرار الذي قدمته الدول الاوروبية الثلاث (المانيا وفرنسا وبريطانيا) انه "بعد ثلاثة اعوام من عمليات التحقق المكثفة، لا تزال الوكالة عاجزة عن توضيح بعض المسائل المهمة المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني او ان تخلص الى عدم وجود انشطة نووية (...) غير معلنة".

ويشير القرار ايضا الى "انعدام الثقة في نوايا ايران" ويطلب منها "توضيح انشطة محتملة يمكن ان يكون لها بعد نووي عسكري".

وكانت ايران حذرت عدة مرات من ان مثل هذه البادرة ستدفعها الى وقف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويتيح البروتوكول الاضافي الذي وقعته ايران بدون المصادقة عليه، اجراء عمليات رقابة مشددة لمنشآتها النووية.

ومن جهة اخرى علقت ايران طوعا قبل اكثر من سنتين الانشطة الحساسة المرتبطة بتخصيب اليورانيوم كبادرة حسن نية. وجاء الاجتماع الطارئ لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي دعا اليه الاوروبيون، اثر اعلان طهران في 10 كانون الثاني(ديسمبر) استئناف الانشطة المرتبطة بتخصيب اليورانيوم.