سورية تأسف رسميا لإحراق السفارات الغربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق : اسفت دمشق رسميا اليوم لاحراق متظاهرين سوريين عددا من سفارات دول الاتحاد الاوروبي على خلفية نشر صحفها رسوما تسيء للنبي الكريم . وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية " ان سورية تعرب عن اسفها لاعمال العنف التي رافقت مظاهرات الاحتجاج يوم امس وادت الى الحاق اضرار مادية ببعض السفارات في دمشق .
واضاف المصدر الذي نقلت تصريحاته وسائل الاعلام الرسمية " بأنه رغم التفهم لمشاعر الغضب الشعبي الكبير للاساءات التي استهدفت الرسول الكريم فانه من غير الجائز مخالفة قواعد القانون والنظام في القطر" .
واكد المصدر "ان سورية ملتزمة بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بضمان امن السفارات واعضائها وانه تم اتخاذ المزيد من اجراءات الحماية والحراسة على البعثات الدبلوماسية وان لاصحة على الاطلاق عن وجود اي تهديدات تستهدف رعايا بعض الدول في سورية ". واغلقت السفارة الاميركية والمركز الثقافي الاميركي والمدرسة الاميركية في دمشق ابوابها لاسباب امنية وكثفت السلطات السورية تواجدها امام ابواب السفارات والمصالح الاجنبية تحسبا لاي طوارئ ، فيما افاد السفير النروجي في دمشق، سفين سفيرج بأنه " طلب تعزيز الاجراءات الامنية حول السفارة " بعد أن عادت قضية الرسوم المسيئة للرسول " لتحتل عناوين الصفحات الأولى في الصحف إلا أن الأمن السوري لم يستجب لطلبنا".
وأصدرت الخارجية الدنماركية بيانا حذرت فيه مواطنيها من السفر إلى سورية وحثت جميع رعاياها المقيمين في سورية على مغادرتها واعتبرت ان "الموقف بالنسبة إلى الدانماركيين تطور بشكل سلبي للغاية في سورية خلال الساعات القليلة الماضية" ، وكان آلاف من المسلمين الغاضبين في دمشق قاموا السبت، باشعال النار في اربع سفارات اوروبية والقوا الحجارة على المبنى، ثم تدافعوا من فوق الاسوار ليقتحموا الطوابق كلها، ودمروا ما بداخلها من وثائق وحواسب، ثم قذفوا بها الى الخارج ، ثم ثبتوا علما اخضر اللون يحمل عبارة لا اله الا الله محمد رسول الله ، وكاد الامر يمتد الى السفارة الفرنسية في الجسر الابيض الا ان رجال حفظ النظام حالوا دون ذلك .
وقال وزير الخارجية الدنماركي بير شتيج مولر "انه من غير المقبول تماما ألا توفر السلطات السورية الحماية لسفارتنا "، واضاف أنه قام بإبلاغ هذا الأمر إلى وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ، وحثت النروج ايضا رعاياها على مغادرة دمشق فيما وصف وزير الخارجية النروجي يوناس غار ستور إحراق متظاهرين سوريين مقر سفارة بلاده في دمشق بأنه "مرفوض بالكامل" ، وأشار الى أن الشرع قدم اعتذاراً وعبر عن أسفه مما حدث ، وأكدت ليلى فريفالدس وزيرة خارجية السويد أنها ستستدعي السفير السوري لدى بلادها لتقديم احتجاج شديد اللهجة معتبرة أن هذا الامر تصاعد أكثر مما ينبغي وتابعت "نحن نتوقع الحصول على الحماية التي يحق لنا المطالبة بها إذ من غير المقبول على الاطلاق أن تسمح سورية بان تتطور الاحتجاجات إلى هذا الشكل وألا تكون قادرة على حماية سفارات البلدان الاخرى" .
ورفض وزير الاوقاف السوري زياد الدين الايوبي رفضا قاطعاإقدام بعض المواطنين السوريين على إحراق سفارتي الدنمارك والنروج في دمشق واعتبرها طريقة غير حضارية في التعبير وقال وزير الاوقاف إنه من حق الشعب الاحتجاج والتعبير عن مشاعره ، ولكن ليس من حقنا أن نتجاوز الحدود التي رسمها لنا الإسلام والحضارة الاسلامية في الاحتجاج .
واضاف الايوبي أن الدنماركيين فعلوا ما فعلوا لأن لهم أخلاقهم ولكن نحن أبناء رسالة وحضارة وإنسانية ومثل وقيم والذين في بلادنا هم في عهدتنا وذمتنا وعلينا المحافظة على الاخرين حتى وإن لم يحافظوا علينا
وعبر الدكتور أحمد حسون مفتي سورية عن أسفه لأن تخرج في دمشق مظاهرة غير منضبطة وغير معبرة بالأساليب التي تعلمنا عليها في بلادنا وقال إن الحوار يكون منطقه الحوار العلمي والعقلي المنضبط .
وأكد المفتي أن ما حدث من إساءة للرسول الكريم في الصحف الدنماركية والنروجية أحزننا وآلمنا ولكن علينا ألا نوجهه من خلال فقدان لغة العقل والحوار والصداقة مع الاخرين ولا بالسماح للغة الصدام أن تسيطر على لغة العقل والفكر أو أن تتحول إلى هدم أو حرق في الممتلكات فالإرهاب لغة الآخرين وليس لغتنا.
وكشف حسون أن السفير الدنماركي في دمشق قدم إليه كتاباً رسمياً من رئيس الوزراء الدنماركي يعرب فيه عن أسفه لما حدث ويدين الرسوم في الصحيفة مشيراً إلى انه تم الاتفاق على أن تقوم الصحيفة نفسها بنشر مقالات لبعض الكتاب المسلمين في الدانمارك والتي تقدم أوصاف النبي الحقيقية .
وحّمل الرئيس الأميركي جورج بوش الحكومة السورية مسؤولية إحراق سفارتي الدنمارك والنروج لديها معتبرا ان "مثل هذا( العنف) لا يمكن أن يحدث دون موافقة الحكومة".
وقال في بيان رئاسي صدر عن البيت الابيض نحمل سورية مسؤولية هذه المظاهرات العنيفة التي لا تنظم في تلك الدولة دون علم الحكومة ودعمها.
و استدعت الخارجية الأميركية السفير السوري في واشنطن الدكتور عماد مصطفى ل""مطالبة دمشق بالتحرك الفوري لحماية البعثات الدبلوماسية والرعايا الأجانب فيها"" . ورأى الناطق الرئاسي الاميركي سكوت ماكليلان، أن فشل الحكومة السورية بتوفير الحماية لمقار البعثات الدبلوماسية ""رغم بوادر عنف مخطط"" أمر لا يمكن تبريره." وقال "نقف تضامناً مع الدنمارك والحلفاء الأوروبيين في معارضة التصرفات العنيفة في سورية اليوم."
وإمتدح ماكليلان موقف رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن الرافض للاعتذار عن" حرية الصحافة في بلاده"وقال إننا "نمتدح بيانات راسموسن" المسؤولة" والتي دعت مؤخراً إلى التسامح واحترام جميع العقائد وحرية الصحافة."
وكان متظاهرون سوريون غاضبون اجتاحوا سفارات نشرت صحفها الرسوم المسيئة الى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .
ففي بداية مظاهرة غاضبة خرجت في شوارع دمشق حاصر الاف السوريين السفارة الدنماركية قبل ان يتمكنوا من اقتحامها واضرام النار فيها دون ان يتمكن رجال الامن من منعهم .
ولكن المتظاهرين لم يكتفوا بالسفارة الدنماركية اذ زحفوا الى حي المزة واضرموا النار في السفارة النروجية التي انطلقت شرارة الرسوم من صحفها وبدا وكأن المتظاهرين لن يوقفهم اي شيء للتعبير عن حنقهم وغضبهم ازاء اهانة نبيهم .
وكان مواطنو حلب (شمال البلاد) ودمشق صاموا يوم الخميس الماضي تضامناً مع النداء الموجه من دول الخليج للدعاء للرسول الكريم والابتهال الى الله لمعاقبة المسيئين وانتشرت في شوارع ومحلات البيع في دمشق دعوات تنادي بمقاطعة البضائع الدنماركية وبضائع الدول التي أعادت نشر الصور.
وأكد ائمة المساجد في صلاة الجمعة الماضية أن هذه الحملات والافتراءات يقف وراءها اللوبي الصهيوني الذي يعمل على نشر الأكاذيب والأضاليل مستهدفاً الإسلام والمسلمين، وايقاع العداوة بين أتباع الشرائع السماوية"، ودعوا الى "ضرورة محاسبة المسيئين للاخلاق والقيم الروحية ودعوا الى مقاطعة بضائع الدول التي تسيء للإسلام والمسلمين وتسعى إلى نشر بذور الفرقة والاختلاف بين الشعوب والأمم واوضحوا أن المسلمين يقدسون الأنبياء جميعاً ويحترمون المعتقدات لجميع الأديان.
الدكتور زياد الدين الايوبي وزير الاوقاف اكد خلال لقائه سفير الدنمارك في دمشق ان نشر رسوم تسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الصحف الدنماركية حدث مؤلم وينال مشاعر المسلمين جميعا مشيرا الى ان الانسانية يجب ان تحترم عقائد الاخرين
واشار الدكتور الايوبي الى ضرورة ان تعالج الحكومة الدنماركية بوضوح هذه المسألة لوضع حد للوبي الصهيوني الذي يسيء الى العلاقات بين الشعوب لافتا الى ان اثارة مثل هذه الفتن وراءها الايدي الصهيونية التي تثير الفساد بين الامم والشعوب
وعبر السفير الدنماركي عن الالم والغضب الموجودين في الدنمارك نتيجة نشر تلك الرسوم مستنكرا لما حدث ودعا الى ضرورة فتح صفحة جديدة من خلال الدخول في حوار مبني على التفاهم واحترام العقائد الدينية ومعالجة هذه القضية المهمة جدا
وكان انذار هاتفي كاذب عن وجود قنبلة في السفارة الدنماركية في دمشق الاسبوع الماضي ، أدى الى اجلاء الموظفين من مبنى السفارة، فيما أقامت قوات الامن حواجز على الشوارع المؤدية للمبنى وقامت بتفتيشه.
ولم يعثر على أي قنابل وسمح للعاملين بالعودة الى مبنى السفارة بعد ساعة كما استدعت وزارة الخارجية السورية سفيرها في كوبنهاغن للتشاور والاستفسار عن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الدنماركية ازاء التصرفات المدانة التي ظهرت في بعض الصحف الدنماركية والتي تمس شخص الرسول العربي محمد صلى الله عليه وسلم وتشكل انتهاكا للحرمات والمقدسات لدى مئات الملايين من العرب والمسلمين.