تركي الفيصل: الرسوم مشينة و ندعو الى الهدوء

واشنطن: إنتقد السفير السعودي في الولايات المتحدة تركي الفيصل، في مقابلة اجرتها معه اليوم شبكة سي.ان.ان التلفزيونية، "الرسوم الكاريكاتورية المشينة" للنبي محمد التي نشرت في اوروبا، لكنه دعا الى العودة الى الهدوء والحوار. وقال ان "هذه الرسوم الكاريكاتورية مشينة ... انها رسوم مفزعة للنبي محمد".

واضاف "منذ البداية، تطرق اشخاص من الطرفين الى هذه المسائل من دون ان يقيسوا نتائجها"، وطلب "من الطرفين العودة الى الهدوء والحوار بدلا من الحرائق وعمليات السلب ورمي الحجارة".وردا على سؤال عن رسوم كاريكاتورية نشرتها صحف سعودية ولاسيما منها رسم لاسرائيلي مع نجمة داود يشرب الدم، في صحيفة "اليوم"، في الرابع من كانون الاول(ديسمبر) 2005، اعتبر السفير السعودي انها كانت "مهينة ايضا"، واضاف ان "من الضروري ان نأخذ في الاعتبار ان قضية فلسطين، القضية الفلسطينية التي لم تحل، تولد هذا الشعور الذي يخالجنا في العالم العربي، وخصوصا حيال اسرائيل".

الى ذلك دعا الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي "اقلقته" الاحتجاجات على نشر الرسوم الى الهدوء، معتبرا ان "الغضب لا يمكن ان يبرر العنف". وقال انان ان المظاهرات العنيفة ولاسيما منها تلك التي استهدفت سفارتي الدنمارك والنروج في سورية ولبنان قد "اقلقته". واضاف المتحدث باسمه ستيفان انه "يشاطر كثيرا من المسلمين الأسى الذي شعروا به على اثر نشر رسوم كاريكاتورية معتبرين اياها مهينة لدينهم". لكنه دعا "المسلمين الى قبول اعتذارات الصحيفة الدنماركية" التي كانت اول من نشر الرسوم، والى "طي الصفحة"، والتصرف "بروح دين يشتهر بقيم التسامح والرحمة".

واضاف المتحدث ان الامين العام "يشدد على ان الغضب لا يمكن ان يبرر العنف، خصوصا اذا كان يستهدف اشخاصا لا يتحملون مسؤولية تلك الرسوم". ودعا ايضا "جميع الاطراف ولاسيما منها الحكومات والسلطات الدينية والعلمانية، الى بذل كل ما في وسعها لخفض التوتر وتجنب الافعال والاقول التي تؤججها".

وجاء في البيان الذي تلاه المتحدث، ان انان قال "لقد حان الوقت لأن يتوحد ذوو النيات الحسنة من جميع الاديان والطوائف، في روح من الحوار والاحترام المتبادل".

من جهة أخرى، انتقد مجلس العلاقات الاميركية-الاسلامية المظاهرات العنيفة التي تلت نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد. وذكر المجلس في بيان "انه يدين كل تصرف عنيف يقوم به الذين يتظاهرون ضد الرسوم الكاريكاتورية".

واعتبر من جهة اخرى ان الجدال لم ينبثق من نقاش حول "حرية التعبير" انما من "التحريض على الكراهية". واضاف البيان ان "من حق الجميع الاحتجاج بصورة سلمية ضد حملات تجديفية استهدفت صورا دينية، لكن على المتظاهرين الا يعززوا الانماط القائمة من خلال اللجوء الى العنف او الخطابات التي تصب الزيت على النار". ودعا المجلس رجال الدين المسلمين في الولايات المتحدة الى تقاسم معلوماتهم عن النبي مع المؤمنين من الاديان الاخرى.