استنفار يمني عبر الانتربول
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد الخامري من صنعاء: بعد الاجتماعات المتواصلة للقيادات الامنية اليمنية والتي استمرت لاكثر من ثلاثة ايام شبه متواصلة بعد تمكن تنظيم القاعدة من تنفيذ اضخم عملياته باليمن وذلك بتهريب 23 شخصاً من كبار قادته باليمن من سجن الامن السياسي "الاستخبارات" يوم الجمعة الماضية عبر مصلى النساء بجامع الاوقاف "المغلق حالياً" والذي يخطب فيه القاضي حمود الهتار رئيس لجنة الحوار الفكري مع اعضاء تنظيم القاعدة باليمن ، أصدرت الشرطة الدولية (الأنتربول) أمس تحذيراً دولياً عاجلاً تحت بند "التحذير البرتقالي" الذي يصدره الانتربول عادة للتحذير من طرود مفخخة او اسلحة مخفية.
وكان عدد من الخبراء الذين يعملون في المجال الامني قالوا ان التحذير الذي اطلقه الانتربول لتعقب الفارين من تنظيم القاعدة يعتبر الأول في تاريخه من حيث اللهجة الحادة والتحريضية التي صيغ بها التحذير والاجراءات المصاحبة له خصوصاً وان من اطلقه هو الامين العام للشرطة الدولية "رونالد كي نوبل" الذي طلب من السلطات اليمنية توفير جميع التفاصيل عن المتهمين بشكل عاجل بما في ذلك أسمائهم وصورهم وبصماتهم وأية معلومات أخرى توافرت حولهم لكي تتمكن المنظمة من وضعهم على لائحة المطلوبين الدوليين أو إصدار تحذير أحمر لكل واحد منهم لتتمكن الشرطة من التعرف عليهم في جميع أنحاء العالم ، حيث طالب بتشديد المراقبة على جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية تحسبا لمحاولة تسلل الفارين الى خارج اليمن باعتبار ان هروب واختفاء متهمي القاعدة يمثل خطراً واضحاً وقائماً لجميع دول العالم ، مشيراً الى ان الفارين يعتبرون من اخطر قيادات تنظيم القاعدة، حيث شارك بعضهم في الهجوم على المدمرة الأميركية كول في شواطئ عدن عام 2000، والفرنسية لومبورج في شواطئ المكلا عام 2002.
على صعيد آخر قلل مسؤول في الخارجية الأميركية في تصريحات نشرتها صحيفة الشرق الأوسط من شأن حادث فرار 23 من أعضاء تنظيم القاعدة من سجنهم في اليمن.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن الصحافة تبالغ أحيانا في وصفها لمثل هذه الحوادث وأن الفارين سرعان ما يعاد إلقاء القبض عليهم. وفي المقابل اعتبر مسؤولون يمنيون هروب هذا العدد من كبار عناصر القاعدة ، من داخل أسوار سجن الأمن السياسي في العاصمة اليمنية بمثابة عملية من أضخم عمليات "القاعدة" في اليمن. وأعلنت وسائل إعلام الحزب الحاكم في اليمن أسماء الفارين، وكان من بينهم جمال البدوي، المتهم الثاني في قضية تفجير المدمرة الأميركية كول"، و"فواز الربيعي أبرز المتهمين في قضية تفجير ناقلة النفط الفرنسية لومبيرغ".
وكان البدوي قد قاد عملية هروب مماثله من سجنه في عدن عام 2003 لتسعة من المتهمين معه في قضية كول بعد حفر حفرة في دورة مياه السجن قبل أن تتمكن أجهزة الأمن القبض عليهم ونقلهم إلى سجن الأمن السياسي بصنعاء وتقديمهم إلى المحاكمة. وقالت الصحف اليمنية إن الفارين الجدد حفروا نفقا يزيد طوله عن ثلاثمائة متر، من مصلى النساء في جامع الأوقاف القريب من مبنى جهاز الأمن السياسي إلى زنازين السجناء، مروراً بساحة واسعة تفصل السور عن غرف السجناء.
وتم اكتشاف هروب السجناء حينما فتحت غرف السجن لاستدعاء أحدهم للتحقيق، حيث تم اختيار الوقت وفقا لما نشرته الصحف اليمنية بدقة شديدة في فترة قيلولة نادراً ما يدخل فيها مسؤولو السجن إلى زنازين السجن. وقالت مصادر أمنية يمنية إن الآلات التي استخدمت في الحفر حديثة، وهو ما سهل على الجناة تنفيذ عملية الحفر بدون أن يشعر أحد من رجال الحراسة.
وكان امين عام منظمة الشرطة الدولية رزنالد كي نوبل أوضح في تصريحات صحافية أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن وعدداً كبيراً من الدول والمنظمات والأنتربول يعتبرون القاعدة تهديداً عالمياً لذلك لا يمكن اعتبار هروبهم مشكلة داخلية لليمن وحدها ومشيراً إلى أن التلكؤ في إصدار التحذير الأحمر بحقهم سيمكنهم من حرية التنقل وتفادي القبض عليهم والمشاركة في عمليات إرهابية أخرى ، مطالباً الدول باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة داخل حدودهم وعلى المنافذ والحدود لتفادي تسللهم اليها ، كما طالبهم بتوفير الدعم للسلطات اليمنية للقبض عليه.