مراسم عاشوراء تؤكد الولاء للرسول محمد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تنديد واستنكار للرسومات المسيئة
مراسم عاشوراء تؤكد الولاء للرسول محمد
وكما هي العادة السنوية في مثل هذا اليوم من كل عام أحيا المسلمون ذكرى واقعة كربلاء الدموية واستشهاد الإمام الحسين "ع" حفيد الرسول الأكرم(ص) الذي تعرض لهجمة الإساءة التي تسببت في إثارة الشارع الإسلامي الذي استشاط غضبا واستنكرا من هذا العمل الذي يسئ لرمز ديني مقدس لدى أكثر من مليار ونصف مسلم في العالم وأدى إلى مقاطعة البضائع, وخروج المظاهرات وتعرض بعض السفارات في بعض الدول العربية والإسلامية للاقتحام والتخريب.
وبما أن عاشوراء ما هي إلا مناسبة لأحياء أهداف وقيم الإمام الحسين (ع) - التي هي امتداد لفكر جده النبي محمد (ص) - الذي خرج من اجل الإصلاح في امة جده وضحى بدمه وبدم أبنائه وأخوته وأصحابه في سبيل إنقاذ رسالة جده المصطفى فان الشيعة في هذا العام أحيوا المناسبة بدمج نداء يا حسين بلبيك يا رسول الله, ولبشاعة حدث الإساءة والنيل من شخصية الرسول (ص), وأقيمت ملتقيات في مخيمات للدفاع عن شخصية خاتم الأنبياء من خلال نشر فضائله والتأكيد على أهمية الاحتجاج والاستنكار والمقاطعة, والتوقيع على عريضة احتجاجية مفتوحة, وتوزيع بيانات الاستنكار.
وقد أكد الخطباء والعلماء من خلال الخطب والمحاضرات والمهرجانات في هذه المناسبة على أهمية احترام الرسالات السماوية ورموزها والدفاع عن شخصية نبيي الرحمة وخاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه واله, الذي هو رحمة للعالمين, وإنقاذ للبشرية, والترحيب بما قام به أبناء الوطن والأمة بالاحتجاج والاستنكار والتنديد ومقاطعة البضائع للدول المسيئة لرمز الأمة بصورة حضارية.
حيث أكد السيد علي الناصر "من كبار علماء الدين الشيعة في السعودية" ان ما قامت به الصحيفة الدنمركية وغيرها من نشر رسوم للرسول صلى الله عليه واله وسلم بأوضاع مهينة بدعوى الحرية والادعاءات الفاسدة, على مرأى ومسمع كل المسلمين, ما هي إلا الذلة الواضحة للإنسانية كافة لأنها تنال كرامة الإنسان الأكمل. لأنها إساءات إلى النبي العظيم الذي هو سيد الأنبياء والمرسلين والذي جاء بدعوة الحق, والذي يمثل بوجوده شرف الإنسانية فهو الإنسان الأكمل. مضيفا إن من أصول الإيمان إيماننا بأن الرسول أفضل الخلق ويجب أن يكون حبنا للرسول أقوى من حبنا لأهلنا وأعراضنا وأموالنا بل أقوى من حبنا لأنفسنا, مقتضى هذا الحب أن نفتدي الرسول بأرواحنا وأن نكون غيورين على كرامته.كما رحب السيد السلمان بما قامت به الحكومة السعودية قائلا: أننا نفتخر بحكومتنا التي سحبت سفيرها وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع الدنمارك, وانه ينبغي معاداة من عادى الله ورسوله, مذكرا بالتضحيات التي قدمها حفيد النبي الإمام الحسين سيد الشهداء "ع" الذي كان يحمل الغيرة على الدين, فالحسين إنما استشهد غيرة للحق والدين, حيث قال - ألا إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولكن خرجت من أجل الإصلاح في أمة جدي - فالحسين ضحى بأغلى ما لديه, فقد ضحى بالأخ البطل قمر بني هاشم, وضحى بالطفل الرضيع, وضحى بأهله ونساءه, وضحى بنفسه من أجل الدين.
وارجع الشيخ الصفار "مفكر وخطيب وعالم دين" سبب التطاول على النبي الأكرم إلى ضعف الأمة الإسلامية على مختلف الصعد محملا الفئات المتعصبة والإرهابية النصيب الأكبر تجاه ما يواجه الأمة من الإساءة والانتقاص من مقدّساتها. مطالبا مفكري وقادة الأمة للسعي الجاد في نشر السيرة العطرة عبر طباعة الكتب وتصوير الأفلام عن شخصية الرسول ص وذلك بمختلف اللغات, حتى يتعرف العالم على هذه الشخصية العظيمة.
كما طالب الشيخ حسن النمر "مفكر وعالم دين" توحيد المواقف لقادة وشعوب العالم الإسلامي للتصدي للهجوم المنظم للنيل من مقدسات المسلمين, ولحفظ كرامة الأمة الإسلامية, وذلك عبر اتخاذ الإجراءات الرادعة على أعلى المستويات لمنع تكرار هذه المواقف المخزية السيئة من التطاول على الشخصيات والرموز المقدسة.
وشهدت مجالس إحياء عاشوراء في مدن وقرى المنطقة الشرقية بالسعودية حضورا كثيفا من الجنسين ومن مختلف الأعمار, وبرامج متنوعة مميزة, والتخطيط والترتيب والاستعداد المسبق للمناسبة من إقامة الخيام الكبيرة وتوفير شاشات العرض, والمواصلات, وساهم في إنجاح المناسبة الحزينة التي بهذه القوة وقوع المناسبة في فترة إجازة مدرسية في السعودية, وكذلك تطور مستوى المحاضرات والخطب, التي تؤكد على أهداف ثورة الإمام الحسين الخالدة لإصلاح الأمة وتحرير الإنسان من سلطة الاستبداد والحكومات الظالمة, وقيمة التضحية والإباء, وأنها ثورة تتجدد مع كل جيل وكأنها حدث جديد, كما لا تخلو المحاضرات والمجالس الحسينية من المواضيع الفكرية والثقافية والاجتماعية التي تهم الساعة ومن التركيز على التمسك بالأخلاقيات الدينية والإنسانية, وثقافة التسامح والحقوق والمواطنة, وشيوع ظاهرة برامج التبرع بالدم التي أصبحت احد المظاهر المصاحبة لعاشوراء الحسين خلال السنوات الأخيرة في جميع المدن والقرى.
ولم تشهد عاشوراء هذا العام في السعودية أي مشاكل أمنية أو تنظيمية سوى ما قامت به الجهات الأمنية باستدعاء مسئولا لأحد الحسينيات في مدينة سيهات بسبب زيارة وفد صحفي من وكالة رويتر للأنباء لتغطية فعاليات حسينية الإمام الحسين ع. كما منع الشيعة من إقامة أي فعاليات للمناسبة في حاضرة الدمام وقد استجاب الأهالي لذلك تجنبا لأي مشاكل مما أدى إلى توجههم إلى مدن وقرى محافظة القطيف التي شهدت ازدحاما كثيفا غير مسبوق. واختناق في الطرق وخاصة عند مداخل مدن سيهات والقطيف في الذهاب وعند مداخل مدينة الدمام والخبر أثناء العودة. وساهم رجال الأمن في إقامة الحواجز الأمنية وتسهيل حركة المرور بالمشاركة مع أعضاء اللجان التنظيمية.
ويأمل المواطنون الشيعة في السعودية في ظل الإصلاحات والانفتاح والحوار الوطني والتواصل بين جميع التيارات تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن لا يكون هناك تحفظ أو ريبة لدى البعض من ممارسة المواطنين الشيعة لشعائرهم في مناطق تواجدهم, كما يأملون أن يشارك إخوانهم المواطنين في المناسبة التي هي ذكرى لمصاب حفيد النبي محمد ص الشخصية التي يفتخر بها كل مسلم بالدفاع عنها هذه الفترة, كما طالب البعض قيام الإعلام المحلي المرئي والمسموع والمشاهد بتغطية بعض جوانب لتلك الفعاليات كما يحدث في الكثير من البلدان.