طالباني: اتفقنا مع علاوي واختلفنا مع الشيعي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تحالفات سياسية تضع صعوبات أمام مهمة الجعفري
طالباني: اتفقنا مع علاوي واختلفنا مع الشيعي
أسامة مهدي من لندن : يبدو ان مهمة الائتلاف العراقي الشيعي الموحد لتشكيل الحكومة الجديدة بقيادة ابراهيم الجعفري الفائز بتصويت اعضائه اليوم ستشهد صعوبات كبيرة اثر اعلان الرئيس العراقي جلال طالباني اتفاق التحالف الكردستاني مع مجلس العمل المشترك الذي ضم خمسة قوى سياسية اخرى وتعثر مباحثاته مع الائتلاف الامر الذي سينقل معركة الموافقة على ترشيح الجعفري الى مجلس النواب الجديد المنتظر انعقاده في الخامس والعشرين من الشهر الحالي قي وقت اعلن رئيس مجلس مفوضي المفوضية العليا للانتخابات العراقية عز الدين المحمدي استقالته من منصبه .
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع السفير الاميركي في بغداد زلماي خليلزاد بعد ساعة من ترشيح الائتلاف العراقي رسميا للجعفري رفض الرئيس العراقي التعليق على هذا الترشيح لكنه فجر قنبلة سياسية باعلانه اتفاق قائمة التحالف الكردستاني مع مجلس العمل المشترك الذي شكلته القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي مع جبهة التوافق السنية التي تضم مؤتمر اهل العراق بزعامة عدنان الدليمي والحزب الاسلامي بقيادة طارق الهاشمي وجبهة الحوار الوطني برئاسة الشيخ خلف العليان اضافة الى مجلس الحوار العراقي بقيادة صالح المطلك وهو المجلس الذي سيضم 80 عضوا في مجلس النواب الذي يضم 275 عضوا ليكون الكتلة الثانية فيه بعد الاتلاف الحائز على 128 صوتا ولياتي التحالف الكردستاني ثالثا من خلال حصوله على 53 صوتا .
واضاف طالباني ان اتفاقا قد تم مع مجلس العمل المشترك على اسس واضحة لاهداف مشتركة سيتم العمل على تحقيقها واكد رفض التحالف للخطوط الحمراء التي اعلنها الائتلاف الشيعي ضد اشتراك قائمة علاوي واضاف ان عدم اشتراكها هو خط احمر بالنسبة للتحالف . وشدد على ضرورة قيام حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جميع القوى السياسية وقال "ان التحالف الكردستاني لن يشارك في حكومة يتم فيها استبعاد القائمة العراقية الوطنية التي يترأسها الدكتور اياد علاوي". واضاف"ان وجود خطوط حمراء على القائمة العراقية يعني وجود خطوط حمراء ايضا على قائمة التحالف الكردستاني". واشار طالباني الى ان مسيرة العملية السياسية تعثرت بسبب اصرار البعض (في اشارة الى الائتلاف) على استبعاد القائمة العراقية من الحكومة المقبلة". واوضح ان التحالف الكردستاني لن يقبل باستثناء اي من الكتل السياسية في البرلمان الجديد وسينسق مع الاطراف كافة من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤكدا اهمية انبثاق هذه الحكومة لتحقيق الامن والاستقرار في العراق .
من جانبه اعرب زلماي خليلزاد عن امله في ان تمضي الكتل السياسية قدما من اجل الوصول الى اتفاق لتشكيل الحكومة باسرع وقت ممكن واختيار العناصر الكفوءة لاشغال المناصب الوزارية واكد ضرورة الاتفاق على الية داخل الحكومة لكيفية اتخاذ القرارات وتنفيذ البرامج الحكومية في اشارة الى مقترح رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بتشكيل مجلس يضم القادة العراقيين يطلق عليه اهل الحل والعقد .
مصادر عراقية تحدثت معها "ايلاف" اشارت الى ان تصريحات طالباني تضع عقبات حقيقية امام تشكيل الائتلاف للحكومة واستبعاد قوى سياسية فاعلة من المشاركة فيها واوضحت ان عدم حصول اتفاق بين الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستاني سيدفع هذا الاخير لتشكيل كتلة كبيرة داخل مجلس النواب مع مجلس العمل المشترك تعزل الائتلاف وتسقط مرشحه لرئاسة الحكومة المقبلة . واضافت ان المخرج الوحيد امام الجعفري هو تقديم تنازلات للقوى السنية ولقائمة علاوي لضمان تعاونها معه لكن هذا قد يخلق له متاعب داخل الائتلاف نفسه حيث ترفض بعض فصائله التعاون مع تلك القوى وخاصة الكتلة الصدرية ولها 30 صوتا والتي ترفض اشراك قائمة علاوي في الحكومة وهي الكتلة التي رجحت فوز الجعفري خلال التصويت اليوم .
وقالت انه في حال الذهاب الى مجلس النواب للحصول على موافقته على ترشيح الجعفري فانه من الارجح عدم حصوله على هذه الموافقة التي تتطلب فوزه ب140 صوتا من اعضاء المجلس البالغ عددهم 275 عضوا خاصة اذا صوت ضده التحالف الكردستاني باعضائه ال 53 ومجلس العمل المشترك باعضائه الثمانين اضافة الى اصوات عدد من نواب القوى الصغرى الفائزة والتي يمكن ان تبلغ عشرة مع عدد من اصوات اعضاء الائتلاف نفسه الذين لم يصوتوا له اليوم . واشارت الى ان رفض مجلس النواب للجعفري سيقرب من فرص عادل عبد المهدي لتولي المنصب او دخول البلاد في ازمة سياسية قد تبعد الائتلاف في النهاية عن تشكيل الحكومة الجديدة وهو امر سيسعى بكل مايملك من قوة لتفادي الوصول اليه .
ولاحظت المصادر ان زعيم الائتلاف رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبد العزيز الحكيم قد غادر المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد انتهاء التصويت على مرشح الائتلاف لتشكيل الحكومة الجديدة وقبل انتهائه وقالت يبدو ان الحكيم غير راض عن فوز الجعفري على حساب مرشح المجلس الاعلى عادل عبد المهدي نظرا لما يدركه الحكيم من المصاعب التي ستواجه الائتلاف في ظل اختيار الجعفري .
وعلى الصعيد نفسه اعتبرت القائمة العراقية اختيار الجعفري شأنا داخليا يخص الائتلاف وهو صاحب الأمر في الاختيار .
وقال الناطق باسم القائمة العراقية إن القائمة العراقية ليس لديها اي اعتراض على ترشيح الجعفري لمنصب رئيس الوزراء واوضح ان القائمة العراقية ستدرس برنامجه وفي ضوئه ستحدد موقفها". وابلغ الوكالة الوطنية العراقية للانباء ان القائمة العراقية ستتفاوض مع جميع الكتل السياسية ومن ضمنها الائتلاف لتشكيل حكومة وحدة وطنية .
كما اعتبرت جبهة التوافق العراقية السنية اختيار الجعفري المرحلة الأولى لتشكيل الحكومة المقبلة.
وقال رئيس الجبهة عدنان الدليمي إن على قائمة الائتلاف العراقي ان تدرك ان الاستئثار بالسلطة لن ينهي المشكلة العراقية وانما الذي يساعد على حل الازمة العراقية هو التوافق بين جميع مكونات الشعب العراقي للعمل على تشكيل الحكومة المقبلة . واشار إلى إن تشكيل الحكومة المقبلة اذا كانت توافقية فانها ستكون قادرة على استقلال العراق والحفاظ على أمنه وسيادته". وطالب الدليمي "الحكومة العراقية باطلاق سراح المعتقلين وايقاف المداهمات والاعتقالات والاغتيالات كبادرة خير من الحكومة الجديدة".
استقالة رئيس المفوضية العليا للانتخابات
اعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات اكمال العملية الانتخابية وتقديم تقرير عنها الى الرئيس جلال طالباني.
وقال عبد الحسين الهندواي عضو المفوضية في مؤتمر صحافي اليوم بعد لقاء مجلس المفوضين مع طالباني ان سبب تاخير اكمال الاجراءات المتعلقة بالانتخابات الاخيرة هو التدقيق المتواصل من قبل المفوضية لنتائجها . واوضح فريد ايار عضو المفوضية العليا ان المفوضية استلمت جميع الاجوبة والردود من الهيئة القضائية على الطعون التي تقدمت بها بعض الكيانات السياسية واصدرت المفوضية النتائج النهائية للانتخابات لان الهيئة لم تطعن بقرارات مجلس المفوضين . واشار الى ان خلو وثيقة الانتخابات من توقيعه لايعني تشكيكا بهذه الوثيقة بقدر ماهو اختلاف بشأن امورا ادراية تتعلق بصيغة الوثيقة التي تم اعلانها . وفي المؤتمر الصحافي نفسه اعلن رئيس مجلس المفوضين عز الدين المحمدي استقالته من رئاسة المجلس بسبب وضعه الصحي فيما يتوقع اعادة انتخاب الهنداوي رئيسا وهو المنصب الذي كان يتولاه لدى تشكيل المفوضية عام 2004 .
وخلال لقائهم مع الرئيس العراقي قدم اعضاء مجلس المفوضية النسخة الرسمية للنتائج النهائية المصدقة للانتخابات.وكانت المفوضية قد صادقت على تلك النتائج واعلنتها الجمعة الماضي بعد تاخر دام نحو شهرين حيث كانت الانتخابات قد جرت منتصف كانون الاول (ديسمبر) الماضي . وبموجب الدستور فانه يتعين على رئيس الجمهورية ان يدعو مجلس النواب المنتخب الى عقد جلسته الاولى خلال 15 يوما تنتهي في الخامس والعشرين من الشهر الحالي.