القذافي: الذين ينشرون الرسوم كفار

برلين-كوبنهاغن: إعتبر الزعيم الليبي معمر القذافي ان الاشخاص الذين ينشرون رسوما كاريكاتورية للنبي محمد هم "كفار" ينشرون الحقد، فيما دعا الامين العام للامم المتحدة كوفي انان عبر التلفزيون الدنماركي الى تخفيف التوتر في قضية الرسوم والتخلي عن "دبلوماسية تضخيم الامور".

وقال القذافي في مقابلة مع صحيفة "نيو روهر زيتونغ" الاقليمية الالمانية تنشر الاثنين وزعت مقتطفات منها في بيان "غالبا ما يقال ان الاسلام ينشر الحقد بين الشعوب.ولكن من يفعل ذلك الان مع نشر الرسوم الكاريكاتورية؟ لا يمكن ان نأخذ على العرب والمسلمين نشر الحقد". وردا على سؤال حول ما يجب عمله لتخفيف التوتر الناتج عن نشر هذه الرسوم الذي كانت وراء العديد من المظاهرات في العالم والتي ارتدت احيانا طابعا عنيفا في دول اسلامية، اجاب القذافي ان "ادخال تغييرات الى النظام التربوي الاوروبي امر ضروري. في هذا النظام، يتهمون الاسلام واكثر من ذلك يشجعون على كرهه".

واضاف "في اوروبا، يعلمون الاطفال ان محمد هو نبي الله ولكنه كذاب". ومن جهة اخرى، اعتبر القذافي ان المصادمات التي وقعت نهاية 2005 في الضاحية الفرنسية حيث تعيش نسبة كبيرة من الشبان الفرنسيين المتحدرين من المغرب ومن افريقيا السوداء كانت "البداية وليس النهاية" في معركة المسلمين ضد التمييز في اوروبا. وقال "من يدري، قد يعم الاسلام يوما ما اوروبا".

الى ذلك ، وفي مقابلة مع المحطة الاولى في شبكة التلفزيون "دي ار 1" عشية لقائه مع الرئيس الاميركي جورج بوش حول مسألة الرسوم الكاريكاتورية، اشار الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى ضرورة "التفهم والحوار" وضرورة "نزع التوتر" في هذا الصراع. وقال "رسالتي الى بوش ستكون نفسها: نحن بحاجة لكي نظهر التفهم ونحن بحاجة للحوار ونحن بحاجة ايضا لتخفيف التوتر والتخفيف من دبلوماسية تضخيم الامور". واضاف "اعتقد انه يتوجب علينا ان ننهي تضخيم الامور وان نبدأ بالتحدث بهدوء مع بعضنا البعض".

واعرب انان عن "مفاجأته" معتبرا انها تدل على "نقص في الحساسية وبالتالي فهي هجومية بمعنى انها توجهت الى ديانة يتبعها اكثر من مليار شخص في العالم".وقال "بالتأكيد، هناك عناصر في هذه الديانة وعناصر مهمشة لجأت الى العنف ولكن هذا لا يعني ان كل الديانة عنيفة". واضاف "عندما تنظرون الى الرسوم الكاريكاتورية فهي تعطي هذا الانطباع". واوضح "ربما لم يكن الامر مقصودا ولكن هذا هو الانطباع الذي اعطته وادت الى الكثير من السخط في العالم الاسلامي ويجب ان نعمل كل ما يمكننا عمله من اجل تخفيف التوتر".

واعتبر ان ردود الفعل العنيفة "ليست مبررة" والرد على الازمة "لا يجوز ان يكون بالعنف". بالنسبة لحرية التعبير الذي يتمسك بها الدنماركيون، اعلن انان انه "يدعم (ايضا) حرية التعبير والرأي".

وقال "مع ذلك، ان حرية التعبير والرأي يجب تكون مسؤولة (...) نحن ملزمون باحترام اديان وايمان الاخرين واعتقد انه يتوجب علينا ان نحترم ما هو مقدس لدى الاخرين". واضاف "رأيتم ان الصحف الكبرى والصحف الجيدة في العالم لم تنشر هذه الرسوم".