عيد العشاق في فلسطين لامسه رذاذ المطر وجلب الثلوج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خلف خلف من رام الله: يغادر عيد العشاق بعد سويعات العالم تاركاً ورائه أحاسيس دافئة تسري في عروق العاشقين فقد أضفى هذا اليوم أجواء شاعرية تناغمها بهجة رومانسية وانفعالات وجدانية في قلوب المحبين. باقة ورد يرافقها كرت صغير وقع عليه "مع حبي" و"كل عام وأنت الحب" عبارات كثيرة تبادلها العشاق في هذا اليوم يوازيها مارثون من القبل الوردية. فالنتاين الذي أمتد بفضل الآلة الإعلامية الالكترونية وبات عيداً كونيا يتركنا بعد سويعات لكنه يعود في مثل هذا الوقت من كل عام لينعش ذاكرتنا وخزائننا العاطفية الموصدة بفعل التسارع العالمي والضجيج السياسي..كم نحن بحاجة لتفقد أحبائنا كل دقيقة..وكم نحن محتاجون لمن يدق أبواب قلوبنا كل هنيئة.
في الأراضي الفلسطينية التي طرقت أبوابها الانتخابات التشريعية بقوة مؤخراً وأسفرت عن فوز حركة حماس الإسلامية. ساور هذا العيد رذاذ مطر وسط استعداد الفلسطينيين لموجة ثلوج قوية تسقط على بعض الجبال التي يزيد ارتفاعها عن 750 متراً. وهذا يعني أن معظم المدن الفلسطينية مرشحة لاستقبال الزائر ذو الياقة البيضاء غدا الأربعاء حسب مؤشرات الأرصاد الجوية. وحاول في هذا اليوم الفلسطينيين خلق وضعاً مختلفا وكسر بوتقة الهم السياسي. ففي مدينة نابلس اصطف بعض بائعي الورد محاولين خلق جواً من الفرح في قلوب المواطنين. ولكنهم لم ينجحوا في استقطاب الكثير منهم.
وبينما ينظر البعض لهذا العيد بأنه وسيلة للتجار لعرض كل جديد من الهدايا التي تناسب مختلف الأذواق والجيوب بدءاً من الوردة الحمراء. يرى البعض أن عيد الحب فرصة لتعمير القلوب وبث الروح في الأجساد.
وأكد الشاب محمد زياد صاحب احد محال بيع الزهور في مدينة رام الله أن الحركة التجارية لم تكن مرضية في هذا اليوم. مضيفا انه لم يبع الكثير من الأزهار التي جلبها خصيصا لهذا اليوم العالمي على حد تعبيره. موضحاً أن العام الماضي شهد حركة تجارية أكثر وارجع ذلك لفعل القادم المجهول الذي يعصف في الأراضي الفلسطينية وسط تجاذبات وتصريحات سياسية لا أحد يعرف ما الذي سيتبعها.
ومن ناحيته، رأى جميل سلمان صاحب محل للاكسسوارت والهدايا أن البيع كان جيداً نوعاً ما هذا العام لكنه لم يصل للحد الذي كان يتوقعه، وقال: البيع كان هذا العام جيد، ولكني أتوقع سيكون أفضل العام القادم في حال استقر الوضع الفلسطيني أكثر. وأشار أنه حركة حماس ستقوم بضبط الوضع الاقتصادي أكثر وهذا سيكون لصالح المواطن.
وفي محل ورود بجانب محل الهدايا، كان مزدحماً بالورود الحمراء وقليل جداً من بقية الألوان ، قال لنا صاحب المحل رشدي محمود أنه حاول جمع أكبر كمية من الورود الحمراء وخاصة القرنفل لأنها تكون مطلوبة كثيراً في عيد الحب، ويصل سعر الواحدة منها لخمسة دولارات.
وللتوغل أكثر في كيفية تعامل الفلسطينيين مع هذا الحب التقينا مع بعض الفتيات والشبان. الفتاة سهى أيوب 23 عاما فرأت أن عيد الحب ليس أكثر من بدعة مأخوذة عن الغرب، مضيفة في الإسلام هناك فقط عيدين هما عيد الأضحى وعيد الفطر، وأشارت أنها لم تستعد أو تقوم بشراء ورد أو ماشابه لهذا اليوم.
ولكن الشاب علي جابر 21 عاماً والذي كان يحمل بيديه ثلاثة أزهار حمراء فعبر عن سعادته بهذا اليوم قائلاً: أن هذا اليوم هو فرصة لتجديد نبض قلوبنا وإضفاء الفرحة على شفاه من نحب، وأكمل حديثه بينما كان يتناول علب السجائر قائلا: أعتقد أنه يجب على المسلمين أن يحتفلوا بكل الأعياد التي لا تضر، وتساءل ما المشكلة في عيد الحب؟.
ومن جانبها، ترى رنا مراد ترى أن عيد الحب عبارة عن عيد لكل العشاق لإنعاش قلوبهم وتجديدها، ولكنها نوهت أن الحب لا يحتاج ليوم خاص أو عيد لأن الحب يمتد علي كــل الأيام ويملؤها سعادة. وترى أن الغرب جاء بهذا العيد كون يفتقد إلى الحياة الروحية الموجودة لدى المسلمين. ويحتاج لمناسبات لإنعاش الحب لديه.
لكن صديقتها مريم سعد اعتبرت الحب ظاهرة قديمة جداً ولم يكن أحد يهتم في أي عيد له، ولكن اليوم تحول العيد ليوم عالمي له طقوسه ومعالمه ومظاهرة التي تلقي بظلالها على القلب، فأصبح يعرف الحب بالورود الحمر والقلوب والهدايا المادية بعد أن كان نظرة وهمسة فقط.