المنامة معشوقة حمد الملكوم بفيصل وكلام إيراني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فالنتاين البحرين ظل متزامن لاحتفالات عاشوراء ..
المنامة معشوقة حمد الملكوم بفيصل وكلام إيراني
نصر المجالي من المنامة: درة الخليج تحتفل على طرائقها الخاصة بكل حدث، فمملكة البحرين كعادتها موئل حضارة دلمون تعرف كيف تسير دروبها من مفاصل التاريخ وتختط طريقها إما لبنان العرب أو سويسرا الخليج، وهي تحزن وتفرح سواء بسواء ولكن البسمة تبقى عالية على جبينها حاضنة همها وحزنها وفرحها،، ومناسبات كثيرة للفرح وللحزن أيضا في مملكة آل خليفة. وكان اليوم في التاريخ موعد مع الاستفتاء على الميثاق الوطني قبل سنوات خمس، وهو يوم عيد الحب (فالنتايان) وفي عيون أهل البحرين دمعة.
الراحل فيصل بن حمد ودمعة أهل البحرين على فقيد الشباب الفتى الشيخ فيصل بن حمد آل خليفة لم تمنعهم من الفرح رغم استمرار الاتشاح بالسواد في ذكرى استشهاد الحسين بن علي سبط الرسول الأعظم حيث كانت وحدة وطنية متكاملة نحو البحرين أولاً وثانياً وأخيرا. وعيد الحب مختلف هذا العام عن أعوام خلت. مسحة كآبة واستشراف غد مشرق لوطن آمن بجهد المخلصين.
ولكن ماذا عن الملك الباني حمد بن عيسى آل خليفة؟ ،،، هذا العام اراد الملك أن يكون بعيدا وقريبا، وهو أراد قضاء إجازة خاصة رغم ملفات ساخنة حملها معه إلى لندن عاصمة القرار الثاني في العالم بعد الحليفة الكبرى واشنطن.
أمن الخليج همّ بحريني بالدرجة الأولى، هذا الملف المؤرق حمله الملك على هامش زيارته لا بل إجازته إلى عاصمة القرار اللندنية ولسان حاله يقول "نحن مع التهدئة"، وهو في رسالته يحذر الحلفاء ن مغبة اتخاذ اي قرار قد يثير "الدبور الإيراني المؤذي من عشّه".
عاهل البحرين استبق زيارته اللندنية "الخاصة" بإيفاد ولي عهده الشاب الى لندن على رأس وفد كبير مهم لشرح وجهة نظر المملكة حول قضايا عديدة شائكة "وكان لا بد للغرب الحليف من الاستماع لوجهة نظر المنامة التي هي رقيب وحسيب استراتيجي لمجمل التطورات، وهي كانت تعهدت القيام بأمانة خدمة لجميع أطراف الصراع".
ومن بعد أن اطمأن الملك حمد إلى نتائج محادثات ولي عهده الشيخ سلمان بن عيسى الذي كان مصحوبا بوفد مهم لدى لندن، فإنه توجه الى تلك العاصمة في زيارة وصفت بانها خاصة لثلاثة اسابيع ولكنها في طياتها تحمل الكثير من الملفات الساخنة خليجيا وعربيا وخصوصا لجهة التصادم بين طهران الجارة الشرقية القوية وواشنطن لندن.
وما علمته (إيلاف) هو أن اركان الحكومة البريطانية بزعامة توني بلير استمعوا جيدا لما قدمه المسؤولون البحرينيون من مرئيات تختص واقع حال الصدام مع إيران في شان ملفها النووي الساخن. فمملكة البحرين ترى أن "التهدئة هي أفضل سبيل للتعامل مع جار شرس مثل إيران وذلك حفاظا على الأمن والاستقرار الدوليين انطلاقا من منطقة الخليج حيث في يد إيران مفاتيح كثيرة لتأجيج الصراع الذي لا أحد يرغب أن يكون عسكريا بعد حوب دامية مضت بين عراق صدام حسين ونظام الملالي في طهران".
وبكل دبلوماسية هادئة معروفة عن مملكة البحرين، فإنها تحاول ما أمكنها تجاوز الوضع في الصراع الإيراني الغربي، وهي الى الآن لم تعلن أنها تقوم بمشروع وساطة قد تنجح في وقت قريب لتجاوز فرض حصار على الجار الإيراني القوي، هذا الجار كما يرى خبراء تحدثوا أمام (إيلاف) في المنامة "خطير بكل ما يقرره فجأة من تصرفات غير محسوبة النتائج".
وإليه، فإن هذه المملكة الخليجية الصاعدة في مجال الإصلاحات ديموقراطيا عبر تنفيذ برنامج عريض يؤكد المشاركة الشعبية، عازمة ولكن بصمت على أداء دورها لتكون "حلقة الوصل بين متخاصمين كبار حيث إيران مصدر التهديد الدائم والحلفاء الغربيين الذين لا يرون إلا مصالحهم بالدرجة الأولى".
وفي الأخير، تتوقع مصادر استراتيجية في منطقة الخليج نجاحا لمساعي مملكة البحرين في تجسيير العلاقة بين "الجمهورية الاسلامية في ايران وأضدادها في عواصم الغرب في شأن الملف النووي "، وقالت مصادر بحرينية امام (إيلاف) نؤكد "أن الملك جاهز للمهمة حتى النهاية وسينجح".