فضائح اعتداءات جديدة بالعراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فضائح إعتداءات جنود الحلفاء على العراقيين تتوالى
انتهاكات منهجية وارغام سجناء على ممارسات جنسية
اسامة مهدي من لندن : بعد ايام قليلة من عرض شريط فيديو يظهر جنودا بريطانيين يضربون شبانا عراقيين دوت فضيحة جديدة في ارجاء العالم عندما عرضت في استراليا اليوم لقطات جديدة لجنود اميركيين يعذبون معتقلين عراقيين ويرغمونهم على ممارسات جنسية وذلك بالتزامن مع اعتراف ضابط اميركي بأعتقال اولاد عراقييين للضغط على ابائهم المعتقلين الامر الذي اكد ممارسة عمليات انتهاك واساءة منهجية واسعة في العراق الامر الذي اثار سخط العراقيين واصاب تطلعاتهم نحو الديمقراطية التي بشرت بها حكومات هؤلاء الجنود بخيبة امل مريرة .
وابلغت مصادر عراقية "ايلاف" اليوم بعد عرض محطة تلفزيونية استرالية صوراً ولقطات فيديو جديدة لجنود أمريكيين وهم يسيئون لسجناء عراقيين في سجن أبو غريب وينتهكون حقوقهم بما ذلك إجبارهم على القيام بممارسات جنسية أمام الكاميرا ان الصور اثارت موجة غضب بين العراقيين الذين عبروا عن استنكار شديد للاحتقار الذي تبديه القوات الاجنبية التي دخلت العراق ربيع عام 2003 تحت شعار القضاء على الدكتاتورية وانشر الديمقراطية في بلدهم والتي يصل عددها حاليا الى 160 الف عسكري من 13 دولة . وقد عبر احد المواطنين عن مشاعره الحانقة قائلا " نسمع ونرى انه في دول الغرب تقام الدنيا ولاتقعدها فيما اذا حيوان ضغير لكن هذا الغرب لايابه بفضائح التعذيب والقتل والاذلال التي يتعرض اليه العراقيون على ايدي جنوده في كل يوم .
أبو غريب: الصور تثير قلقا عميقا حسب الأمم
البنتاغون يؤكد صحة الصور حول سوء معاملة معتقلين
وقالت المحطة إن هذه الصور واللقطات أخذت للسجناء في العام 2003 وهي الفترة التي ظهرت فيها صور الانتهاكات والتعذيب للسجناء في معتقل أبو غريب بضواحي بغداد للمرة الاولى والتي لقيت إدانة دولية واسعة وأسفرت عن فتح تحقيق أميركي حول الانتهاكات في السجون داخل العراق. وقالت محامية اتحاد الحريات المدنية الأميركي، آمريت سينغ، التي استضافها البرنامج الذي عرض الصور "نأمل أن يؤدي عرض هذه الصور واللقطات إلى تسليط مزيد من الضغوط لتحميل المسؤولية لمسؤولين كبار عما نعرف الآن أنه عمليات انتهاك وإساءة منهجية واسعة النطاق في العراق وأفغانستان وغوانتانامو." وأظهرت الصور الجديدة إساءة وانتهاكات أكبر للسجناء ولحقوقهم من تلك الصور التي أثارت استياء عالمياً وانتقادات دولية حكومية ومن جانب منظمات غير حكومية بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان والحريات المدنية.فقد كشفت الصور عن حالات تعذيب جديدة وإذلال جنسي بما فيها إجبار خمسة من السجناء الذين غطيت رؤوسهم على التعري وممارسة الاستمناء أمام الكاميرا إضافة إلى أنه بدا واضحاً أن أحد السجناء كان مصاباً بإحدى عشرة رصاصة في أنحاء متفرقة من جسمه فيما أظهرت إحدى لقطات الفيديو توثيق سجناء بواسطة القيود إلى أبواب الزنازين وضرب رؤوسهم بالأبواب بقوة، على أن أياً من الصور لم تبيّن تدخل أي شخص لوقف مثل هذه الممارسات ضد السجناء اضافة الى ظهور جثث لسجناء قتل أصحابها أثناء حادثة تمرد في سجن أبو غريب سيء الصيت. وقال منتج البرنامج الأسترالي، مايك كاري "إنه حصل على ملف يحتوي على مئات الصور بعضها عرض في الصحافة العالمية وبعضها الآخر لم يعرض وتصور حالات تعذيب وانتهاكات جديدة للسجناء في العراق" غير أنه لم يقدم المزيد من التفاصيل حول كيفية حصوله عليها. ولم يعرض البرنامج الاسترالي كافة الصور التي قال إنه حصل عليها وإنما بعضها فقط.
وتحدث السرجنت صموئيل بروفانس الذي جرد من رتبته بعد ادلائه بشهادة حول التجاوزات في سجن ابو غريب، في جلسة في مجلس النواب الاميركي عن المصير الذي واجهه ضابط عراقي يدعي حميد جبار وابنه البالغ من العمر 16 عاما الذي اعتقل معه. وقال نقلا عن احد زملائه ان العسكريين الاميركيين فضلوا اساءة معاملة ابنه لاجبار الضابط على الادلاء بمعلومات". واوضح ان الفتى وضع في سجن مخصص لسجناء الحق العام بينما لم تكن اي تهمة وجهة اليه، مشيرا الى انه من المعروف ان الاغتصاب ينتشر بين هؤلاء المعتقلين.
وقال ان الفتى تعرض لصب المياه المثلجة عليه تحت نظر والده، مشددا على ان اساءة معاملة الاطفال كانت شائعة للضغط على آبائهم". واوضح ان هذه الوسيلة لم تجد مع الضابط جبار الذي انهار امام تعذيب ابنه الى درجة انه لم يعد قادرا على الادلاء باي شهادة.
وكانت صحيفة (نيوز أوف ذي وورلد) كشفت الاحد الماضي عن عمليات ضرب مبرح يقوم بها جنود بريطانيون لشيان في مدينة العمارة العراقية الجنوبية .
ففي الأشهر الأولى من عام 2004، تظاهر المئات من أبناء العمارة ضد قوات الاحتلال البريطاني وقذفوا مقرهم بالحجارة فانطلقت وحدة مكافحة شغب من الجنود البريطانيين تتعقب المتظاهرين لتفريق المتظاهرة. في هذه الأثناء كان أحد الجنود في برج للمراقبة أعلى مبنى المقر قد كلف بمراقبة المظاهرة واعطاء التوجيهات للجنود على الأرض. لكن الجندي كان يقوم بشيء آخر أيضا.. انه كان يلتقط بكاميرته الخاصة به صورا لـ (الذكرى).
فبعد القاء القبض على عدد من المتظاهرين الصبيان أدخلوا الى باحة المبنى حيث بادر الجنود الى ركلهم وضربهم بالأقدام والأيادي والعصي بأسلوب وحش من العقوبة. الجندي الذي كان يلتقط الفيديو من أعلى المبنى كان مستمتعا للغاية بتعذيب هؤلاء الشبان وكانت تعليقاته أثناء التصوير مقرفة للغاية تنم عن حقد ووحشية في التعامل . وتؤكد مصادر عراقية ان هؤلاء الشبان الأربعة لم يكونوا مقاتلين تم أسرهم انما هم متظاهرون عزل مارسوا حقهم في التظاهر الذي ظنوا أن تحرير العراق قد منحهم اياه . وتظهر الصور أن جنديا ضرب أحد الشبان متعمدا على خصيتيه ليلحق به أذا كبيرا حيث قام أحد أصدقاء الجندي المصور خلسة بتسريب الفيلم الى الصحيفة .
وقد دان الرئيس العراقي جلال طالبانى عملية الاعتداء هذه التى ارتكبها جنود بريطانيون بحق شبان عراقيين عزل ووصفها بانها غير مبررة.
وقال كامران القره داغى الناطق الرسمي باسم طالباني ان الرئيس أعلن رفضه لهذا العمل و اعتبره غير مقبول سواء ارتكب من قبل القوات متعددة الجنسية أو من قبل أي جهة أخرى، وأشار الى الموقف الجيد للحكومة البريطانية التي أدانت الحادث و فتحت تحقيقا بهذا الشأن، معتبرا انه يمثل عملا منفردا لا يعكس طبيعة الدور المهم و الفاعل الذي تقوم به القوات متعددة الجنسية في العراق.
ومن جانبه قرر المجلس البلدي في مدينة البصرة مركز محافظة البصرة جنوبي العراق تعليق كل اتصالاته بالجيش البريطاني المرابط في المحافظة وذلك عقب نشر شريط الفيديو وقال ناطق عسكري بريطاني إن المجلس البلدي اتخذ هذا القرار الاثنين وذلك بعد يوم واحد من نشر الشريط. واضاف "لقد قرر المجلس البلدي في البصرة تعليق كل اتصالاته بالبريطانيين، ولسنا متأكدين اذا كان التعليق يشمل ايضا الاتصالات الدبلوماسية والاقتصادية." كما لم يتضح ما اذا كان هذا القرار سيشمل الدوريات المشتركة التي يقوم بها الجيش البريطاني وقوة الشرطة المحليةالا ان الناطق البريطاني عبر عن امله في ان تستمر هذه الدوريات.
وقال عادل راضي المالكي محافظ ميسان (365 كم جنوب بغداد) أن المواطنين الذين تعرض أبناؤهم إلى الضرب الجسدي والاهانة تقدموا بشكاوى عديدة يطالبون فيها بإدانة المقصرين من أفراد القوات البريطانية ومحاسبتهم. وقال خلال مؤتمر صحفي عقده في العمارة إن المواطنين العراقيين الذين تعرضوا للضرب والاعتداء على أيدي جنود من القوات البريطانية هم من أبناء محافظة ميسان ومن مدينة العمارة تحديدا . وأضاف إن المواطنين وذويهم من الذين تعرضوا للضرب بالهراوات والرفس بالأرجل وتمزيق الملابس والاهانة طالبوا في شكاواهم المسؤولين في المحافظة بمحاسبة المتجاوزين من أفراد تلك القوات التي انتهكت حقوق الإنسان وحرمتهم من ممارسة حقهم الديمقراطي الشرعي الذي اقره القانون الدولي . وأشار المالكي إلى ان السلطات المحلية واستجابة لرغبة ذوي المواطنين الذين تعرضوا لتلك الانتهاكات سنقدم تلك الشكاوى إلى الجانب البريطاني ودعمها بشهادات وادلة ومتابعة نتائج التحقيقات التي ستجري . ومعروف ان حوالي ثمانية الاف عسكري بريطاني ينتشرون في مناطق جنوب العراق منذ احتلا العراق ربيع عام 2003 .
وليست هذه الفضائح التي كشف عنها هذا الاسبوع بجديدة على ممارسات القوات الاجنبية الوحشية في الغراق فقد اكد جندي دي مارينز سابق أن كتيبته ارتكبت فظائع ضد المدنيين العراقيين إبان الغزو الأميركي عام 2003.
وتناول جيمي ميسي الذي خدم كجندي في سلاح مشاة البحرية لمدة 12 عاماً وقضى ثلاثة أشهر في العراق قبيل تسريحه بمرتبة الشرف عقب إصابته هذه الممارسات في كتابه "أقتل!! أقتل!! أقتل!!" الذي كتبه بالتعاون مع الصحفية الفرنسية ناتاشا سولنير ونشر في فرنسا.
وقال المارينز السابق في كتابه إنه كان مسؤولاً عن فصيل في الكتيبة الثالثة للفريق القتالي السابع المناط إليه مسؤولية نقاط التفتيش وتوفير الغطاء العسكري ضد الإرهابيين والعناصر المسلحة. واضاف أنه خلال فترة الشهر ونصف الشهر أن فصيله قتل أكثر من 30 مدنياً في العراق عام 2003. واكد "نحن في الواقع، صعدنا من العنف."
واستعرض في كتابه حادثة وقعت في نيسان (ابريل) عام 2003، عندما بادرت عناصر المارينز بإطلاق النار على عشرة من المتظاهرين العزل حملوا شعارات مناوئة للقوات الأمريكية تقول "عودوا أدراجكم" بالقرب من مجمع الرشيد العسكري جنوب شرقي بغداد لمجرد سماع صوت طلق ناري. وقال ميسي إنه وحده أطلق حوالي 12 رصاصة، وإن متظاهرا واحدا فقط نجا من الحادث. وأضاف قائلاً "تجلت لي حادثة مجمع الرشيد في ساعة صفا وأدركت حينئذ أن بفعلتنا هذه أرسينا الأسلوب العام لما يراه العراقيون وعرضنا بأنفسنا وحشية ما نقوم به."
وحول رفض دور النشر الأميركية طباعة الكتاب قال المارينز السابق "الصورة التي رسمتها في الكتاب يصعب للغاية على الأمريكيين إدراكها وأنا أتفهم ذلك."