القرضاوي يتحفظ عن اعتذار ميغازنيت النرويجية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خالد طه من الدوحة : تحفظ رئيس الاتحاد العالمي المسلمين للعلماء الشيخ يوسف القرضاوي عن الاعتذار الذي قدمه رئيس تحرير مجلة "ميغازنيت" النرويجية بعد اعادة نشرها للرسوم الكاريكاتورية المسيئة، وربط قبول الاعتذار بإقرار تطبيق الفقرة القانونية الجديدة المقترحة على البرلمان لاضافتها الى قانون العقوبات النرويجي تحت رقم "135" والتي تنص على تجريم كل فعل أو قول يتضمن تحقيراً أو كراهية أو اساءة الى مشاعر أي فئة دينية أو عرقية.
وقال القرضاوي في مؤتمر صحافي عقده في منزله في حضور وفد نرويجي غير رسمي ضم كلاً من رئيس المجلس الاسلامي النرويجي محمد حمدان ونائب الاسقف في النرويج أولاف دوغ هوغ وعضو لجنة الأئمة في المجلس الاسلامي اسكندر مدني "ان المسلمين يرغبون في ان يعيشوا مع من حولهم في سلام وإخاء ومحبة بعيداً عن اجواء الصراع والكراهية والعداء باعتبار البشرية اسرة واحدة، وينتمون الى رب واحد وأب واحد "كلكم لآدم وآدم من تراب"، مشيراً الى "ما يحظى به أهل الكتاب من معاملة خاصة في الاسلام، خاصة النصارى".
وأضاف "أن المسلمين فوجئوا بالمعركة الأخيرة التي فرضت عليهم مستهدفة نبي الاسلام ، وأنه لم يكن هناك داع لهذه المعركة التي كتبت علينا على كراهية منا"، مؤكداً على "مكانة محمد عليه الصلاة والسلام في الإسلام بعد القرآن الكريم، وان الاساءة الى بني الاسلام تعدُّ أشد من الإساءة الى القرآن باعتباره شخصاً، وان هذه الاساءة لم تكن كلاماً وإنما رسوم عندما يراها أي شخص حتى الأمي لا يمكنه تحملها". وقال انه "شعر بالتقزز والاشمئزاز من هذا التصرف المشين"، وجدد مطالبته الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي باصدار قرار دولي "يأخذ حكم القانون لمنع المس بالمقدسات تجنباً لإثارة النزاعات بين الأمم".
وسئل عن اسباب تفهمه للموقف النرويجي بعد مقابلته الوفد غير الرسمي الذي التقاه صباح أمس فأوضح ان ذلك عائد الى ان المجلة التي اعادت نشر الرسوم المسيئة محلية وصغيرة لايكاد يقرأها أحد ولا يزيد توزيعها في الأحوال العادية على "500" نسخة، طبقاً لما نقله اليه الوفد النرويجي، وبالتالي فهي ليست مجلة كبرى ولا صحيفة يومية شهيرة. والسبب الآخر يتعلق بموقف المجلة نفسها، فهي عندما لاحظت استياء المسلمين وغضبهم بادرت الى التأسف وأبدت استعدادها للاعتذار، وهذا ما حصل فعلاً في لقاء بحضور رئيس المجلس الاسلامي النرويجي وفيبورك سيلبك رئيس تحرير مجلة ميجازينت وممثل عن الحكومة النرويجية بدرجة وزير.
ومن ناحيته أكد رئيس المجلس الاسلامي النرويجي محمد حمدان العلاقة الطيبة التي تربط بين الحكومة والجالية المسلمة، وكذلك العلاقة مع الكنيسة انطلاقاً من الاحترام المتبادل. وقال انه يستغرب التعرض للبعثات الدبلوماسية التي يجب ان تبقى مصونة، وأضاف انه عندما تكون هناك اشكالية ذات ابعاد دينية يجب ان يكون البحث عن حل من خلال أهل الدين.
ووجه حمدان رسالة الى "الحكومات الاسلامية التي لم تتبنَ الحوار حلاً للمشكلة" حسب قوله، وألمح الى ان الحكومة النرويجية نددت منذ البداية بتلك الرسوم المسيئة ونأت بنفسها عن هذا الأمر ووصفت الذين وقفوا وراء نشرها بأنهم "مجانين"، كما ان رئيس الوزراء النرويجي كتب مقالاً حمَّل فيه رئيس تحرير المجلة المذكورة مسؤولية حرق سفارة بلاده في دمشق.
وأما هوغ نائب الاسقف البروتستانتي في النرويج أولاف دوغ فأكد ان حرية التعبير يجب ان تكون محاطة بتحمل المسؤولية، داعياً الى استمرار الحوار الاسلامي ـ المسيحي.