أخبار

الدوحة تتوسط مع عمّان لعودة زعماء حماس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


معتدلو الإخوان يهزمون الصقور والأردن سعيد
الدوحة تتوسط مع عمّان لعودة زعماء حماس

إقرأ أيضا

حماس: مواطن القوة والضعف
من حصار عرفات إلى حصار حماس

كتب نصر المجالي: مع الردود التي تحملها الصحف الأردنية لكتاب سياسيين ردا على تصريحات صدرت عن بعض زعماء حماس في شأن عدم اعتراف الحركة الفلسطينية الإسلامية المتشددة بقرار فك الارتباط الي اتخذه الأردن العام 1988 مع الضفة الغربية التي كانت تحت سيادته، فإن معلومات قالت أن دولة قطر التي استقبلت زعماء حماس الذين أبعدتهم عمان العام 1999 تتحرك لدى العاصمة الشقيقة من أجل تسهيل عودة هؤلاء إليها ليكونوا في أقرب نقطة من تطورات الأراضي المحتلة بعد فوز حماس في الانتخابات وتكليفها بتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، وعلى صعيد متصل يبدو أن جناح المعتدلين في حركة الإخوان المسلمين في الأردن اكتسح الانتخابات الحالية جناح المتشددين امؤيدين لحركة حماس. وفي التفاصيل، فإن الدوحة التي توسطت لنزع فتيل الأزمة بين حركة حماس والأردن العام 1999 وقبلت استقبال زعمائها الأربعة ولكنها ابعدتهم ثانية نحو دمشق بطلب من الولايات المتحدة تتوجه نحو عمان لفتح بواباتها مجددا لاستقبال هؤلاء الزعماء مجددا، وهم خالد مشعل ومحمد نزال وموسى أبومرزوق. وكان أحد هؤلاء وهو إبراهيم غوشة عاد العام 2002 الى عمان خلسة على متن طائرة قطرية الأمر الذي فجر أزمة سياسية بين عمّان والدوحة بعد قرار السلطات الأردنية احتجاز الطائرة لعدة أيام، حيث اعتبر الأردن أن إعادة نزال بهذه الطريقة "يعد انتهاكا للسيادة والأمن الأردنيين". ويقود الوساطة القطرية الجديدة وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر الذي يصل إلى العاصمة الأردنية بعد غد الثلاثاء، وهو كان فشل في فتح باب الحوار مع إسرائيل التي اعلنت ناطقة باسم وزارة خارجيتها عن رفضها أية وساطة من هذا النوع.

وكان خالد مشعل زار العاصمة القطرية قبل أسبوع على رأس وفد من أعاء المكتب السياسي لحركة حماس، وجرى استقبال رسمي غير عادي للوفد سواء في المطار أو من جانب القيادة القطرية.

وإليه، فإن تعليقات لعديد من الكتاب الأردنيين انتقدت في شكل لاذع تصريحات كانت صدرت عن عضو مكتب حماس السياسي محمد نزال المقيم حاليا في بيروت قال فيها أن حركة حماس لا تعترف بقرار فك الارتباط مع الضفة الغربية اذي كان اتخذه الأردن العام 1988 في قمة الجزائر.

وكان نزال يلمح إلى أنه مع أعضاء المكتب السياسي للحركة المتشددة التي ستقود الحكومة الفلسطينية والمجلس التشريعي يحملون الجنسية الأردنية ، وذلك في إشارة انتقادية للأردن الرافض لاستقبال القياديين الأربعة المبعدين.

وطالب الكتاب الأردنيون ومن بينهم صالح القلاب العضو في مجلس الأعيان ووزير الإعلام الأسبق والكاتب الإسلامي سميح المعايطة حركة حماس "بالمطالبة بإلغاء منظمة التحرير الفلسطينية التي طالبت أن تكون ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني، إذا رغبت فعلا في الغاء قرار فك الارتباط المتنخذ من جانب الأردن".

معتدلو الإخوان

وعلى صعيد غير بعيد، وفي انتصار للتوجه الأردني الرسمي، فإن النتائج
الأولية لانتخابات أعضاء مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين تشير إلى تيار الوسط على التيار المتشدد الذي فقد العديد من رموزه مواقعهم في مجلس شورى الجماعة .

كما اشارت النتائج الى ان عددا من اعضاء المكتب التنفيذي للجماعة لم يحالفهم الحظ في العودة الى مجلس الشورى وخاصة نائب المراقب العام الدكتور همام سعيد والناطق الاعلامي وامين السر العام للجماعة يحيى شقرة الذي خسر الانتخابات امام المهندس الشاب موسى هنطش .

يذكر أن عمّان الرسمية تخشى من تقدم صقور الجماعة المؤيدين لحركة حماس، وقالت صحيفة (الرأي) القريبة من الحكم اليوم انه فاز عن شعبة مخيم البقعه كاظم عايش وعاد الدكتور محمد ابوفارس الى الشورى عن دائرة صويلح .

وتوقعت مصادر في الحركة الاسلامية ان يتم الاعلان رسميا عن نتائج (شورى الجماعة ) التي انتهت مساء امس خلال الايام المقبلة بعد ان يتم المصادقة عليها من المكتب التنفيذي .

ومن جهة اخرى جرت انتخابات في العديد من فروع حزب جبهة العمل الاسلامي لانتخاب مجلس شورى جديد للحزب وكانت النتائج :فرع عمان الثالثة(عضوان) :النائب .زهير أبوالراغب ، أروى الكيلاني. فرع جنوب عمان(ستة أعضاء) : صالح الغزاوي ،عائشة الترتير، د.حامد العايد ،د.سعادة سعادات ،.محمود سويد ،.محمد أبوخضير. فرع إربد (عشرة أعضاء): د.عقلة الصمادي ، د. سمير بطاينة ،.وليد الخطيب ،النائب د. محمد البزور،. إبراهيم المعاني، د. نبيل الكوفحي،.محمد عبدالله أبوفارس، د.عبدالله فرج الله ،د. فتحي طعامنة، احمد الشياب. فرع الزرقاء(عشرة أعضاء): النائب علي أبو سكر،النائب حياة المسيمي ،.زكي بني إرشيد ،ذيب انيس ،سميح المعايطة، أسعد الجيوسي، رياض التركي ،محمد عواد الزيود،سعود أبو محفوظ،ميسون دراوشة . فرع المفرق(أربعة أعضاء):خالد الشريف ،علي اليماني ،خضر بني خالد،خالد الخالدي. فرع السلط الدكتور عبداللطيف عربيات ، ابراهيم خريسات زياد خليفة ،جمال علاوين . ويشار الى ان المكتب التنفيذي للحزب أمهل الفروع حتى تاريخ 20من الشهر الجاري لإتمام عملية انتخاب أعضاء مجلس الشورى ونسبة عددية من كل فرع لعضوية المؤتمر العام ،ليتسنى للحزب عقد مؤتمره الثاني منتصف الشهر المقبل .

مقال صالح القلاب

وفي مقال له ردا على موقف حركة حماس من قرار فك الارتباط مع الضفة الغربية، كتب الوزير الأسبق وعضو مجلس الأعيان يقول ((هذا هو بيت القصيد فـ "المجاهد الكبير"، الذي لا يقعقع له بشنان محمد نزال، "بق البحصة"، كما يقال، وأعلن، ما بقي إخوانه يترددون في إعلانه وهو أن حركة "حماس" لا تعترف بفك الإرتباط بين الضفة الغربية والضفة الشرقية ولهذا فإنها ترفض ان يتخلى قادتها عــن الجنسية الاردنية .

إن هذه هي المشكلة وهي كما أعلن محمد نزال، لا فض فوه، ليست مشكلة جوازات سفر ولا مشكلة إغلاق المكاتب التي أغلقت في العام 1999 إنها مشكلة الإعتداء على سيادة الاردن فالأردن عندما إتخذ ذلك القرار في العام 1988 لم يفعل سوى ممارسة سيادته التي لا يحق لأي تنظيم غير أردني ولا لأي مسؤول في هذا التنظيم الإعتراض لا على ممارستها ولا على إتخاذ قرار كهذا القرار المشار إليه .

ولعل محمد نزال بحكم ان تنظيمه لم يرتق منصة العمل الفلسطيني إلا بعد ربع قرن من تبلور الشخصية الوطنية الفلسطينية لا يعرف ان قرار "فك الإرتباط" بين الضفة الغربية والضفة الشرقية مرتبط بقرارات دولية، وبقرار بقيت القمم العربية تؤكد عليه منذ قمة الرباط في العام 1974 وحتى القمة الأخيرة، وهي قرارات كلها تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني .

لم يفعل الأردن عندما إتخذ قرار فك الإرتباط في العام 1988 إلا ما يستجيب لرغبة الشعب الفلسطيني الذي بات يرى، بعد الإعتراف العربي والدولي بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد له، بأن من حقه أن يقرر مصيره بنفسه وان يقيم دولته المستقلة على أرض قطاع غزة وعلى أراضي الضفة الغربية .

والمؤكد أن محمد نزال، الذي كان بالإمكان قبول ما قاله لو أنه ليس عضوا في المكتب السياسي لتنظيم غير أردني ولو أنه بقي مواطنا أردنيا وعضوا في "الإخوان المسلمين" وفي واجهتهم حزب جبهة العمل الإسلامي، .. المؤكد أن محمد نزال يعرف أن الأردن يعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني ويعترف بدولة فلسطينية لها سفارة في عمان على غرار سفارات الدول العربية والأجنبية وهو يعترف أيضا بالسلطة الوطنية الفلسطينية وبرئيسها وحكومتها وبمجلسها التشريعي الذي فازت "حماس" بأغلبية أعضائه في الإنتخابات الأخيرة .

إن السيد نايف حواتمة، الذي إتخذ محمد نزال إستعادته لجواز سفره الأردني مثلا لتبرير ضرورة إحتفاظ خالد مشعل بجنسيته الأردنية، كان أول من نادى بفك الإرتباط بين الضفة الغربية والضفة الشرقية وكان هذا في مطلع عقد سبعينات القرن الماضي عشية إندلاع حرب تشرين الأول (اكتوبر) العام 1973 وهو أي نايف حـواتمة لايزال يعتبر صيغة ما قبل حزيران (يونيو) 1967 "ضما وإلحاقا " وإعتداء على الهوية الوطنية الفلسطينية .

وبهذا فإن المشكلة مع بعض قادة "حماس"، ومن بينهم محمد نزال، الذين رفضوا معاملتهم كمواطنين أردنيين لا يحق لهم الانتماء لمنظمة غير أردنية واختاروا مغادرة الاردن هو أنهم انسجاما مع رفضهم لقرار "فك الإرتباط" قد بدأوا يتدخلون في الشأن الداخلي الأردني وبدأوا يتعاطون مع قواعد الإخوان المسلمين على اعتبار أنها قواعدهم وقواعد حركتهم .

.. والواضح من كلام محمد نزال، وقوله ان حركة "حماس" لا تعترف بقرار فك الإرتباط، أن هناك نية لإستغلال الفوز الذي حققته هذه الحركة لتعود حليمة الى عادتها القديمة فتتدخل في الشأن الأردني الداخلي وتجدد المحاولات السابقة للسيطرة على الإخوان المسلمين وعلى حزب جبهة العمل الاسلامي وكل هذا سيكون إساءة ما بعدها إساءة للعلاقات الحميمة بين شعبين شقيقين هما الشعب الأردني والشعب الفلسطيني وأيضا إساءة للوحدة الوطنية الاردنية .

وهنا فإنه على "حماس"، إن هي بالفعل لا تعترف بفك الارتباط بين الضفة الغربية والضفة الشرقية، أن تعلن لشعبها الفلسطيني ضرورة حل منظمة التحرير وإلغاء السلطة الوطنية الفلسطينية والمجـلس التشريعي الفلسطيني، الذي فازت بإنتخاباته الأخيرة، وأيضا توجيه خطاب، صريح وواضح لا لبس فيه، لأهل الضفة الغربية بأن عليهم ان ينسوا حكاية تقرير المصير وحكاية الدولة المستقلة وأن يعودوا لصيغة مؤتمر أريحا الشهير وللوضع الذي كان قائما قبل حزيران (يونيو) عام 1967 )). انتهى المقال.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف