الجعفري يرفض تدخل خليلزاد بشكل حكومته

أسامة مهدي من لندن : رفض رئيس الحكومة العراقية ابراهيم الجعفري تدخل السفير الاميركي في بغداد زلماي خليلزاد في شؤون تشكيلة الحكومة الجديدة معتبرا ذلك شانا داخليا عراقيا محظا لكنه قال انه سيستفيد من ملاحظاته بينما قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو انه لم يبحث في بغداد جدولة انسحاب قوات بلاده من العراق في حين اتهم مجلس الحوار الوطني العراقي فرق الموت التابعة لوزارة الداخلية باعدام مسؤوله الاعلامي سعد خليل الجنابي بعد اعتقاله بايام فيما اكد طارق الهاشمي الامين العام للحزب الاسلامي اصرار السنة العراقيين على المشاركة في العملية السياسية ولكن ليس باي ثمن .

وفي مؤتمر صحافي مع سترو اثر مباحثاتهما في بغداد اليوم رفض الجعفري المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة تصريحات خليلزاد امس حول عدم السماح بمنح حقائب وزارية في الحكومة العراقية الجديدة لاشخاص طائفيين وقال ان تعيين الوزراء شان عراقي تقرره القوى السياسية العراقية لكنه اشار الى انه سيستفيد من ملاحظاته حول اخطاء سابقة حصلت ولكن من دون افراغ القرار العراقي من مضمونه موضحا ان محاولات البعض املاء شروط على العراق امر غير صحيح وشدد على رفض تدخل أي دولة في الشؤون الداخلية العراقية . واضاف ان الائتلاف العراقي الشيعي الذي رشحه لتشكيل الحكومة الجدية يؤكد على شمولية مشاركة القوى السياسية فيها مع الاخذ بالاستحقاق الانتخابي وهو لم يقرر اقصاء أي قوة منها . وعن وجود فرق موت حكومية تقوم بقتل مواطنين قال الجعفري ان هذه تبقى اتهامات لحد الان الا اذا اكد التحقيق الجاري الان وجودها وارتكاب مسيئين لجرائم وعندها سنعاقبهم ونطبق القانون . واقر بوجود صعوبات امام تشكيل الحكومة معتبرا ذلك امرا طبيعيا في ظل الظروف التي يمر فيها العراق سياسيا وامنيا . وعما اذا كان مستعدا لتقديم تنازلات من اجل تشكيل الحكومة المكلف بها شدد الجعفري على انه لم يشترالمنصب ولذلك فهو غير مستعد لدفع أي ثمن او التنازل لاحد .
وحول العلاقات العراقية السورية كشف الجعفري عن اتصال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع به مؤخرا وانهما اتفقا على اعادة العلاقات الثنائية مشيرا الى ان بلاده حريصة على هذه العلاقات نظرا لان سوريا بلد مجاور وفيها عراقيون كثيرون مقيمون اضافة الى انها كانت ملجأ للعراقيين الهاربين من النظام العراقي السابق .

ومن جهته اكد سترو دعم بلاده للعملية السياسية في العراق ورغبتها في تشكيل حكومة وحدة وطنية مع احترام نتائج الانتخابات الاخيرة واشار الى انه لم يبحث في بغداد جدولة انسحاب قوات بلاده من العراق مع الحرص على امنه واستقراره . وعن موضوع اعتداءات جنود بريطانيين على صبية عراقيين كشف عنها شريط فيديو مؤخرا اكد سترو ان تحقيقا دقيقا واسعا يجري في هذا الامر لمعاقبة المسيئين مشيرا الى ان الحادث حصل قبل عامين موضحا ان مرتكبيه لايشكلون رقما مهما يذكر مع مرور حوالي مائة الف عسكري بريطاني في العراق خلال السنوات الثلاث الاخيرة مشيرا الى ان العراقيين وخاصة في الجنوب من الشيعية يدركون انه لم يكن بالامكان تحريرهم من الدكتاتورية لولا القوات الاميركية والبريطانية .
وحول مطالبة ايران بخروج القوات البريطانية من جنوب العراق قال سترو ان مباحثاته في بغداد لم تتطرق الى هذا الامر او الى جدولة الانسحاب مشيرا الى ان بلاده راغبة في الانسحاب ولكن ليس على حساب الامن في العراق او قبل استكمال بناء قواته واضاف انه سبعث الى وزير خارجية ايران الذي دعا الى هذا الانسحاب نسخة من قرار مجلس الامن الدولي الذي يخول بلاده الوجود في العراق .

مجلس الحوار يتهم الداخلية باعدام احد مسؤوليه
قال مجلس الحوار الوطني الذي يترأسه الشيخ خلف العليان وهو احد ثلاث مكونات تشكل جبهة التوافق السنية التي حلت ثالثة في الانتخابات النيابية الاخيرة في بيان صحافي ارسل الى "ايلاف" اليوم ان اعدام مسؤوله الاعلامي يدخل ضمن مسلسل المخطط الاجرامي لتصفية الرموز الوطنية والدينية والعلمية الذي تقوم به فرق الموت الحكومية . واكد ان مخططات منظمة تنفذ ضد العراقيين اوصلت الامور الى طريق مسدود يتطلب قيامهم بحماية انفسهم والتصدي للمعتدين .. وفيما يلي نص البيان :
(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير)
بيان رقم 53
ببالغ الحزن والاسى نرفع تبأ استشهاد الاخ العزيز سعد خليل ابراهيم جار الله الجنابي مسؤول المكتب الاعلامي لمجلس الحوار الوطني الى شعبنا العراقي العظيم . وضمن مسلسل المخطط الاجرامي لتصفية الرموز الوطنية والدينية والعلمية والقتل على الهوية تم القاء القبض على المجنى عليه وهو في طريق عودته من المجلس الى داره في الغزالية من قبل مفرزة من مفارز الموت الحكومية مساء يوم الجمعة 17 شباط 2006 في منطقة نفق الشرطة وقد تم اعدامه ووجدت جثته في الطب العدلي .
لقد كثرت ندواتنا وتوالت بياناتنا لكشف هذه المخططات الاجرامية التي تنفذ بشكل منظم ضد ابناء شعبنا وليس من مجيب وكأن الوضع كما قال الشاعر :
لقد اسمعت لو ناديت حيا
ولكن لاحياة لمن تنادي
يا ابناء شعبنا العظيم
لقد وصلنا كما نرى الى طريق مسدود لايمكن بعده الا ان يتناخى الغيارى من العراقيين لحماية انفسهم بالتصدي الى كل معتد اثيم .
ولا حولة ولاقوة الا بالله وانا اليه راجعون

مجلس الحوار الوطني
21 . 2. rlm;2006rlm;rlm;-rlm;02rlm;rlm;-rlm;21rlm;
الموافق 22 محرم 1427

وعلى الصعيد نفسه اكد طارق الهاشمي القيادي البارز في جبهة التوافق العراقية والامين العام للحزب الاسلامي العراقي ان المشاركه الهامشية في العملية السياسية (للسنة) في الماضي ينبغي ان لا تكرر ووقال "هذا هو الخط الاحمر بالنسبه لنا هو ليس فرضا على الاخرين لكن نحن و ضعنا خطا احمر على انفسنا وان تكون هذه المشاركه حقيقه او لاتكون .. ان الذين انتخبونا واعطونا ثقتهم خولونا بالمشاركة في الحكومه ونحن لدينا خطة عمل لمفاوضات متكامله واهداف واضحه سنطرحها على النخب والكيانات السياسية التي سوف نتفاوض معها لدينا مطاليب محدده ولدينا خطوط حمراء لاينبغي التنازل عنها في الوقت الحاضر لانريد ان نفصح عنها الان وهذا الامر داخلي وخاص بنا ونحن نعلم ان مشاركتنا مطلوبة ولكن ليست بأي ثمن نريدها مشاركة حقيقية" .
واوضح في تصريحات وزعها مكتب الجبهة الاعلامي اليوم ان هذا المشروع غير قابل للتقاوض لانه مشروع وطني يختزل كل اجندة الكيانات السياسيه التي اصطفت حول اجنده مذهبيه وعرقية والتى اختزلناها في مشروع وطني يفترض ان يلتقي عليه كل العراقين وبرنامج الحكومه هو المشروع الوطني الذي ياتي بعد ذلك وتقسيم الحصص ياتي فيما بعد حيث يتم تسمية المرشحين لبعض المناصب السياديةالهامة . وعن الحلول للمشاكل التي يواجهها البلد في ظل انفلات امني كبير وفساد اداري طال كل مرافق المؤسسات الحكومية قال الهاشمي" نحن في جبهة التوافق العراقيه لدينا حزمه من الحلول في محاور متعدده يجب ان نمضي بها بنفس الوقت وبالتوازي فالملف الامني يستدعي بناء قوات مسلحة واعادة هيكلية القوات التي بنيت على اسس غير سليمة والتي يجب بنائها على اسس مهنية ووطنية سليمة وتخليص هذه القوات من الشوائب " .
اما بالنسبة للملف الاقتصادي فقد شدد الهاشمي على ضرورة التخلص من بطالة الايدي العاملة من خلال برامج واعده في محورين : الاول ..ان تنصرف الحكومه في السنوات القادمة الى خطه تنمويه طموحه والتي يجب ان تراعي فيها نظام المركزية في التخطيط لامركزية في التنفيد .. والثاني تنشيط المشاريع الصغيرة لتستوعب كثير من الايدي العاملة . اما عن المشكلة السياسية فقال " نحن نرى ان حلها يكمن في ان يلتقي العراقيون من النخب السياسية الذين يتخندقون خلف الاجندة المذهبية والطائفية والعرقية الى تخندق الجميع خلف مشروع وطني مثل المشروع الذي تنهض به الجامعة العربية .