محادثات أميركية ـ إفريقية لتطويق القاعدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نصر المجالي من المنامة: بعد أشهر من انطلاق مناورات الزند الأزرق بمشاركة قوات اميركية وأطلسية وافريقية ابرزها دول عربية شمال افريقية تتواصل في الجزائر العاصمة منذ يومين وسط إجراءات سرية وأمنية كثيفة لخبراء وقادة استراتيجيين في محاولة لتطويق شبكة القاعدة الارهابية ووقف تسربها عبر عناصر تابعة لها الى دول شمال افريقيا، بالمقابل أكد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، عمق العلاقات بين الجزائر و الولايات المتحدة وقال إنهما "تدعمان بعضهما البعض بوصفهما صديقتين و حليفتين في الحرب ضد الارهاب". وفي بيان أصدرته سفارة الولايات المتحدة في الجزائر، وصف رامسفيلد العلاقات القائمة بين الولايات المتحدة الاميركية و الجزائر بـ "الايجابية جدا". حسب نبأ لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
وإلى ذلك، تواصلت فعاليات اجتماع عالي المستوى يضم أكثر من 65 خبيرا متخصصا في الشؤون الأمنية، ينتمون إلى وزارات دفاع واستخبارات دول المغرب العربي، والساحل (تشاد والنيجر ومالي والسينغال وموريتانيا) ، تحت إشراف خبراء أميركيين، بهدف تقوية وتعزيز مكافحة الإرهاب في المنطقة.
وحسب صحيفة (الخبر) القريبة من جنرالات الجيش الجزائري، فإن الاجتماع الذي يستمر إلى الجمعة المقبل يحاط بسرية كبيرة حيث منع الصحافيون من إجراء مقابلات مع المشاركين، ومن تغطية أشغال اللقاء، إلا الافتتاح.
ويرعى اللقاء رسميا مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن برئاسة الجنرال كارلتون فولفورد، بالتعاون مع المركز الإفريقي للبحوث حول الإرهاب الذي مقره الجزائر. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني مغاربي أن الاجتماع الأمني يبحث في تعزيز مراقبة الحدود والمنافذ البحرية، عن طريق التكثيف من الدوريات البرية والبحرية لتفتيش العربات والسفن التي يمكن أن تأوي عناصر إرهابية.
وأضاف المصدر ذاته المتابع للملفات الأمنية في المنطقة العابرة للصحراء إن اللقاء جاء بطلب وإلحاح من الولايات المتحدة الأميركية، ويترجم حجم المخاطر التي يشعر بها الاميركيون حيال ما يهدد مصالحهم وبالتالي فهم حريصون على التحرك لاستباق أي اعتداء محتمل.
وحسب مصدر من الوفد التشادي، فإن اللقاء يبحث آليات للتدخل المشترك في حالات الطوارئ. وتابع المصدر ذاته أن اهتمام الأميركيين المتزايد بالمنطقة يعكس تخوفهم من قيام قواعد خلفية لتنظيم القاعدة في المناطق الصحراوية التي تقع خارج سيطرة بعض الحكومات والتي تخضع لحركات التمرد ومجموعات تهريب السلاح التي عادة ما تقيم صلات وثيقة بالإرهابيين.
وأشار إلى التنسيق الجاري بين الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، وجماعات التهريب والتزوير والقبائل المختصة في تجارة السلاح في مالي والنيجر.
وأخيرا، كشفت مصادر إفريقية من اللقاء، أن عناصر الاستخبارات الأميركية سيعرضون على نظرائهم بالمغرب العربي هواجس الإدارة الأميركية من تنامي ظاهرة انتقال جهاديين من المغرب وتونس والجزائر، للقتال في صفوف المقاومة في العراق والتأكيد على ضرورة سد المنافذ التي تسمح لهم بالالتحاق بالجماعات الموالية للقاعدة. وأضافت المصادر ذاتها أن الأميركيين "عبّروا عن استعدادهم لتقديم الدعم التقني واللوجستي للدول المغاربية للقضاء على هذه الظاهرة".
ولا تتوقف مخاوف الأميركيين في المنطقة المغاربية، عند هذا الملف، حيث تأخذ إدارة جورج بوش على محمل الجد تقارير أمنية تفيد بتسلل عناصر موالية للقاعدة ضمن المهاجرين غير الشرعيين، من الساحل إلى الجزائر وتونس بغرض إقامة خلايا متخصصة في حشد الدعم لتنفيذ هجمات على أهداف غربية في أوروبا.