جولة جديدة للملك عبدالله إلى اليونان وتركيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ثاني تحرّك دولي له قد يشمل بريطانيا في مارس:
جولة جديدة للملك عبدالله إلى اليونان وتركيا
سلطان القحطاني من الرياض:
وتركيا، التي تتعثر ما بين الانتماء إلى العالم الإسلامي أو أوروبا، وهما انتماءان يفرضهما التاريخ والجغرافيا كلاً على حدة، ستجد في هذه الزيارة فرصة "لتمتين عرى التحالفات الإقليمية في المنطقة مع لاعب مهم كالسعودية على الصعيدين السياسي والاقتصادي لخلق توازن استراتيجي تحتاجه المنطقة المشرقية في ظل عدم الاستقرار الحالي" على حد قول المحللين ذاتهم، وذلك بعد الجهد الحثيث الذي تبذله أنقرة للتماهي مع ثقافة الإتحاد الأوروبي الذي تطمح إلى ولوجه قريباً، في الوقت الذي يرى الأوروبيون أن تركيا لم تخلع حجابها الإسلامي بعد، فضلاً عن أن الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي يتولى زمامها تركي الجنسية، وأنها تُحكم عبر حزب إسلامي هو حزب الفضيلة.
وتعدُّ هذه الزيارة التي يقومُ بها الملك السعودية إلى أنقرة الأولى لملك سعودي منذ ما يقارب من ربع قرن، بعدما استطاعت الحكومات التركية المتعاقبة من أن تزيل عن كاهلها الإرث العثماني الذي كان مناكفاً صلباً لعمليات التأسيس الأولى للدول السعودية الثالثة على يد الملك عبدالعزيز بن آل سعود، بينما ما زالت العلاقات السعودية التركية تجني ثمار الوفاق السياسي ما بينهما منذ اجتماعاتهما التنسيقية قبل الحرب الأميركية الأخيرة ضد العراق،علاوةً على ارتفاع حجم التبادلات التجارية بين البلدين بشكل لافت.
ومن المقرر أن تشمل الزيارة التي يقوم بها العاهل السعودي اليونان أيضاً، التي ليست بذلك التواجد على خارطة العلاقات السياسية للحكومة السعودية، وما تنتظره أثينا من الزائر السعودي الكبير هو "استمرار دفع العلاقات إلى المستوى المأمول" حسبما تراه الأوساط اليونانية، وكذلك بحث القضية القبرصية مع الجارة التركية، كون الرياض تحظى بثقل لا يستهان به على ساحة المسرح الشرق أوسطي.
ووصف السفير اليوناني لدى السعودية في تصريحات سابقة علاقات اليونان والمملكة العربية السعودية بأنها ممتازة وكانت نتاجا لصداقات وأواصر قلبية قديمة جدا ما بين اليونان والعالم العربي، مشيرً إلى أن المناخ الجيد جدا القائم اليوم في العلاقات السعودية اليونانية ينعكس على التقارب المشترك في أمور دولية عديدة وتعاونهما البناء في المحافل الدولية واتصال الناس بالناس واحترامهم المتبادل وتفاهمهم.
وقال أيضاً إن الحكومة اليونانية تعطي أهمية كبيرة لتقوية الأواصر أكثر فأكثر لهذه العلاقات في كافة المجالات خاصة في مجال الاقتصاد وهي مستعدة وتريد أن توسع تعاونها مع الحكومة السعودية بهدف أفضل خدمة لمصالح شعبيهما" على حد قوله.
وانقطعت الزيارات الملكية عن أثينا منذ أن لجأ إليها ملك السعودي الراحل سعود بن عبدالعزيز الخليفة الأول لمؤسس الدولة السعودية الثالثة،فيما ما زالت العلاقات الاقتصادية تسير بشكل انسيابي ما بين البلدين دون عائق،وهو وريد إمدادي مهم تعوّل الحكومة اليونانية على الإفادة منه بشكل أكبر، خصوصاً صناعة اليخوت الفارهة التي تتقنها المصانع اليونانية بشكل كبير.
ورفض مصدر يوناني الحديث إلى "إيلاف" حول برنامج الزيارة الملكية، مشيراً إلى أن هناك أنباء عن زيارة لم يتم التوثق بشأن توقيتها حتى الآن،في حين قالت مصادر "إيلاف" أن سفير أثينا في الرياض يجول في أروقة صنع القرار اليوناني منذ أيام لترتيب الزيارة،وهو ما أدى لعدم تواجده خلال الأيام الماضية في عمله داخل العاصمة الرياض سفيراً لبلاده.
ولم تؤكد أو تنفي حتى الآن مصادر رسميّة بريطانية حادثتها "إيلاف" نبأ الزيارة المزمع القيام بها من قبل العاهل السعودي إلى لندن، إذ قال السفير البريطاني لدى الرياض شيرارد كوبر خلال حديث خاطف مع "إيلاف" أمس إنه لا يستطيع التعليق على نبأ الزيارة حتى الآن، في حين أنه أجاب على سؤال حول نية رئيس الوزراء البريطاني توني بلير زيارة العاصمة السعودية الأسبوع المقبل قائلاً "ياليت. لكن هذا غير صحيح".
وتصف الأوساط الدبلوماسية المراقبة لتحركات السفراء الأوروبيين داخل السعودية ومفاصلها السفير كوبر بأنه "دبلوماسي نشيط يسهم بشكل كبير في تنمية العلاقات بين بلاده والرياض على كافة الصُعد بشكل ذكي"، وهو الأمر الذي يتفق عليه حتى أنداده من السفراء الذين لا يبعدون عن مقر قامته سوى أميال قليلة في حي السفارات السعودي، إذ يرون أن "أبو هنري" - كما يحب أن يسمي نفسه - قد استطاع في فترة وجيزة أن يربط شعبي البلدين بطريقة لافتة، من خلال تنمية الزيارات المتبادلة، وكذلك الاجتماعات المتواترة التي يقيمها في منزله الأنيق على غير مبعدة من مقر عمله الرسمي.
وطبقاً لما قالته مصادر "إيلاف" فإن توقيت الزيارة لم يُحسم حتى الآن،إذ انه وبالرغم من تأكيد عدد من المصادر أن تكون الزيارة الملكية في نهاية شهر مارس، إلا أن القطع بهذا الموعد ليس وارداً حتى اللحظة، في حين أن الملفات المرجح وضعها على الطاولة التي ستجمع ما بين الزعيمين السعودي والبريطاني ستتمحور حول التعاون العسكري والمعارضة السعودية بشكل أدق، وتتبعها الأوضاع السياسية في المنطقة ابتداءً من العراق ومروراً بالملف السوري اللبناني،ونووي إيران،وانتهاء بعملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط.