صباح الأحمد: فلنستلهم نهج قادتنا في الإصلاح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فاخر السلطان من الكويت: بانتهاء مراسم الحداد ليل الجمعة على فقدان أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، احتفل الكويتيون حكومة وشعبا هذه السنة بالعيدين الوطني (25 فبراير) والتحرير من الغزو الصدامي (26 فبراير) بشكل مغاير عن السنوات التي مضت، وذلك بسبب تزامن الاحتفال مع مراسم الحداد الاربعيني للأمير الراحل.
ولم تشهد شوارع الكويت الازدحامات المعتادة نتيجة للمسيرات التي ينظمها المواطنون في المناسبتين برغم كثافة الحضور الامني في الشوارع وخاصة في شارع الخليج العربي. ووجه امير الكويت الشيخ صباح الاحمد كلمة الى الكويتيين بمناسبة انتهاء فترة الحداد وعيدي الوطني والتحرير قال فيها:
"مضى اربعون يوما منذ ان فقدنا جميعا والدنا واميرنا الراحل سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح رحمه الله رحمة واسعة وطيب ثراه.
اننا ونحن نستذكر ذكراه العطرة التي لم ولن تغيب عنا ابدا، نستذكر سموه بكل الاجلال والتقدير قائدا فذا ورائدا متميزا قاد عملية التحديث والتنمية والنهضة الشاملة التي شهدها وطننا العزيز على مدى عهد سموه الزاهر وتحقق خلالها العديد من الانجازات التي يفخر بها الوطن في مختلف الميادين والمجالات، انطلاقا من ايمان سموه بان قوة الوطن تكمن في الاخذ باسباب العلم ومنجزاته العقلية والتكنولوجية وتسخير ذلك لعملية التنمية والبناء والتطوير. بهذا التصور كان سموه رحمه الله كبيرا في رؤيته عميقا في نظرته نحو وطنه ومواطنيه. ولن ننسى قيادة سموه التاريخية للكويت ولاسيما في ظل الظروف الصعبة التي مر بها الوطن العزيز والتي تمكن سموه رحمه الله بتوفيق الله تعالى وبما عرف عن سموه من حكمة وبعد نظر من تجاوز هذه العقبات والصعاب والوصول بسفينة الكويت الى شاطىء الامان الذي ننعم به الان.
اننا نوجه ايضا تحية تقدير واعزاز لصاحب السمو الامير الوالد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح الذي تحدى الصعاب في بسالة نادرة، ثم خاض معركة التعمير كما خاض معركة التحرير والتي ستظل مآثره محفورة دائما في سجل تاريخ وطننا الخالد. حفظ الله سموه وادام عليه موفور الصحة والعافية والعمر المديد.
وحين نلتقي اليوم بعد اربعين يوما من رحيل اميرنا ووالدنا سيدي صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح، فاننا نلتقي مع اشارات عميقة الدلالة حيث تزامنت هذه الذكرى الاربعين مع ذكرى التحرير ومع عيدنا الوطني المجيد وكأنما يتعانق التاريخ وصناع التاريخ ليظلا متلازمين في وجدان وطننا الغالي.
وهنا ايها الاخوة والاخوات اشارة مهمة الى ان جل اشكال التكريم لقادتنا الكبار هي ان نستلهم نهجهم في الاصلاح والتضحية وفي صناعة النهضة وتحقيق التنمية الشاملة وفي حماية الهوية الاصيلة من الذوبان تحت اغراء الشعارات وعلينا ان لا ننسى ابدا ما كان يوليه دائما اميرنا الراحل من اهتمام خاص لقضية الانسان الكويتي ووسائل حمايته وتنميته.
ومن هنا يكتسب التحرير ايها الاخوة والاخوات معنى جديدا ذو قيمة وجدوى اذ يصبح التحرير عملية مستدامة وحماية مستمرة تحفظنا من التفريط في الثوابت وتكريس كل الجهود والقدرات والامكانات للنهوض بوطننا العزيز والرقي به الى اعلى مراتب التقدم والنماء.
وهذا ايها الاخوة والاخوات المعنى العميق للاحتفاء بقادتنا الكبار وهو البرهان التطبيقي على حبنا لهم ووفائنا لذكراهم وبذلك يتحتم علينا ان نكمل المسيرة المباركة التي انطلق بها سمو اميرنا الراحل طيب الله ثراه وان نحقق من طموحاته ما كان يتمناه في حياته سواء على مستوى وطنه او امته او على مستوى العالم.
وليس من شك ايها الاخوة والاخوات في ان مفتاح الامر مرهون بتماسك جبهتنا الداخلية وتعزيز وحدتنا الوطنية وتوحدها صفا قويا يظله قانون يحترمه الجميع، ثم نمضي بكل امل وتفاؤل نحو تطلعاتنا المستقبلية وبناء علاقاتنا على ضوء ثوابتنا وفي تفاعل مستنير وواع مع المتغيرات التي يموج بها العالم.
وعلينا خلال ذلك التركيز على تربية ابنائنا وغرس قيم الوفاء والاخلاص للوطن وتقدير قيمة العمل والوقت والتاكيد على ان قيمة كل انسان تقاس بمقدار ما يتقنه من مهارات وخبرات وبما يقدمه من خدمات وتضحيات لوطنه.
ليس العيد الوطني او التحرير ايها الاخوة والاخوات يوما لمظاهر الاحتفال والاضواء والبهجة، بل هو قبل ذلك وبعده يوما للوقفة مع النفس وقياس درجة الالتزام ومدى ما قدم كل منا لاهله ووطنه وامته وما يتحتم عليه ان يقدمه في مستقبله من عطاء يفتخر به وطنه".
"الوطن" و"الأنباء"
وأكدت صحيفتان كويتيتان اليوم ان عيدي الوطني والتحرير "رغم انهما يشكلان يومين سعيدين تملأهما الأفراح فان يومينا هذا العام يشوبهما حزننا على وداع أميرنا الراحل الشيخ جابر الاحمد". وكتبت صحيفة "الوطن" في افتتاحية تحت عنوان "25 فبراير..مختلف": "اذا كان يوم ال25 من فبراير من كل عام هو يوم سعيد تملأه الأفراح فان يومنا هذا العام هو يوم يشوبه حزننا على وداع أميرنا الراحل مجموعا مع ايمان بأن البقاء لله وحده وقناعة بأنها "لو دامت لغيرك ما اتصلت اليك" ومقرونا بأمل وتفاؤل بتولي أميرنا الجديد مقاليد الحكم.
واضافت : "اذ تبدأ الكويت عامها السادس والأربعين اليوم فانها تبدأه ملؤها الآمال العريضة بتحقيق قفزات نوعية جديدة في المسيرة الكويتية الراسخة منذ ثلاثة قرون". واكدت ان الكويت "خطت في السنوات الـ45 الماضية خطوات عملاقة وأصبحت دولة مؤسسات والكويتي أصبح مثالا للنضوج والوعي والعلم والوطنية ومستقبل الكويت محصن باستثماراتنا واحتياطاتنا".
وقالت ان "كل ذلك كان ثمرة أفكار وعمل أميرنا الراحل ونعلم أن أمير البلاد المفدى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد في جعبته من الخطط والرؤى ما سيأخذ بالكويت الى آفاق جديدة ومراتب أسمى".
ومن جانبها كتبت صحيفة "الأنباء" في افتتاحية تحت عنوان "في الضمير قبل الذاكرة" ان الذكرى ال 15 لتحرير الكويت من دنس الاحتلال الصدامى تأتى هذا العام مختلفة عما سبقها "فلاول مرة تأتى هذه الذكرى وبها غصة رحيل اميرنا ورمز تحريرالديرة الشيخ جابر الاحمد الصباح".
واضافت أن "جابر الاحمد لم يكن رمزا لشرعيتنا فحسب، بل كان رحمه الله رمزا للكويت التى حملها واهلها فى ثنايا ضميره ونفسه واستمد اهل الكويت منه القوة سواء بتحمل قسوة التشرد او مواجهة ارهاب الاحتلال الاثم".
واكدت "الأنباء" ان "جابر الاحمد لم يكن اميرا لنا فحسب، بل كان منبع الامل بقرب تحرير ارضنا ومنه نهلنا فاطفأنا جذوة خوفنا وعرفنا ان عودتنا لأمنا الكويت قريبة".
العفو عن سجناء
وصدر مرسوم اميري اليوم بالعفو والافراج عن مجموعة من السجناء في قضايا مختلفة بمناسبة العيدين. وذكر بيان صادر عن وزارة الداخلية ان امير الكويت الشيخ صباح الاحمد شمل برعايته واصدر عفوا اميريا عن 689 سجينا حصل 495 منهم على افراج فوري فيما نال 194 تخفيضا للعقوبات طبقا لقواعد العفو الاميري.
العيدان تاريخياً
يصادف اليوم تاريخيا الكثير من الأحداث المحلية المهمة، من هذه الأحداث:
- عام 1950 تسلم أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح مقاليد الحكم في الكويت واصبح بذلك الحاكم الحادي عشر لدولة الكويت وذلك بعد وفاة الشيخ احمد الجابر، والقى الشيخ عبدالله السالم أول خطاب له في احتفال اقيم في ساحة الصفاة اشاد فيه بالانجازات التي تحققت بالكويت في عهد الشيخ احمد الجابر، وتطرق في خطابه الى ثروة الكويت النفطية بقوله "ان ثروة الكويت ملك الشعب وانا حارسها".
- عام 1978 أذيع لأول مرة النشيد الوطني والذي وضع كلماته الشاعر احمد العدواني ولحنه ابراهيم الصولة والذي يقول مطلعه "وطني الكويت سلمت للمجد وعلى جبينك طالع السعد".
- عام2001 دشنت الكويت احتفالاتها بالذكرى الاربعين للاستقلال والعاشرة للتحرير في احتفال رسمي كبير في ساحة العلم، حضره ولي العهد رئيس مجلس الوزراء آنذاك الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد ورئيس مجلس الامة بالنيابة مشاري العنجري وعدد من القادة السابقين لدول شاركت في تحالف تحرير الكويت، من ضمنهم الرئيس الامريكي السابق جورج بوش ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر ورئيس الوزراء البريطاني السابق جون ميجور والرئيس الارجنتيني السابق كارلوس منعم وقائد قوات التحالف نورمان شوراتسكوف، وممثلون لدول وقادة عسكريون ووزراء ونواب وكبار رجالات الدولة.
وشهد الاحتفال مراسم رفع علم الكويت ايذانا ببدء الاحتفالات الرسمية بعيدي الاستقلال والتحرير وعرضا جويا لطائرات عسكرية كويتية واوبريت غنائية لمدارس وزارة التربية ورقصا للعرضة شاركت فيه فرق من الكويت والبحرين ودولة الامارات العربية المتحدة.