صدام الحضارات عنوان لمسرحية دنماركية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كوبنهاغن: يقوم المؤلف المسرحي والممثل الدنماركي فليمينغ ينسن بالاعداد لمسرحية جديدة حول صدام الحضارات على ضوء الازمة الاخيرة حول الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية التي تناولت النبي محمد (صلى الله عليه و سلم).وقال ينسن ان المسرحية مقتبسة عن الكاتب البريطاني اليستر بيتن عن صدام الحضارات بشكل عام وليس عن الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد (صلى الله عليه و سلم)، الا انه، ونظرا للتطورات الحالية، فان هذا الموضوع سيلقي بظلاله بشكل واضح على العمل نظرا لردود الفعل العنيفة التي تسبب بها نشر هذه الرسوم.
الا ان ينسن الذي ترجم بنفسه لبيتن "ملك القلب" من الانكليزية الى الدنماركية، والذي يامل ان تكون مسلية، لا يخف انها تسبب له وللكاتب البريطاني صاحب النص الاساسي شعورا بالقلق.وقال ينسن، أنه للمرة الاولى، يبدو اليستر متشنجا في العمل معه، ليس لاسباب فنية بل بسبب الوضع الراهن،و أنهطلب ان يراقب بصرامة ترجمة عمله لانه يريد ان يحمي نفسه ويحمي عائلته.
وبحسب ينسن، ان بيتن الذي كتب هذا العمل لا يريد ان يفقد السيطرة على ما يقال في العرض المسرحي لان هناك قوى خارجة عن اي سيطرة قادرة على فعل اي شيء.لذلك يريد بيتن ان يزن بتمعن كل كلمة ليتاكد ان العرض الدنماركي سيكون متفقا مع النص الانكليزي دون اي تعابير قد تطرح اشكالات.
وقال الفنان الدنماركي ان زميله البريطاني الذي يشترك معه في العمل الرابع بعد الاقتباسات الدنماركية لكل من اعماله "فيل غود" (اشعر بالراحة) و"سولو" و"فولو ماي ليدر" (اتبع قائدي) قال له انه "يستطيع ان يتقبل ان يقوم احدهم بحرق منزله بسبب ما كتب الا انه لا يرضى ان يكون ضحية خطأ ارتكبه شخص آخر".
ويؤكد ينسن ان العمل المقتبس "لن يعرض الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد وهو كما سبق وقلت واشدد، لا يتخذ من هذه الرسوم المثيرة للجدل موضوعه الرئيسي. ان ذلك ليس بفعل اي رقابة ذاتية وانما لان الهدف من العمل هو القاء الضوء على الاشكالية التي تحيط بنشر هذه الرسوم".
وكما في عمل بيتن السابق "سبين دكتور"، فان "شخصيات هذا العمل المسرحي الجديد هي شخصيات خيالية في عالم حقيقي" بسحب تعبير ينسن الذي يعتبر ان "صدام الحضارات يتخطى الاشخاص".
ويقول ينسن في هذا السياق "ان صدام الحضارات حاضر في كل وقت وهو لم يظهر مع نشر الرسوم الكاريكاتورية" مؤكدا ان العمل المسرحي يتناول "نزاعات تثور في مجتمعات مثل الذي نعيش فيه والذي يضم جالية مسلمة كبيرة بالرغم من انه تاريخيا كان مجتمعا مسيحيا".ويضيف "نحن مضطرون لاخذ كل هذه الامور بعين الاعتبار عندما تظهر مسالة بهذا الجنون (..) ان الفكاهة هو السلاح الوحيد للتعامل مع مشكلة بهذه الخطورة".
ويؤكد ينسن ان العمل الذي عنوانه في الدنماركية "هييرتي كونغي" "ليس هجوما على احد وليس دفاعا عن احد" مشيرا الى ان "مهمة المسرح هي اظهار الاوجه المختلفة للمشكلة دون اتخاذ موقف بالضرورة". والعرض الاول للمسرحية سيكون في 21 ايلول/سبتمبر المقبل في مسرح "نوريبرو" في كوبنهاغن، على الخشبة نفسها التي شهدت عرض مسرحية "لتس كيك آس" (فلنركل المؤخرات) في اشارة الى عبارة تلفظ بها الرئيس الاميركي جورج بوش.
وكانت هذه المسرحية التي نالت نجاحا كبيرا، تناولت بوش وحليفه رئيس الحكومة الدنماركي اندرس فوغ راسموسن. وهي مقتبسة ايضا عن نص لاليستر بيتن بعنوان "فولو ذي ليدر" (اتبع القائد) بطلاه بوش ورئيس الحكومة البريطانية توني بلير.