أخبار

صباح الأحمد يتجه خليجيا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


حادث نجاد ومبارك زعيمي كتلتين متناحرتين
صباح الأحمد "الأمير" يتجه ببوصلته خليجيا

نصر المجالي: يبدأ أمير الكويت الجديد الشيخ صباح الاحمد في النصف الاول من آذار (مارس) جولة خليجية هي الاولى من نوعها له منذ توليه منصبه كأمير، على انه ظل لأربعين عاما يزور هذه الدول الشقيقة ودول العالم وزيرا للخارجية ورئيسا للوزراء بل إنه شارك في قمم عديدة ممثلا لشقيقه الراحل الشيخ جابر الأحمد للسنوات السبع الماضية، وإذ كانت جولة الشيخ صباح الاحمد الخليجية المقبلة "بروتوكولية" بالدرجة الاولى، إلا أن تداعيات التطورات الساخنة في المنطقة تفرض نفسها على الجولة، خاصة وانها تأتي قبل ايام من قمة عربية تستعد العاصمة السودانية لاستقبالها في 28 آذار (مارس).

وجولة الشيخ صباح، تأتي بعد قمتين مهمتين عقدهما على انفراد الامير الكويتي أمس مع زعيمي كتلتين متناحرتين في المنطقة هما الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الايراني محمد احمدي نجاد. ولم تكن المحادثات سهلة مع الرئيسين حيث رغم الارضية المشتركة في محاور الحديث، الا ان تناقض القاهرة وطهران وجد ضالته الى الظهور على ارض الكويت التي استقبلت الزعيمين بكل ترحاب وانفتاح ومكاشفة حول الملفات التي تم بحثها.

وخلصت تقارير الصحف الكويتية التي هي الأخرى احتارت الى أي من "الجانبين تميل" المصري او الايراني، الى القول إن كلا القمتين "ناجحة بكل المعايير"، واصفة قمة صباح ـ مبارك بـ"أنها قمة محادثات الساعة لحلحلة مواضيع الساعة"، كما أوردت صحيفة (الراي العام) التي يرأس تحريرها جاسم مرزوق بودي. والحال ذاته مع بقية الصحف الأخرى التي نعتت القمة بتوصيفات ايجابية مختلفة.

وفي شأن قمة صباح ـ نجاد، ركزت الصحف على تاريخيتها حيث هي الأولى من نوعها لرئيس ايراني منذ الثورة الاسلامية التي قادها الخميني العام 1979 ، ولكن هذه الصحف ترحيبا منها على نهج قيادة الكويت بالضيف الايراني الزائر "تناست حال العداء الخفي الذي امتد اكثر من عقدين" خاصة لجهة الممارسات الايرانية على الساحة الكويتية التي طاولت حياة امير الكويت الراحل جابر الاحمد الذي حاولت عناصر استخباراتية مرتبطة بإيران اغتياله في منتصف ثمانينات القرن الفائت.

وتناولت محادثات صباح ـ مبارك القمة العربية التي تستضيفها الخرطوم أواخر الشهر المقبل، وفي مقدمها عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في العراق والملف النووي الايراني والعلاقات اللبنانية -السورية.

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح إن "وجهتي النظر تطابقتا في شأن قمة الخرطوم والجميع يدعم بشكل مطلق المبادرة العربية للسلام", واضاف ان الجانبين الكويتي والمصري "رحبا بالانتخابات الفلسطينية وأكدا انهما يتطلعان إلى ان نعمل مع اشقائنا في فلسطين لتحقيق التصور العربي من اجل تحقيق السلام".

وبالنسبة الى موقف الكويت من دعم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) جدد الشيخ محمد هذا الموقف بقوله "نحن لا نتعامل مع فصائل فلسطينية نحن نتعامل مع حكومة فلسطينية".

وعن موضوع العراق قال "لقد بحثنا مجريات الأحداث في العراق وأكدنا أهمية العملية السياسية,,, ونتمنى من اخواننا في العراق الشقيق أن يشكلوا الحكومة العراقية في اقرب وقت ممكن".

قمة صباح ـ نجاد

وكتبت الزميلة ريم الميع تقريرا في صحيفة (الرأي العام) الكويتية عن القمة الكويتية الايرانية قالت فيه " كانت الزيارة التاريخية للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد للكويت أمس، وهي الأولى لرئيس ايراني للبلاد منذ الثورة الاسلامية العام 1979، "بوابة" لاطلالة "طمأنة" من ايران لدول "الضفة الأخرى" من الخليج، في شأن الطموحات النووية لطهران، و"نافذة" لانتقاد "الاحتلال الأجنبي" للعراق وتحميله مسؤولية التدهور الأمني، وفرصة للتأكيد، على المستوى الثنائي، أن ليس بين ايران والكويت من مشكلة الا ولها حل، وان بحثاً جرى لنقل الغاز والماء من ايران الى الكويت وتفعيل مذكرات التفاهم الموقعة بينهما.

فمن قصر بيان، وبعد محادثات كويتية - ايرانية موسعة، ولقاء منفرد مع سمو الامير الشيخ صباح الاحمد، قال نجاد، رداً على سؤال عما اذا كان حقل الذرة من القضايا الشائكة العالقة بين البلدين: "بيننا وبين الاشقاء في الكويت لا توجد مسألة أو مشكلة لا يمكن حلها", وعن موعد حل مسألة الجرف القاري قال "طبعاً فإن الأعمال المشتركة التي يجب ان نقوم بها تحتاج الى عمل فني وإرادة وتدقيق في الأمر, وأؤكد مجدداً ان علاقاتنا علاقات اخوية تذهب نحو التطور وأن لا عائق يحول دون تطوير هذه العلاقة".

ولاحظ نجاد أن "المواقف كانت متقاربة ومشتركة جداً في كثير من القضايا" في المحادثات، وأن "البلدين يؤكدان على الثبات والاستقرار الكامل للأمن في منطقة الخليج الفارسي، وكذلك الشرق الأوسط، ويطالبان باستقلال وسيادة كاملة للعراق، ويدعمان الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني، ويؤكدان الحرص على ان تكون منطقة الخليج الفارسي آمنة (,,,) كي تتبدل الى منطقة مودة وأخوة وتفاهم".

وعن مطالبة وزراء خارجية دول مجلس التعاون بعد اجتماعهم مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في أبوظبي بإعلان منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج منطقة خالية من الأسلحة النووية، قال "اننا ايضاً نطالب بنزع السلاح النووي في منطقة الشرق الأوسط، بل ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل ان يكون العالم كله منزوعاً من الأسلحة الذرية", وأضاف "هذا مقترح اقترحناه في الأمم المتحدة وسنتابعه بكل جدية، واننا نعتقد ان هذه الأسلحة الموجودة لدى القوى العظمى وكذلك المحتلين في منطقتنا تهديد للأمن والسلم العالمي".

وهل يحمل تطمينات إلى المنطقة في ما يتعلق بطموحات ايران النووية؟ أجاب"نحن نطالب بالسلام والأمن والتقدم لكل البلدان والشعوب الجارة لنا، والتاريخ والتجارب أثبتت ان الجمهورية الاسلامية الايرانية جارة جيدة للغاية لدول الجوار", وتابع "بالنسبة للتقنية والوقود النووي في ايران فإننا نريد مثل هذه التقنية من اجل الاستفادة منها في الأغراض السلمية".

وأسف نجاد للتدهور الأمني في العراق, وقال "نحن ندعم المسار السياسي في العراق وقيام حكومة منبثقة من الشعب (,,,) ونطالب بالاستقلال والأمن والوحدة والتقدم للعراق", وأضاف "إننا ندعم المبادرات التي تؤكد تعزيز الأمن في العراق ونساندها، ونعتقد ان قسطاً كبيراً ومهماً من مشاكل العراق وقضاياه ستحل بعد انتهاء الاحتلال الاجنبي له", واعتبر أن "وجود المحتلين في العراق هو الذي يؤدي الى التدهور الأمني"، ملاحظاً أن "التدهور الامني في العراق يؤثر على المنطقة برمتها",

وكان الرئيس الايراني، حسب وكالة الانباء الكويتية، اعرب عن الأمل في أن تسهم زيارته للكويت "في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين"، مشيرا الى أن أهم المواضيع التي بحثها هناك هي نقل الغاز والماء من ايران الى الكويت وتفعيل مذكرات التفاهم الموقعة بينهما.

أما نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح فقال ان "الرئيس الايراني عبر عن اهتمام جدي بموضوع الجرف القاري خلال جلسة المحادثات وهو الذي بادر الى ضرورة حل هذا الامر وحسمه وتتويجه بزيارة يقوم بها صاحب السمو أمير البلاد إلى طهران بعد تحديد موعد هذه الزيارة", وأكد الشيخ محمد ان سمو الأمير تلقى دعوة من الرئيس الايراني لزيارة طهران.

وقال الشيخ محمد إن "الكويت اكدت احقية الجمهورية الاسلامية الايرانية بامتلاك تقنية التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية", وأكد "ضرورة ان يخضع الجميع للقوانين والبروتوكولات المنظمة لاستخدام هذا النوع من الطاقة، من اجل سلامة وأمن وضمان عدم انحراف البرامج لغير الأغراض السلمية التي سعت اليها".

وأعرب عن ثقته بالقيادة الايرانية متمنيا ان "يحل هذا الموضوع بطريقة سلمية من خلال تعامل الجمهورية الاسلامية الايرانية بحكمة مع هذا الملف".
وقال ان جلسة المباحثات الكويتية - الايرانية تطرقت بشكل اساسي إلى "الامور العالقة بين دولة الكويت وايران واهمية التعاون بين البلدين الشقيقين من اجل تعزيز العلاقات في المجال النفطي ومحاربة الإرهاب بشكل عام وعمليات التسلل".

وأشاد وزير الطاقة الشيخ احمد الفهد الاحمد بـ "اللقاء الايجابي" الذي جمع بين القيادتين الكويتية والايرانية,واضاف الشيخ احمد في تصريح للصحافيين ان اللقاء تناول قضايا اقتصادية استراتيجية منها التعاون في مجالي الغاز والمياه, وأعرب عن تمنيه ان "ينتهي التباين في وجهات النظر حول بعض الموضوعات خلال المرحلة المقبلة لا سيما الغاز الذي قطعنا به شوطا كبيرا حتى يتسنى لنا توقيع العقد".
واعرب عن تفاؤله بوجود نية صادقة من قبل الاخوة في ايران "ومن زميلي وزير الطاقة الايراني السيد وزيري باتمام موضوع تصدير الغاز الايراني للكويت".

وكشف عن مجيء فريق ايراني الى الكويت بعد نحو اسبوع لمناقشة بعض القضايا الفنية موضحا ان "قضية المياه تحتاج بعض الاجراءات على مستوى الاتفاقية واقرارها من قبل الجهات الفنية المعنية من كلا البلدين لينتقل هذا المشروع الحيوي والاستراتيجي الى الاجراءات التنفيذية".

ثقة بالامن السعودي

واثنى الشيخ احمد الفهد على وعي قوات الامن السعودية والخطط الاستراتيجية الامنية في المملكة العربية السعودية الشقيقة التي استطاعت ايقاف الهجوم الذي تعرضت له خلال الاسبوع الماضي مضيفا "ان ذلك يدعونا كذلك الى تكثيف الجهود واتخاذ الاحتياطات الامنية لحماية آبارنا النفطية", واضاف ان "اسعار النفط ستعود خلال المرحلة المقبلة الى وضعها الطبيعي خاصة بعد السيطرة على هذا الحادث".

وبسؤاله عن وجود اكتشافات نفطية جديدة في الكويت قال الشيخ احمد "نحن سننتظر الى ما بعد نحو الـ 10 ايام لمعرفة المعلومات المتكاملة حول هذه الاكتشافات النفطية الجديدة سواء حول النفط الخام او بالنسبة للغاز, ومن ثم سيتم الاعلان عنها".

وأخيرا، عما اذا كانت المباحثات التي اجريت اليوم بين الجانبين الكويتي والايراني قد تطرقت الى موضوع ترسيم الجرف القاري اكد "اتفاق الطرفين على ضرورة معالجة الجرف القاري بأسرع السبل الممكنة"، مضيفا ان الرئيس الايراني الضيف قد طلب من امير البلاد تفعيل عمل اللجنة المشتركة الايرانية - الكويتية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف